"الوطن" ترصد مأساة الزقازيق مع "مولد أبوخليل":المدارس للنوم والمخدرات

كتب: محمود عبدالرحمن

"الوطن" ترصد مأساة الزقازيق مع "مولد أبوخليل":المدارس للنوم والمخدرات

"الوطن" ترصد مأساة الزقازيق مع "مولد أبوخليل":المدارس للنوم والمخدرات

«يا رب هو صالح فأصلح به أحوالنا واهدِ القلوب إليه حتى تهتدى، صلوا حبلى بكم لا تقطعوه فنحن بحبكم مستمسكون، أبا خليل أعز الله سيرته فضيلة العارف بالله الشيخ صالح أحمد الشافعى محمد محمد أبوخليل الكبير، نقيب السادة الأشراف بالزقازيق ورئيس الجمعية الخليلية الإسلامية» عبارات عديدة حملتها لافتات طوقت المنطقة المحيطة بمسجد صالح أبوخليل بمدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، للترحيب بضيوف ومريدى الشيخ الذين جاءوا من محافظات مختلفة للاحتفال بمولد «أبوخليل» الذى بدأ الأربعاء الماضى ويستمر أسبوعاً، الأمر الذى نتج عنه حالة زحام شديدة فى المنطقة نتيجة غلق عدد من الشوارع بشوادر الاحتفال، والسيطرة على 8 مدارس حكومية وتحويلها إلى فنادق لإعاشة ضيوف «أبوخليل»، ما أثار حفيظة الأهالى وجعلهم يتقدمون بشكاوى عديدة إلى الجهات المعنية لإلغاء المولد وإخلاء المدارس والمنطقة من الموجودين بها، واصفين الاحتفالات بـ«مهزلة أبوخليل»، لكن الشكاوى لا تجد سوى أدراج المسئولين. قال محمد العوضى، موظف، من أبناء مدينة الزقازيق إنه تقدم ببلاغ إلى محافظ الشرقية، الدكتور رضا عبدالسلام، يتهم فيه أنصار صالح أبوخليل بالاستيلاء على مجموعة مدارس وتحويلها إلى مبيت للرجال والنساء فى مكان واحد، إضافة لانتشار أدخنة المواد المخدرة التى يتعاطونها طوال الليل، فجاء رده بأن الأمر عادى لعدم وجود مكان بديل لتسكينهم فيه، وأن المولد حاصل على تصاريح من كافة المحافظين الذين سبقوه، ما يتطلب منه ضرورة الموافقة له لحين أخذ قرار بعد مراجعة عدة جهات مسئولة. وأضاف الشاب الثلاثينى أن صالح أبوخليل غير متعلم وحاصل على الإعدادية، لم نشاهده يوماً وهو يؤدى الصلوات داخل المساجد، ولم يخطب فى الناس ولو مرة واحدة على مدار السنوات الماضية، ولعل ذلك من ضمن الأسباب الرئيسية التى جعلت له أتباعاً من مدمنى المخدرات، وأصحاب الممارسات السيئة التى نشاهدها ليل نهار منذ بدء المولد. «ده راجل لا بيصلى ولا بيعمل حاجة خير خالص، أنصاره عاملين زحمة بالبكش والأونطة فى المنطقة، خدوا المدارس عملوها أوض نوم، وكل سنة على الوضع ده، وكل ما تطلع أخبار أن المولد مش هيتعمل تانى نتفاجئ بيه»، يقول يوسف مصطفى، موظف بالمعاش، وأحد أبناء المنطقة المحيطة بمولد أبوخليل، مضيفاً أن المولد يستمر لمدة أسبوع كل عام، يبدأ بزفة الشيخ أبوخليل، حيث يتجمع الآلاف من أنصاره ويقومون بحمله وسط زفة «تفقير» من مسجده وحتى منصة كبيرة داخل شادر الاحتفال، وبعد أن يعلن انطلاق الحفلة يشرب أنصاره المخدرات والخمور ابتهاجاً بالمولد وفى نهاية الليل ينصرف