لن نقبل المزايدة
وضعت مصر القضية الفلسطينية على أجندتها الخارجية قبل أن تنشأ دولا كثيرة بالمنطقة، والشعب المصري والأنظمة المتعاقبة في الدولة المصرية من العهد الملكي وحتى الآن، لكنه دور تاريخي منذ عام 1948، حيث إنّ الدولة المصرية وحدها هي التي دفعت دماءً ثمنا للدفاع عن القضية الفلسطينية، فمصر هي سبب بقاء القضية على قيد الحياة حتى الآن، والمزايدات على الدور المصري في القضية الفلسطينية مرفوضة تماما وغير منطقية، وحتى الشارع العربي والشارع المصري وكل دول العالم لا تتقبلها.
تاريخيا خاضت مصر حروبها ضد الكيان، وكانت تلك الحروب التي راح ضحيتها الآلاف من الشباب، وكانت أيضا سببا رئيسيا في الأزمة الاقتصادية التي نعيشها حتى الآن.
ومنذ عام 1948 كانت ثوابت الدولة المصرية هي نفسها التي نتحدث عنها اليوم ومعنا الأشقاء في العالم العربي والإسلامي، حتى عندما اتخذت مصر مسار السلام كانت ثوابت مصر هي حل عادل للدولة الفلسطينية على كامل أراضيها المحتلة والرجوع لحدود 1967 لولا مزايدات البعض من الحكام العرب على الدور المصري.
وبعد عام 2014، كانت هناك رؤية استشرافية لما سيحدث من أحداث، وفي أول خطابات الرئيس عبدالفتاح السيسي بالأمم المتحدة، تحدّث عن القضية الفلسطينية، وقال الرئيس السيسي في الأمم المتحدة إنّ حلحلة القضية الفلسطينية ستتبعها حلحلة لكل قضايا المنطقة.
أبواق وقنوات تردد أكاذيب ما أنزل الله بها من سلطان، وكلها مغلوطة يتم ترويجها، وكلها خاطئة وغير صحيحة.
والغريب أنّه في الوقت الذي استخدمت فيه مصر أدواتها السياسية وإمكانياتها المادية أو الدبلوماسية لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأشقاء الفلسطينيين، كانت هناك أبواق مهمتها التقليل من الدور المصري في محيطها العربي والإقليمي.
وفي الأزمة الأخيرة التي تلت عملية طوفان الأقصى ومصر، سياسيا وشعبيا، تقوم بدورها على أكمل وجه.
تقوم مصر بواجبها وحسب مقتضيات أمنها القومي، وتدخل بثقلها في الملفات التي تؤدي لحل عادل للقضية، والكل يعلم ما تقوم به مصر، ولكن ابتليت ببعض الحنجوريين والمزايدين عليها وعلى دورها، ليس الآن فقط بل على مر العصور.
البعض يدّعي البطولة، والبعض يريد أن «ياخد اللقطة» وينتقد الدور المصري.
وقلنا وما زلنا نؤكد أنّ حل أي أزمة في المنطقة لا بد أن يكون لمصر دور كبير في حلها، فالدور المصري البارز في الأحداث كشف المزايدين وكل من يتاجرون بالقضية الفلسطينية.
مصر تفعل ولا تتكلم ولا تريد مقابلا من فعلها لحلحلة وفك الأزمات في المنطقة، وكل ما يدور في ذهنها أنّ السلام هو الحل، والعنف والحرب لن يحلا قضية -أي قضية- والمسار السياسي والجلوس والتفاوض هو الحل الأمثل للحفاظ على مقدرات الدول وعلى شعوبها.