اللواء حمدى بخيت: الأنفاق ستضع مصر "تحت الضغط الإسرائيلى" فى الفترة القادمة

اللواء حمدى بخيت: الأنفاق ستضع مصر "تحت الضغط الإسرائيلى" فى الفترة القادمة
أكد اللواء حمدى بخيت، الخبير الأمنى والاستراتيجى، أن الأمن القومى المصرى سوف يتأثر بشكل أو بآخر بمجريات الأحداث الواقعة فى قطاع غزة، مضيفاً أن الموقف المصرى ضد العدوان الإسرائيلى لم يختلف عن أى وقت سابق.
وقال فى حواره لـ«الوطن» إن المجتمع الدولى لا يساند سوى «القوى» ومن يمتلك أدوات للضغط، ولذلك فأى مطالب مصرية بخصوص ما يجرى فى غزة لن تؤخذ فى الاعتبار.
* كيف ترى الوضع فى غزة حالياً؟
- ما يحدث فى غزة فى الوقت الحالى ليس بجديد، فهو يقع مع اغتيال أى من قادة حماس، والضجة حول الأمر مبالغ فيها دون البحث عن حلول منطقية لمنع تكرار مثل هذه الأحداث، فقطاع غزة لا يلزم إسرائيل ولن تغامر بدخوله مرة أخرى؛ حيث اكتفت باحتلاله ومحاصرته من الخارج لأنه بالنسبة لها كابوس عاشت فيه سنوات، ولن تكرر تجربة احتلاله من الداخل مرة أخرى.
ولا تزال الأنفاق هى سبب الأزمة وأساس المشكلة الكبرى وحجة إسرائيل لضرب القطاع، ومصر لن تكون بعيدة عن الضغط الإسرائيلى خلال الفترة المقبلة لمطالبتها أمام المجتمع الدولى باتخاذ موقف حاسم ضد هذه الأنفاق، لأنه لا يوجد داع لوجودها فى ظل فتح معبر رفح البرى.. فهذه الأنفاق تحولت لأهم مصدر لتهريب السلاح وغيره.
* وهل ستنجح المقاومة الفلسطينية فى كسر «شوكة» إسرائيل؟
- المشكلة تتمثل فى أن العمل القائم على المقاومة لا يوازيه إطار تفاوضى بين الفصائل الفلسطينية؛ حيث تسود حالة اختلاف كبيرة بين الفئات التى تتبنى المقاومة.[Quote_1]
* وماذا عن رد فعل مصر تجاه ما يحدث فى غزة؟
- ردود فعل الجانب المصرى لم تأتِ بجديد، فهى منطقية مثل سحب السفير للتشاور، وليس سحباً نهائياً أو قطع علاقات والتنديد بالأمر أمام المجتمع الدولى وطلب اجتماع طارئ لمجلس الأمن والأمم المتحدة وغير ذلك، دون أن تكلف السلطات المصرية نفسها عناء فتح حوار مباشر مع الجانب الإسرائيلى على مائدة مفاوضات للإعلان عن رفضها الصريح للتصرفات الإسرائيلية.
والمجتمع الدولى دوماً لا يساند سوى «القوى» ومن يمتلك أدوات للضغط، ولذلك فأى مطالب مصرية بخصوص ما يجرى فى غزة لن تؤخذ فى الاعتبار.
وعلى المسئولين فى مصر أن يرحلوا إذا لم يقدموا جديداً فى حل مثل هذه الأزمات؛ لأنه من المفترض أن يعبّروا عن صوت الثورة المصرية، ولكن على أرض الواقع هم يسيرون على نفس خطى سابقيهم.
* وكيف ترى تصاعد الأمور فى غزة خلال الفترة المقبلة؟
- إسرائيل لن تغامر بدخول غزة مرة أخرى ولن تحتلها، وسوف تستمر فى أعمال الهجوم لحين تدخل القوى الدولية الكبرى لحل المشكلة بناء على رغبة إسرائيل نفسها.
* وإلى أى مدى سيؤثر ذلك على الأمن القومى المصرى والوضع فى سيناء؟
- الأمر سيتوقف على رد فعل الجانب المصرى خلال الفترة المقبلة، فإذا قرر أن يقوم بعمل إيجابى لحماية أمنه القومى سوف تتوارى التنظيمات الجهادية والتكفيرية فى سيناء بشكل ملحوظ، ولكن فى المقابل سوف تراق دماء الكثيرين من المصريين، أما فى حالة التخاذل وعدم اتخاذ رد فعل إيجابى فسوف تنتشر الجماعات الجهادية بشكل ملحوظ، خاصة إذا اتحد من يتسلل منهم من قطاع غزة مع الموجودين بالفعل فى سيناء، وفى هذه الحالة سوف تتعقد الأمور أمام قوات الأمن المصرية للسيطرة على سيناء مرة أخرى.