سياسة خارجية: «القاهرة» تسعى لتحقيق الاستقرار الإقليمي بـ«الحوار»

سياسة خارجية: «القاهرة» تسعى لتحقيق الاستقرار الإقليمي بـ«الحوار»
بينما تواجه مصر مجموعة من التحديات الخارجية المتصاعدة على المستويات الإقليمية والدولية، يبقى وعى المصريين بالأزمات الخارجية، هو درع الوطن، فى مواجهة تلك التحديات التى تحيط بما من كافة الجوانب، إذ يدرك المواطنون أهمية استقرار المنطقة فى تحقيق التنمية والاستقرار الداخلى، ما يعكس إدراكاً عميقاً لدى المصريين للأزمات المحيطة بهم، ويؤكد الروح الوطنية والانتماء ويبرز التلاحم الاجتماعى، مع الدعم القوى من القيادة السياسية، ما يمثل جبهة قوية فى مواجهة التحديات الخارجية، فى ظل سعى القيادة الدائم إلى تحقيق الاستقرار الإقليمى من خلال الدبلوماسية والحوار.
وعلى المستوى الإقليمى، تواجه منطقة الشرق الأوسط العديد من التحديات المعقدة التى تؤثر على استقرارها وتنميتها، سواء سياسية، اقتصادية، اجتماعية وأمنية بداية من القضية الفلسطينية والحرب المستمرة على غزة منذ أكتوبر قبل الماضى 2023 فضلاً عن النزاعات المسلحة التى طالت كل من سوريا واليمن وليبيا ولبنان، مع بروز التدخلات الإقليمية والدولية، وصولاً إلى الأزمات الاقتصادية فى المنطقة والتى تتباين من دولة لأخرى، بالتزامن مع تهديات أخرى تحيط بالبلاد جراء انتشار التنظيمات الإرهابية فى العديد من دول الجوار، ما يعزز حالة عدم الاستقرار ويؤدى إلى تدمير البنية التحتية وتفاقم الأزمة الإنسانية.
يأتى ذلك فى ظل أزمة اقتصادية عالمية، فاقمت الأوضاع السياسية والاجتماعية فى عدة دول إذ خلقت النزاعات الدولية تحديات اقتصادية، مثل التضخم وارتفاع أسعار الطاقة، بالتزامن مع وقف روسيا تصدير الغاز لأوروبا وخضوعها لعقوبات غربية جراء الأزمة الروسية الأوكرانية المستمرة منذ 2022، فضلاً عن توترات بين الصين وتايوان، حيث تعتبر الصين تايوان جزءاً من أراضيها وتطالب بإعادة توحيدها بالقوة إذا لزم الأمر. هذا الوضع يثير قلقاً دولياً، خاصة فى ظل الدعم العسكرى والاقتصادى الذى تقدمه الولايات المتحدة لتايوان، فضلاً عن التوترات فى بحر الصين الجنوبى بين الصين من جهة وكل من فيتنام والفلبين وماليزيا من جهة أخرى، فيما لا تزال الأوضاع فى الكوريتين غير مستقرة ففى كوريا الشمالية لا يزال التهديد النووى مستمراً بينما تتوتر الأوضاع فى الداخل الجنوبى.
وأشار الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى العديد من المناسبات إلى أن يراهن على وعى الشعب المصرى وتكاتفهم باعتبار ذلك «الضمانة الأساسية لتجاوز الأزمات الإقليمية والتهديدات»، مؤكداً أن «الظروف الحالية برهنت على أن وعى الشعب المصرى وتكاتفه هما الضمانة الأساسية لتجاوز الأزمات الإقليمية والتهديدات المحيطة»، وأنه «لولا وجود الوعى الشعبى لما تحمل الشعب المصرى الظروف التى تمر بها الدولة المصرية» مشيراً إلى «استمرار جهود التنمية الشاملة فى كافة ربوع مصر سعياً نحو تحقيق مستقبل يلبى تطلعات وطموحات أبناء الشعب».
لجان إلكترونية إخوانية مدعومة من جهات عربية ودولية
وعرضت قناة «إكسترا نيوز»، تقريراً تليفزيونياً بعنوان «نشر فيديوهات مفبركة وشائعات لإثارة الفوضى.. دور اللجان الإلكترونية فى التحريض ضد مصر»، وقال التقرير إنه فى الفترة الأخيرة لاحظ العديد من المصريين وجود حملة إلكترونية مكثفة على مواقع التواصل الاجتماعى تعتمد على نشر فيديوهات مفبركة قديمة لتظاهرات سبق نشرها عام 2019، وقت أن أطلق المقاول الهارب محمد على دعوات تحريضية ضد مصر، مشيراً إلى أن هدف الحملة من إعادة نشر هذه الفيديوهات المفبركة تضليل الرأى العام وإثارة الفوضى بين البسطاء والتحريض ضد المؤسسات.
وأضاف التقرير أن الحملة يقودها عناصر تنظيم الإخوان الإرهابى، وشخص يدعى محمد عبدالرحمن، الذى كان أول من نشر هذه الفيديوهات المفبركة، ثم انطلقت من بعده اللجان الإلكترونية الإخوانية وأبواق الجماعة الإعلامية بالتنسيق مع جهات عربية ودولية. وتابع التقرير: ليس هذا فقط، بل إن هناك لجاناً إلكترونية إسرائيلية يديرها شخص يدعى إيدى كوهين ولجاناً أخرى تركية روجت لهذه الفيديوهات المفبركة القديمة، عن طريق استخدام حسابات مزيفة تدعى الانتماء للعالم العربى، أغلب هذه الحسابات تدار من داخل تركيا وإسرائيل، وتتشابه من حيث الأسماء وطبيعة المحتوى والحسابات التى نتابعها.
وذكر التقرير: للأسف سقط بعض السياسيين والإعلاميين العرب المعارضين لدولهم من الخارج فى فخ أجهزة المخابرات الأجنبية وتورطوا فى الترويج لهذه الحملة والترويج لهذه الفيديوهات المفبركة، لافتاً إلى أن بعض الحسابات الأجنبية التى يدار معظمها من الولايات المتحدة وبريطانيا لعبت دوراً فى نشر هذه الشائعات والفيديوهات المفبركة، دون التأكد من صحتها لأهداف تحريضية.
واختتم التقرير: الأمر لا يحتاج جهداً كبيراً لكى نكشف أن هناك محاولة لترويج هذه الحملة عن طريق نشر عبارات مثل: «يا رب سلم أهل مصر» فى توقيتات متقاربة وبأسلوب متطابق، لنتأكد أن كل هذه الحسابات التى يتم استغلالها مقابل المال، تهدف لتوصيل رسالة معينة وهى نشر الفوضى وتشكيك المصريين فى مؤسسات دولتهم.
«سلامة»: الشعبواعٍ تماماً بالتحديات التى تحيط ببلده وقادر على مواجهتها
بدوره، قال د. جمال سلامة، أستاذ العلوم السياسية، إن الشعب المصرى، واعٍ تماماً بالتحديات التى تحيط بمصر على كافة حدودها، وأن ما أشار إليه الرئيس السيسى فيما يخص وعى وتكاتف الشعب المصرى هو واقع نعيشه، فالشعب يدرك طبيعة الأوضاع ويلتف حول قيادته وجيشه لمواجهة كل التحديات.