أمريكيون يقاضون وزارة الخارجية بتهمة التحايل على «قانون ليهي»

09:45 م | الثلاثاء 17 ديسمبر 2024

تواجه وزارة الخارجية الأمريكية دعوى قضائية جديدة رفعها فلسطينيون وأمريكيون من أصل فلسطيني يتهمون فيها الوزارة بالتحايل عمدا على قانون أمريكي لحقوق الإنسان يعود تاريخه إلى عقود من الزمن لمواصلة تمويل الوحدات العسكرية الإسرائيلية المتهمة بارتكاب فظائع واسعة النطاق في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

دعوى قضائية ضد وزارة الخارجية الأمريكية

وبحسب موقع صحيفة «جارديان» البريطانية فإن الدعوى القضائية، التي تم رفعها يوم الثلاثاء، تمثل المرة الأولى التي يتحدى فيها ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان المزعومة فشل وزارة الخارجية في فرض عقوبات على وحدة أمنية إسرائيلية بموجب قانون ليهي، وهو قانون صدر في تسعينيات القرن العشرين ويحظر تقديم المساعدة العسكرية الأمريكية للقوات المتورطة بشكل موثوق في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.

من بين المدعين أمل غزة، وهو اسم مستعار لمعلمة رياضيات من غزة فقدت عشرين فرداً من أفراد أسرتها، وشعوان جبارين، مدير منظمة الحق الفلسطينية لحقوق الإنسان، الذي عانى ست سنوات من الاعتقال التعسفي في الضفة الغربية، وإلى جانب أربعة مدعين آخرين، يطالب المدعون بالتدخل القضائي لإجبار الولايات المتحدة على الامتثال للقانون.

قانون ليهي مصمم لمنع الحكومات من تقديم المساعدة لمنتهكي حقوق الإنسان

ومع ارتفاع عدد الشهداء في غزة منذ أكتوبر إلى نحو 45 ألفا، والقيود الشديدة على المساعدات الإنسانية المقدمة للقطاع، فإن التحدي القانوني يمثل محاولة لإجبار الإدارة على تنفيذ قانون يُنظر إليه على أنه فعال وساعد الولايات المتحدة على وقف انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها وحدات عسكرية أجنبية في أميركا الوسطى وكولومبيا ونيبال ودول أخرى.

كان قانون ليهي مصمماً لمنع الحكومات الأمريكية من تقديم المساعدة لأي قوات أمنية تعتبرها الولايات المتحدة غير مؤهلة بسبب انتهاك صارخ لحقوق الإنسان، ولكن كما قال أحد المسؤولين الحكوميين السابقين لصحيفة الجارديان في وقت سابق من هذا العام: «كانت القواعد مختلفة بالنسبة لإسرائيل».

الدعوى رفعت في محكمة واشنطن العاصمة

ورٌفعت الدعوى القضائية في محكمة مقاطعة واشنطن العاصمة، ويشارك في الدعوى أيضًا سعيد العسلي، وهو فلسطيني أمريكي قُتل ستة من أفراد عائلته في غارات جوية على غزة منذ بدء القصف والهجمات من جانب إسرائيل العام الماضي.

وقال عسالي لصحيفة «جارديان»: «لقد قُتل أقاربي المباشرون وأبناء عمومتي وأفراد آخرون من عائلتي في الغارات الجوية الإسرائيلية، وبصفتي أميركياً، فإن هذا انتهاك واضح لقوانيننا، وهي انتهاكات تنفذها وزارة الخارجية بنشاط وعدوانية - وهي تستخدم أموال ضرائبنا».

وتركز الشكوى على سلسلة من الانتهاكات المزعومة التي ارتكبتها وحدات عسكرية إسرائيلية بدعم من الولايات المتحدة، بما في ذلك التعذيب، والاحتجاز لفترات طويلة دون تهمة، والاختفاء القسري، وما يصفه المدعون بأفعال ترقى إلى الإبادة الجماعية في غزة ولم ترد وزارة الخارجية على طلب التعليق.