صحيفة فرنسية: ظهور أربعة أجيال من الإرهابيين منذ 1980
نشرت صحيفة "لاكروا" الفرنسية تقريرا يوضح ظهور الجماعات الإرهابية على مدار أربعين عاما مقسمة إياه لأربعة أجيال من الإرهابيين، فقالت الصحيفة إن البداية كانت في باكستان تحديدا في "بشوار" عام 1980 حيث بدأت الحركة الجهادية السلفية من تلك البلدة الواقعة في شمال غرب باكستان لتشن حربها "المقدسة" ضد السوفيتيين في باكستان، ثم بدأ تجنيد المتطوعين للمكتب الرئيسي وتوزيعهم على مؤسسات المقاومة الأفغانية، وأسس وقتها "عبد الله عزام" بمساعده "أسامة بن لادن" مبدأ جديد للجهاد، حيث لا يحتاج المجاهدون الإذن للقتال من أي أحد بما أن "العدو يحتل الأراضي الإسلامية".
وقالت الصحيفة إن على المستوى العالمي كانت الولايات المتحدة تشعر بذل بعد انسحابها من فيتنام، فقررت أن تتسبب في ركود الاتحاد السوفييتي داخل دول وسط آسيا باستخدام الجماعات "الإسلامية"، أما بالنسبة للخليج فقد دعموا الثوار، ما جعلهم يوجهون طاقتهم للميليشيات المتطرفة في الجبهة الخارجية، خصوصا بعد الهجوم على مسجد مكة من قبل المليشيات السلفية، حيث وجدت السعودية طريقة لإعادة شرعية العالم الإسلامي في الجهاد الأفغاني مستخدمين الثورة الإيرانية التي تدين تواطؤ ممالك النفط مع "الشيطان الأكبر" أمريكا.
وتابعت الصحيفة قائلة إن في أغسطس 1990 أسس أسامة بن لادن جماعته الخاصة بأفغانستان قبل شهور قليلة من انسحاب السوفيتيين من أفغانستان وكانت حركته "القاعدة" مصممة لتكون في طليعة الجماعات الإرهابية، وتم تأسيس أول جيل من الجهاديين الذي بلغ عدد العرب فيه من 11-20 ألف من أصل 30-40 ألف متطوع، رجع منهم الكثير إلى بلده الأم لنشر الفكرة وتجنيد الشباب.
وقالت الصحيفة إن خلال 1990 تم بناء ثاني جيل من الإرهابيين في المخيمات الأفغانية، وانتقل أسامة بن لادن إلى أفغانستان بعد نفيه في السودان من 1991 لـ1996 ليتحالف مع "الملا عمر" القائد الأعلى السابق لطالبان، وأضافت الصحيفة أن خلال الخمس عشرة سنة الأولى لـ"القاعدة" أسس بن لادن هيكلًا للجماعة، ولجنة ومعسكرات للتدريب وأطلق سلسلة من الهجمات المتتالية تحت اسم الجهاد.
الهجوم على أمريكا كان كما وصفته الصحيفة حلم بن لادن الذي حققه في 11 سبتمبر وأسفر عن موت 3000 شخص والإطاحة بـ"طالبان" من قبل الولايات الأمريكية المتحدة، أما بن لادن فقد رجع مرة أخرى إلى باكستان وانتشر المجاهدون بين الدول وخاصة دول الشرق الأوسط.
وأوضحت "لاكروا" أن الولايات الأمريكية احتلت العراق ما أدى إلى ظهور الجيل الثالث من الجهاديين في العراق، وأصبح العراق رمزا للجهاد والجهاديين ويقودهم "أبو مصعب الزرقاوي"، أمير القاعدة في بلاد الرافدين كما يطلقون عليه، ولكن بعد موت الزرقاوي الذي تبعه خروج أمريكا من العراق ظهر الجيل الرابع في سوريا ممن يطلقون على أنفسهم "داعش" لينافسوا "القاعدة" و يجذبوا نسبة كبيرة من شباب أوروبا.
وأنهت الصحيفة تقريرها بأن نشأة تلك الجماعات تعتمد على وجود عدوين مهمين وهما: الأنظمة السياسية في الدول الإسلامية وهو العدو القريب والولايات الأمريكية، والدول الأوروبية، وإسرائيل وهذا هو العدو البعيد.