الرجال والنساء معاً داخل المدارس ويغلقون على أنفسهم البوابات ويعينون حراسة لهم خارجها. سيارات مغطاة داخل المدارس خلف لافتات تحمل لقب «أبوخليل» بديلاً لأسمائها الأصلية، ملابس مبللة تقطر ماءً من الطوابق العليا بها، جلسات جماعية متفرقة لأنصاره على أبوابها، وشكاوى عديدة من الأهالى إلى الجهات المسئولة داخل المحافظة وخارجها لوقف ما أسموه بمهزلة «أبوخليل» ولكن دون فائدة. أكد عبدالحميد متولى، بقال، وأحد شهود العيان، أن آلاف المغتربين من أنصار «أبوخليل» الذين جاءوا من خارج محافظة الشرقية، احتلوا مجموعة مدارس، وأخرجوا المقاعد من الفصول حتى يتسنى لهم وضع احتياجاتهم وحولوها إلى فنادق خاصة بهم ينامون بداخلها طوال النهار، وفى الليل يخرجون إلى الشوادر لـ«الذكر والتفقير» فى مشاهد غريبة لا تمت للإسلام بصلة. وأضاف الرجل الخمسينى، «غلق أنصار أبوخليل للطرق وتعاطيهم المخدرات ليل نهار أمام أعين الجميع، إضافة إلى أطنان القمامة والمخلفات التى ينتجونها يومياً، أكثر ما يؤرق أبناء المنطقة الذين يضطرون لغلق أبواب منازلهم عليهم وعدم الاعتراض على أى شىء، خشية تعرض أنصار أبوخليل لهم». أما إبراهيم الموجى، موظف بالمعاش وأحد جيران مسجد أبوخليل بمدينة الزقازيق، فيرى أن سيطرة أنصار «أبوخليل» على بعض المدارس للسكن فيها طوال مدة المولد، يعتبر انتهاكاً لقدسية التعليم، خاصة أن «أبوخليل» لديه من المال ما يمكنه من بناء عشرات الفنادق لاستقبال أنصاره، ولكنه يصر على استغلال المدارس بسبب غياب الرقابة عليه من قبل الأجهزة الأمنية والمسئولة. انتشار «الحشيش» داخل المدارس ونشر الملابس على أحبال غسيل مجاورة لعلم مصر على أسطحها، إضافة لظهور النساء بملابس منزلية، أكثر المشاهد التى تستفز «الموجودين»، ويوضح «الموجى» أن مريدى «أبوخليل» ضيوف له وليسوا ضيوفاً على المحافظة لأنهم لا يقومون بتأدية خدمة وطنية للدولة حتى يتم السماح لهم بالمعيشة داخل ممتلكات حكومية، حيث يقول «أبوخليل عاوز يستضيف ناس يأجر لهم شقق ولا يبنى لهم عمارات بالملايين اللى بتتحدف عليه من كل مكان من غير ما حد يشوف منه حاجة، لدرجة أنه منعنا من إننا نصلى فى الجامع بتاعه». واتفق محمد الشبراوى، 67 عاماً، شاهد عيان، مع سابقه على أن استمرار وجود صالح أبوخليل فى محافظة الشرقية حتى الآن خطأ جسيم بدأ منذ عشرات السنين برعاية أشخاص «واصلة»، واستمر حتى الآن، ولا يزال يستولى على المدارس والمنازل القريبة من مسجده، لخدمة مريديه الذين يتبرعون له بالملايين فى صناديق النذور التى تنتشر داخل شوادر الاحتفالات. ويقول عبده عمر، أحد مريدى الشيخ صالح أبوخليل، «أيام المولد تكون أياماً مباركة، إذ يذبح الشيخ ويقيم مائدة رحمن كبيرة يومية لإطعام الفقراء من أبناء محافظة الشرقية، وأخرى لضيوفه الذين يجيئون إليه من جميع محافظات مصر للتبرك به والصلاة خلفه، والاستماع إلى أحاديثه وخطبه الإلهية».