رحلة التمثال الفرعوني "سخم - كا" من مصر إلى إنجلترا ثم إلى "المجهول"

كتب: أحمد ناجي

رحلة التمثال الفرعوني "سخم - كا" من مصر إلى إنجلترا ثم إلى "المجهول"

رحلة التمثال الفرعوني "سخم - كا" من مصر إلى إنجلترا ثم إلى "المجهول"

بدأت رحلة التمثال الفرعوني "سخم - كا" حين أُخرج من منطقة أبو صير أو سقارة "الجبانة المنفية" بالجيزة، واشتراه "Spencer Joshua Alwyne Compton" من أحد المصريين، حين كان متوليًا منصب الماركيز الثاني لمدينة "Northampton" الإنجليزية، أثناء زيارته لمصر ما بين العامين 1849 و1850، ولا توجد مستندات توضح كيفية خروج هذا التمثال من مصر. وكانت في ذلك الوقت تجارة الآثار عملا مشروعا، فلم تكن هناك كيانات معنية بالحفاظ على الآثار، وكانت تجارتها وتصديرها أمر معتاد، فانتشرت إلى حد أنها كانت هواية للأجانب والأثرياء وسُفراء الدول الأجنبية، وكان المرسوم الوحيد الذي ينظم مثل هذه التجارة، صدر في عهد محمد علي باشا عام 1835، ليحظر التصدير غير المصرح به للآثار، لكنه لا يمنع الإتجار فيها. توفي الماركيز الثاني لـ"Northampton"، وورث الماركيز الثالث التمثال الفرعوني، ليُهديه إلى متحف "Northampton" في النصف الثاني من القرن التاسع عشر حوالي عام 1866، بشرط عدم بيعه، وأن يظل ملكًا للمتحف. بعد أكثر حوالي 120 عامًا من هذه الأحداث، صدر قانون اليونسكو عام 1970، ليحظر استيراد وتصدير ونقل ملكية الممتلكات الثقافية بطرق غير مشروعة، لكنه قانون لا يطبق بأثر رجعي، ولا يمكن استخدامه لتسوية نزاعات سابقة بين الدولتين. التمثال "سخم - كا" بيع في صالة "كريستي" البريطانية، بعد تسوية دارت بين إدارة المتحف وأسرة "الماركيز"، تقضي بتقسيم ثمن التمثال فيما بينهم، فاشتراه شخصية مجهولة بتاريخ 10/7/2014، بـ"16 مليون جنيه إسترليني". الدكتورة مونيكا حنا، عالمة المصريات بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، حمّلت الحكومة "مسؤولية فقدان التمثال للأبد"، قائلة في تصريحات خاصة لـ"الوطن" آنذاك، إن التمثال كان معروضاً للبيع منذ 6 أشهر ولم تتحرك الحكومة إلا بعد أن تبنى الأثريون حملات عبر وسائل الإعلام لوقف بيعه، بينما تحركت سفارتنا فى لندن قبل 48 ساعة فقط من إتمام عملية البيع.