انتخاب «عون» بعد عامين من الفراغ الرئاسي في لبنان.. تحديات داخلية وخارجية أمام الرئيس (ملف خاص)

انتخاب «عون» بعد عامين من الفراغ الرئاسي في لبنان.. تحديات داخلية وخارجية أمام الرئيس (ملف خاص)
بعد عامين من شغور منصب الرئاسة فى لبنان جاء انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية، ليشكل نقطة تحول مهمة فى تاريخ البلاد المعاصر، فى وقت حساس للغاية، إذ يعانى لبنان من تحديات سياسية، واقتصادية واجتماعية تهدد استقراره ووحدته داخلياً، بخلاف التحديات الخارجية والإقليمية.
فعلى الصعيد الداخلى، يتعين على الرئيس عون العمل على إعادة بناء الثقة بين القوى السياسية والطائفية التى كانت مصدراً للانقسام فى لبنان، وتنتظره مسئولية إصلاح المؤسسات اللبنانية التى تأثرت بشدة من الفساد وسوء الإدارة، إلى جانب محاولة انتشال الاقتصاد اللبنانى من حالة الانهيار التى يعانى منها، وتعزيز سيادة القانون، ومعالجة أزمة البطالة، والفقر، والهجرة.
وعلى الصعيد الخارجى، يواجه الرئيس عون ضغوطاً كبيرة من القوى الإقليمية والدولية التى تمارس تأثيراً على السياسة اللبنانية، بداية من الضغوط الإسرائيلية على الحدود إلى التدخلات الإقليمية التى تشكل تهديداً للسيادة اللبنانية، وضرورة استعادة لبنان مكانته فى العالم العربى والمجتمع الدولى، ما يحتم عليه بلورة سياسة خارجية متوازنة، تضمن حماية مصالح لبنان وأمنه، وتعيد بناء علاقات دبلوماسية قوية فى وقت تشهد فيه المنطقة تحولات كبيرة.
ويبقى النجاح فى تشكيل حكومة قادرة على مواجهة الأزمات الراهنة من أبرز أولويات الرئيس عون.
يُعتبر الدور الإقليمى والدولى فى هذه المرحلة محورياً، لأن أى تقدم داخلى مرتبط بالتعاون مع المجتمع الدولى، الذى يضع لبنان أمام اختبار صعب فى إحياء دوره الفاعل فى المنطقة.