رئيس اتحاد الفلاحين: "ياريت نستعيد روح ومبادئ ثورة 23 يوليو"
رئيس اتحاد الفلاحين: "ياريت نستعيد روح ومبادئ ثورة 23 يوليو"
باتت ثورة 23 يوليو 1952 نقطة تحول جوهرية في التاريخ المصري؛ كما أنها غدت منطلقا لكل الثورات، وحركات التحرر الإقليمية والعالمية تارة، وأنتجت بذرة لتحرر العمال والفلاحين من سيطرة الرأسمالية فقضت على معاملتهم كسلعة تباع وتشترى تارة أخرى.
وبعد مرور 63 عامًا على اندلاعها اختلفت أوضاع الفلاحين، فأصبحت أمواج التصريحات والقرارات التعسفية تعصف بمحاصيلهم فتدهورت أحوالهم.
هكذا أوضح محمد فرج رئيس اتحاد الفلاحين لـ"الوطن"، أن ثورة 23 يوليو قامت لأجل القضاء على الفروق الاقتصادية وعودة حقوق الفلاحين لأن معظم الضباط الأحرار التي اندلعت بأيديهم هذه الثورة هم أبناء هذه الطبقة المهمشة، مشيرًا إلى أن أهم انجازاتها بالنسبة للفلاح هو قانون الاصلاح الزراعي.
وأضاف "فرج" في تصريح خاص لـ"الوطن"، أنه بموجب هذا القانون، وزعت الأراضي على الفلاحين توزيعًا عادلًا، فاستلم الفلاحون عقود أراضيهم فكانت 100 فدان للفرد و200 فدان للأسرة، إلا أنه بعد إقرار الانفتاح الاقتصادي بدأ الخلل في القطاع الزراعي، فقلل الرئيس السادات نسبة أفدنة الأراضي لكل من الفرد والأسرة معًا للنصف.
واستنكر محمد فرج ما أسماه "خصخصة الزراعة" في هذا الوقت، وأيضًا "حرية الزراعة" التي اشتملت على زراعة ما يحلو لكل فلاح، وما يكفي أسرته فقط، ما أدى إلى تدهور حال الزراعة في العصر الحديث، مرجعًا سبب ذلك للإطاحة بقانون 23 الذي عدلته ثورة يوليو بما يتناسب مع احتياجات البلاد من المحاصيل وليس احتياجات الأسر فقط.
وقارن رئيس اتحاد الفلاحين بين مكتسبات الثورة بالنسبة للفلاحين، وما تم نسفه منها الآن، فكانت نسبة الـ55% عمال وفلاحين في البرلمان حدث كبير صان حقوقهم، أما الآن فالبرلمان أصبح لمن ينتحل صفة الفلاح والعامل، كما استحدث الفلاحين بعد اندلاع الثورة محاصيل جديدة كالفول الصويا، أما الآن يتم استيراده من الخارج لعدم مقدرتهم على تحمل تكاليف زراعته.
واستكمل المقارنة بين اهتمام يوليو بهم وتهميشهم فيما بعدها قائلًا: "بعد الثورة تم تحديد أصناف معينة من القطن المصري كطويل وقصير ومتوسط التيلة، ومن ثم تم بناء 1000 مصنع للغزل والنسيج"، أما الآن فهناك مليون و700 ألف قنطار قطن مخزنة من الموسم المنقضي ولم يتم بيعها بسبب إلغاء مجلس الوزراء قرار وقف استيراد القطن، فكانت الخسارة المفجعة من نصيب الفلاح.
وأشار إلى أن الجيش قاد أكبر نسبة حروب على مر التاريخ مع أكبر الجيوش العالمية بعد اندلاع ثورة يوليو، فلم يتأثر حال الفلاح سلبًا كما هو الآن، على الرغم من أن الحرب الحالية ضد الإرهاب فقط، مطالبًا باستعادة مبادئ وروح هذه الثورة للعودة بحال الفلاح لما كان عليه.