فشل أهداف نتنياهو بنسبة 100%

بلال الدوي

بلال الدوي

كاتب صحفي

هي أول زيارة لوزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو للشرق الأوسط، زار تل أبيب والتقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وسيزور عدداً من الدول العربية المعنية بالقضية الفلسطينية.

ومن الواضح أنه يحمل عدة رسائل من الإدارة الأمريكية الجديدة فيما يتعلق بالملف الإيراني، وتحديداً ما يتعلق بالاتفاق النووي، والملف اللبنانى، وتحديداً ما يتعلق بتمديد الهدنة والبقاء فى خمس مناطق أمنية فى جنوب لبنان، والملف الفلسطيني، وتحديداً ما يتعلق بالمفاوضات القائمة حول استكمال المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة وبداية المرحلة الثانية والأوضاع فى الضفة الغربية.

هناك اختلافات واضحة بين وجهتي النظر للجانبين وهما الإدارة الأمريكية الجديدة وإسرائيل من جهة، والجبهة العربية من جهة أخرى، الرفض التام لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم وعدم السماح بتصفية القضية الفلسطينية والعمل على حل الدولتين وعدم شرعية التوسع فى بناء المستوطنات ورفض العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي فى الضفة الغربية وتدمير المنازل.

وهدم المخيمات فى شمال الضفة يُقابله مُخطط للتهجير يتم العمل على تنفيذه بكل الطرق، أهداف نتنياهو هي العامل الرئيسي الذى سيتوقف عليه الموقف الحالي، فهي أهداف واضحة ولا تحتاج إلى تفسير، الرأي العام الإسرائيلي يحمله مسؤولية أحداث 7 أكتوبر 2023، ومظاهرات أهالي الأسرى تؤرق منامه.

نتنياهو يحاول التلاعب بالرأي العام الإسرائيلي والإعلام الإسرائيلي والكنيست الإسرائيلي والمعارضة الإسرائيلية من أجل استمرار حكومته لأطول فترة مُمكنة عن طريق توسيع الصراع وإطالة أمده، وهو ما حدث بالفعل بعد التوقيع على اتفاق الهدنة مع حركة حماس حينما بدأ فى العمليات العسكرية فى الضفة الغربية وهدم مخيمي جنين وطولكرم وبناء مستوطنات جديدة فى شمال الضفة بناءً على توصيات وزير المالية بتسلئيل سموتيرتش وإرضاءً له حتى لا يخرج من الحكومة، وبالتالي استمرارها بالتشكيل الحالي.

الآن من الواضح أن إسرائيل أعادت احتلال الضفة الغربية بعد عمليات التخريب المتعمدة فى مخيمات شمال الضفة، وبذلك فإن إسرائيل استباحت كل أراضي الضفة الغربية، ولهذا فإن 50% من أراضي الضفة الغربية مُهددة بالاستيلاء عليها لبناء مستوطنات بعد أن أعلن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتيرتش عن تخصيص موارد مالية طائلة من الموازنة العامة الإسرائيلية لبناء مستوطنات جديدة فى الضفة الغربية.

لا يُدرك نتنياهو أن مخططه هذا سيفشل بنسبة 100%، بكل تأكيد سيفشل المخطط لعدة أسباب.. منها: أهالي غزة باقون صامدون فى أرضهم وعادوا للشمال وسيستقرون فيها ولن يُهجّروا ولن يوافقوا على ترك أرضهم - خطة إعادة إعمار غزة جاهزة للتنفيذ بمشاركة عربية فاعلة وبتوقيت زمنى مُحدد - محاولات عربية ودولية تتم لتثبيت اتفاق الهدنة وعدم حدوث خروقات، وهو ما سيؤدى لعودة الهدوء فى غزة - ما أعلنته حركة حماس من الموافقة على التخلي عن إدارة قطاع غزة سيفوت الفرصة على نتنياهو وذرائعه لاختراق الهدنة - المجتمع الدولي يرفض بشدة العمليات العسكرية الإسرائيلية فى الضفة الغربية، وهناك رأى عام عالمي ضد هذا التوجه، خاصة أن اتفاق أوسلو الذى وقعت عليه إسرائيل فى سبتمبر 1993 يقضى بأن: الضفة الغربية وقطاع غزة وحدة إقليمية واحدة.