انتهاكات «إسرائيل» لا تنتهي

بلال الدوي

بلال الدوي

كاتب صحفي

مع لبنان، لم تلتزم إسرائيل بما وقعت عليه في اتفاق الهدنة، فبعد ساعات قليلة من توقيع الاتفاق تم اختراقه عدة مرات من قبل الجيش الإسرائيلي، اختراق وراء اختراق في اليوم الأول من الاتفاق، قصف عنيف للجنوب اللبناني لمرات عديدة، اجتياح لمناطق جديدة في القرى اللبنانية في الجنوب، انتهاك متواصل للأراضي اللبنانية دون رادع من المنظمات الدولية، ذرائع إسرائيلية لا أول لها من آخر.

لف ودوران متناهٍ من قبل الحكومة الإسرائيلية لكي لا تلتزم بما اتفقت عليه مع لبنان برعاية أمريكية وفرنسية رغم النداءات المتعددة والمتكررة من قبل السلطات اللبنانية لكن بلا مجيب وبلا تأثير وبلا ردود فعل.. إنّها استراتيجية تتبعها إسرائيل طوال تاريخها بعدم الالتزام بما وقعت عليه مع الأطراف الدولية.

مع سوريا: خالفت إسرائيل اتفاق فك الارتباط أو فض الاشتباك الموقع في عام 1974، في ليلة 8 ديسمبر الماضي ومع رحيل بشار الأسد من منصبه رئيسا لسوريا، وفي نفس الساعة دخل الجيش الإسرائيلي لهضبة الجولان المحتلة واقتحم بعدها جبل الشيخ والذي يُعتبر هدفا استراتيجيا من أهداف إسرائيل لأنه أعلى قمة جبلية في المنطقة التي تشترك فيها 5 دول في المنطقة وهي:

سوريا ولبنان والعراق والأردن وفلسطين، والجميع يعرف أنّ من يسيطر على قمة جبل الشيخ يسيطر على دمشق نظرا لقربه من العاصمة السورية، لم تتوقف إسرائيل عند هذا الحد، بل دخلت منطقة القنيطرة القريبة جدا من العاصمة دمشق، وقصفت مناطق عسكرية ومطارات ومصانع عسكرية ومقرات للأجهزة الأمنية أو بوارج عسكرية تابعة للقوات البحرية ومواني وقواعد عسكرية، إنه تدخل إسرائيلي فج في الشأن السوري، ولم تلتزم بما وقعت عليه مع سوريا.

مع فلسطين: حدِّث ولا حرج، فالمجازر لا حصر لها والإبادة الجماعية عنوان الـ15 شهرا الماضية، والتطهير العرقي متواصل، وعدد الشهداء وصل لأكثر من 46 ألف شهيد، وما تم توقيعه من اتفاق الهدنة بعد جهود ضخمة من مصر وأمريكا وقطر يجعلنا ندعم عودة الهدوء بكل ما أوتينا من قوة، لكن هل تلتزم إسرائيل باتفاق الهدنة؟

كل المؤشرات تقول: إنّ التصريحات الأخيرة التي صدرت من بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بخصوص رد إسرائيل السريع على أي انتهاكات لحركة حماس للاتفاق سيكون ردا عنيفا وسريعا، طبعا هذا رد يمثل إبراء ذمة من نتنياهو على توقيعه للاتفاق ومحاولة منه لإقناع الرأي العام بالقوة التي يظهر عليها بعد توقيعه الاتفاق ومحاولة أخرى منه للرد على عدد من وزراء حكومته الذين أعلنوا التمرد عليه بعد موافقته على الاتفاق.

نتنياهو، بتصريحاته هذه، يعطي مؤشرا بأنّه لم يستجب على طول الخط للاتفاق وسيحاول التملص منه باستخدام أتفه الأسباب.. نتمنى أن يعم الهدوء في قطاع غزة، نتمنى أن يتم تثبيت الهدنة وتتدخل الإدارة الأمريكية في الضغط على نتنياهو ويتم تثبيت الهدنة ووقف إطلاق النار والقصف وإتمام عملية تبادل الأسرى وإدخال المساعدات الإنسانية بكميات كبيرة تصل إلى 600 شاحنة يوميا.

وهو ما تم الاتفاق عليه بشرط أن تكون 300 شاحنة لشمال غزة و300 شاحنة لجنوب غزة، على أن يكون منها 50 شاحنة وقود لشمال غزة ومثلها لجنوب غزة، ويتم إعادة إعمار المستشفيات التي دمرت وعددها 19 مستشفى وإعادة إعمار المخابز، وتقوم المنظمات الدولية بدورها الإنساني والإغاثي.. وبذلك يتم إنقاذ غزة.

مع مصر: وقعت إسرائيل اتفاقية السلام، ومن يومها التزمت مصر، التزمت إسرائيل، أمريكا ضامنة، سنوات مرت كانت فيها الاتفاقية سائدة.. ما أريد قوله: إنّ إسرائيل لم تلتزم باتفاق أبدا إلا مع مصر، حدود مصر آمنة لم تُخترق، قوة مصر دليل على قدرتها على حماية أراضيها، ولم يجرؤ أحد على التعدي على أراضي مصر وحدودها.