الرجال مواقف
أتحدث هنا عن مواقف الرئيس عبدالفتاح السيسي، التي يقوم بها من منطلق وطني بحت، ليس بحثا عن مجد زائف أو بكلام حنجوري أو حتى شعبية على حساب الوطن وأمنه القومي، لو تعرف تعد سوف أعدد لك قدر ما استطاعت ذاكرتي إرجاعه وليس كل المواقف، فعندما طلب الغرب وأمريكا من مصر تصدير أسلحة لأوكرانيا، رفضت مصر الطلب؛ لأن هذه المشكلة مصر ليست طرفا فيها.
وعندما طلبت أمريكا من الرئيس إغلاق المجال الجوي المصري أمام الطائرات الروسية المتجهة لسوريا والعراق والأردن وتركيا، قوبل الطلب بالرفض، لأن كل دولة تحكمها محدداتها وعلاقاتها مع الدول الأخرى، وليس شرطا ما تقبله دولة تقبله الأخرى دون دراسة تبعات القرار.
أيضا طلب الغرب وأمريكا من مصر عدم الانضمام لتجمع البريكس، ولكن مصر ورئيسها كان لهم رأي آخر وهو الانضمام للتجمع، وهذا يجعل مصر تنوع سلات تعاملاتها ولا تضع قرارها مرهونا بعملة أو دولة بعينها، ما يتيح لها المناورة فى الاقتصاد وغيره.
ومن المواقف التي يجب ألا ننساها للرئيس وهو أحد المواقف البطولية لسيادته؛ عندما طلبت أمريكا إخراج الجالية الأمريكية من قطاع غزة عبر معبر رفح، الرئيس ربط خروج الجاليات بدخول المساعدات لأهل غزة أولا.
المواقف متعددة وعظيمة، ومن أعظمها في الفترة الأخيرة عندما تم الضغط على مصر من أمريكا وبعض الدول الغربية لفتح حدود مصر لأهل غزة مرة يقال لتوطينهم ومرة يقولون لفترة مؤقتة وأخرى يقال للخروج لدولة ثالثة، والرئيس رفض بقوة هذه المقترحات.
رفض الرئيس التهجير، ورفض الرئيس قبل ذلك العدوان على القطاع، وكانت مصر بكل أجهزتها حاضرة ووسيطا نزيها للتهدئة ووقف العنف والعدوان، ورفضت مصر نظم مراقبة طرحتها إسرائيل على محور فيلادلفيا، ورفضت قبلها الكثير من الاقتراحات التي تهدد أهالي غزة أو تجعلهم صيدا سهلا للاحتلال.ورفض أي حل يتم طرحه على حساب الشعب والأرض الفلسطينية، وتمسكت مصر ورئيسها بالحل العادل والشامل على أساس حل الدولتين على حدود 1967 ودولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة عاصمتها القدس الشرقية.
سخّر الرئيس السيسي كل أجهزة الدولة المصرية فى المحافل الدولية لطرح وشرح أبعاد القضية الفلسطينية، وفنّد جرائم الاحتلال، ووقفت مصر، رغم ظروفها الاقتصادية الصعبة، مع أهالي غزة، وقدمت أكثر من 85% من حجم المساعدات الإنسانية التي دخلت غزة.
كل هذه المواقف وما زال هناك خونة محسوبون على الداخل ويعملون فى 40 قناة متخصصة في ضرب مصر وتشويهها وتشويه رئيسها، محاولين النيل من العلاقة بين الرئيس والجيش مرة والشعب مرات ومرات.
وأيضا عملاء الخارج ينتقدون، دون وجه حق، الموقف المصري، ويشتتون الانتباه، ويشوهون الصورة العظيمة التي رسمتها المواقف البطولية للرئيس السيسي.
ولكل محنة منحة، ومنحة هذه الأزمة هي وعي الشعب المصري، فقد وصلت شعبية الرئيس السيسي لأعلى مستوياتها، وفي بعض التحليلات تخطت شعبية الرئيس السيسي ما وصلته في 30 يونيو.
والآن، ومع صلابة وقوة الموقف المصري، ظهرت التقارير الإسرائيلية وبعض التحليلات الأمريكية المتعاونة أو التابعة للكيان التي تحاول تعميق الخلاف المصري - الأمريكي، بل وتضرب في موقف والتزام مصر من معاهدة السلام مع إسرائيل، فضلا عن ضرب العلاقات المصرية - الأمريكية، ويصل الحد إلى اتهام مصر بدعم «حماس»، والهدف واضح من كل هذه المحاولات؛ إثناء مصر عن مواقفها، وبالطبع هذا ضرب من الخيال لأن قائدها لا يعرف المستحيل.