قصة منزل وحيد لم يحترق بماليبو.. كيف صمد في وجه نيران لوس أنجلوس؟

قصة منزل وحيد لم يحترق بماليبو.. كيف صمد في وجه نيران لوس أنجلوس؟
- أحمد علي
- أعضاء اللجنة
- الأعلى للثقافة
- الاعلام المصرى
- البرلمان المصرى
- التواصل الاجتماعي
- الحمد لله
- الخميس المقبل
- أحمد علي
- أعضاء اللجنة
- الأعلى للثقافة
- الاعلام المصرى
- البرلمان المصرى
- التواصل الاجتماعي
- الحمد لله
- الخميس المقبل
حرائق تاريخية مدمرة تسببت في مقتل ما لا يقل عن 10 أشخاص في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة، وقضت على ما يقرب من 10 آلاف مبنى، ولا تزال الرياح الصحراوية تواصل تأجيج النيران، وأظهرت الصور آثار التدمير في ماليبو المعروفة باسم «مدينة الأثرياء» بسبب الحرائق، بعدما تحولت صفوف أشجار النخيل المميزة فيها إلى جذوع سوداء، إلا أنّ قصرا واحدا فقط بدا صامدًا في وجه النيران، فما قصته؟
صفوف من المنازل الفخمة المطلة على الواجهة البحرية، تحولت في غضون ساعات قليلة إلى أنقاض متفحمة، بعد أن دمرها الحريق المروع في مدينة ماليبو بكاليفورنيا، باستثناء مبنى واحد وصفه البعض بأنّه المنزل المعجزة، بعدما ظل قائمًا بمفرده في ظل الحرائق المشتعلة، ولكنه محاط الآن بالحطام المشتعل من جميع الجوانب، وفقًا لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
قصة منزل واحد لم يحترق في ماليبو
يعد القصر المكون من ثلاثة طوابق والمملوك للرئيس التنفيذي لشركة Waste Management ديفيد شتاينر، أحد المباني القليلة التي لم تمسها النيران، ويطل هذا المنزل الأبيض الذي تبلغ قيمته 9 ملايين دولار، وبُني عام 2000، على المحيط الهادئ، وقد أظهرت الصور تصاعد الدخان من المنازل المجاورة للقصر على كلا الجانبين، في حين على بعد لحظات من مكان الحادث وتحديدًا في حي باسيفيك باليساديس الراقي، تعرضت عشرات المباني التي يقطنها عدد كبير من المشاهير للتدمير، ولم يبق سوى هياكل المنازل ومداخنها.
وبينما أتت حرائق الغابات في لوس أنجلوس على كل شيء في طريقها، تاركة الأحياء كلها رماد، ظل منزل «شتاينر» المكون من ثلاثة طوابق سليمًا بشكل لا يصدق، وبدا اللون الأبيض اللامع للمبنى بارزا بين ركام المنازل الأخرى، لكن بقاء المنزل الذي تبلغ مساحته 4200 قدم مربعة ويتكون من أربع غرف نوم كان غريبًا، وفي أول تعليق من المالك لصحيفة «واشنطن بوست» على هذا الأمر، قال إنّه شعر بالصدمة عندما علم أن القصر لا يزال قائمًا عندما انقشع الدخان.
وأضاف ديفيد شتاينر، 64 عامًا، وهو رجل أعمال متقاعد في مجال إدارة النفايات وأب متزوج لثلاثة أطفال من تكساس، أنّه اعتقد أنّ المبنى المذهل والذي كان خاليًا في ذلك الوقت، قد انهار عندما أرسل له مقاول محلي مقطع فيديو يظهر النيران والدخان ابتلع ممتلكاته ومنازل جيرانه، وتابع بذهول شديد: «إنها معجزة.. المعجزات لا تتوقف أبدًا».
ويتذكر «شتاينر» قائلًا: «كان المقاول يشاهد التقارير الإخبارية ورأى منزل جاري ينهار فقال لي: يبدو أن منزلك سينهار أيضًا»، وعندما حصل المدير التنفيذي السابق على الفيديو، اعتقد أنّه فقد المنزل، ثم بدأ الناس في الاتصال به قائلين: «منزلك في كل الأخبار»، كما أرسلت له زوجته رسالة تقول: «آخر منزل قائم»، ما جعل ابتسامة خفيفة ترتسم على وجهه في وقت وصفه بأنّه سيء للغاية.
صاحب العقار يكشف سبب عدم تأثره بالحريق
وقال «شتاينر» إنه يعتقد أن تصميم العقار المقاوم للزلازل قد يكون هو السبب الذي أنقذ ممتلكاته من الحريق، فهو مصنوع من الجص والحجر مع سقف مقاوم للحريق، مضيفًا أن العقار يشمل أيضًا أكوامًا مدفونة على عمق 50 قدمًا في قاع الصخر وذلك لإبقائه ثابتًا في مواجهة الأمواج القوية عندما تصطدم بالجدار البحري أسفله.
لم يكن يتخيل «شتاينر» أنّ حريقًا هائلًا قد يمتد إلى طريق ساحل المحيط الهادئ، ويكون منزله هو آخر شيء يمكن أن يزول، وقال عن مشاهدته للحريق: «لم تكن لحظة سعيدة، ولكنني أستطيع أن أستبدله، إنه ليس إنسانًا».
وقد تلقى الرجل الستيني المتقاعد تدفقًا من الدعم من الأصدقاء والمعارف خلال المحنة، حيث أعرب العديد منهم عن حزنهم لما اعتقدوا أنه خسارة كاملة، كما تلقى العديد من الرسائل نصية من أشخاص يقولون فيها: «نحن نصلي من أجلك. إنه أمر فظيع للغاية»، ولكن رده كان متواضعًا، إذ رد قائلًا: «لا تصلوا من أجلي، ما فقدته هو الممتلكات المادية.. لقد فقدت ممتلكاتي، لكن آخرين فقدوا منازلهم».
وأوضح «شتاينر» أنّ منزل ماليبو، على أهميته، ليس منزل عائلته الرئيسي، فقد اشترى هذا المنزل منذ سنوات عديدة عندما كان اثنان من أبنائه يذهبان إلى المنطقة للدراسة وكانت الأسرة بحاجة إلى مكان للإقامة أثناء زيارتهم، ولكن لم تعد الأسرة تستخدم المكان بانتظام، مضيفًا: لم يكن لدي أي تذكارات من عائلتي هناك، قلبي ينفطر حقا على أولئك الذين فقدوا منازلهم وفقدوا كل شيء».
ومن بين الأشخاص الذين هدمت منازلهم إثر الحرائق المدمرة باريس هيلتون، وأنتوني هوبكنز، وتينا نولز، وجون جودمان، وكاندي سبيلينج، وميلو فينتيميليا، ومايلز تيلر، ويعد ما يسمى بحريق باليساديس بين سانتا مونيكا وماليبو على الجانب الغربي من لوس أنجلوس وحريق إيتون في الشرق بالقرب من باسادينا، من بين الحرائق الأكثر تدميرًا في تاريخ لوس أنجلوس، إذ أثّر الحريق على أكثر من 34 ألف فدان.