البشائر تنهال على «عبدالمنعم».. كواليس لقاء مريض العظم الزجاجي وشيخ الأزهر: وظيفتك عندنا

كتب: عبدالعزيز سلامة

البشائر تنهال على «عبدالمنعم».. كواليس لقاء مريض العظم الزجاجي وشيخ الأزهر: وظيفتك عندنا

البشائر تنهال على «عبدالمنعم».. كواليس لقاء مريض العظم الزجاجي وشيخ الأزهر: وظيفتك عندنا

لم يكن لقاء «عبدالمنعم» مريض العظم الزجاجي، مع شيخ الأزهر لقاء عابرا، بل جلس إليه بصحبة والدته المسنة، التي حملته في بطنها 9 أشهر ثم على كتفها 26 سنة، فحدَّثه الإمام الأكبر كما يحدِّث الأب ابنه، واستمع إليه استماع المنصت، ثم أغدق إليه إغداق الكريم، وشمل الشاب المريض وأمه المسنة من جوده وكرمه.

تلك كانت صفة لقاء الحاجة زينب الشربيني وابنها عبدالمنعم المهدي، صاحب المرض الذي أقعده على فراشه منذ ولادته، مع الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، الذي طلب مقابلتهما على عجل منذ أن علم بحالهما فقرر مكافأتهما.

مرض عبدالمنعم

بدأت قصة عبدالمنعم المهدي مع والدته منذ أن فتحت عيناه على الدنيا، مقبلا إليها بمرض «العظم الزجاجي» الذي أقعده عن الحركة تماما، وجعل عظامه عُرضة للكسور بأقل شيء يصيبها، فحملت أمه على عاتقها القيام بشأنه كله، تمر السنوات وتزداد احتياجاته، يدخل المدرسة فتتولى إيصاله، ثم يلتحق بالجامعة فتتولى حمله على كتفيها لتصعد به حيث قاعة دراسته.

لقاء عبدالمنعم ووالدته مع شيخ الأزهر

اللقاء بدأ عندما استقبلت الحاجة زينب الشربيني اتصالا من مدير مكتب الإمام الأكبر يطلب منها وابنها الحضور في موعد محدد ليقابلا شيخ الأزهر، فتلقت الأم وابنها الخبر بسرور واستبشار بقدوم الفرج بعد الشدة والعسر بعد اليسر، ونيل شرف مقابلة إمام الأزهر الأكبر.

كواليس 45 دقيقة مع الإمام الأكبر

يروي عبدالمنعم المهدي، تفاصيل لقائه الأول بشيخ الأزهر، لـ«الوطن»، بأنه استمر ما يقرب من 45 دقيقة، بدأت عندما أُذن لهما بالدخول إلى مكتبه، فقام الإمام إليهما مستقبلا إياهما بترحاب وحنان: «قام قابل والدتي على باب المكتب، بمجرد ما وصلنا إليه، واتصور معانا أنا ووالدتي.. بعد كده سألني عن أحوال الكلية، فقلت له إن باقي لي ترم واحد وأخلص».

بعد تلك الأسئلة العابرة، تحدث الإمام الطيب مع الشاب بكل تواضع وحنان، وفتح معه نقاشا علميا شيقا: «كان في قمة التواضع بشكل أنا مشفتهوش من حد قبل كده.. سألني مجموعة أسئلة في القرآن والأحاديث وجاوبت عليه، وكان مبسوط مني جدا، وقالي مكتبي مفتوح لك في أي وقت وأعطاني أرقام مديري مكتبه». 

بعد أن رأى شيخ الأزهر حال الأم وابنها عيانا، قرر أن يهديها رحلة عمرة إلى بيت الله الحرام، مكافأة لها على صبرها، ثم جهز لها بعد ذلك لوازم المنزل من أجهزة كهربائية، واعتمد لها راتبا شهريا يعينها على شؤون البيت وعلى تعليم نجلها الوحيد: «أهدى رحلة عمرة لوالدتي، لكن كان في حد متبرعلها برحلة عمرة، وهتروح الأيام المقبلة».

الإمام الطيب: وظيفتك عندنا

أما مكافأة الابن الصابر على بلاء الله، فكانت من نوع آخر، فقد وفر له الإمام الطيب، دراجة نارية تناسب إعاقته، ويستطيع من خلاله قضاء شؤونه الخارجية، وكرسي متحرك يتجول به داخل منزله، ثم الوظيفة التي يحلم بها طوال حياته: «قالي بمجرد ما تمسك شهادة الجامعة في يدك وظيفتك هتكون موجودة عندنا».


مواضيع متعلقة