24 فرقة شعبية يعود تاريخ أغلبها للستينيات.. وتحصد جوائز عالمية

24 فرقة شعبية يعود تاريخ أغلبها للستينيات.. وتحصد جوائز عالمية
فرق الفنون الشعبية بقصور الثقافة هى حائط الصد الأكبر للفن الشعبى بمصر، ولذلك تسعى فرق الفنون الشعبية لتوظيف مفردات وعناصر التراث الشعبى فى العروض التى تقدمها، مثل العادات والتقاليد وفنون الحركة، وفنون القول والأداء، وذلك لإكساب الرقص الشعبى طابعه التراثى المعبر عن البيئة التى ينتمى إليها، كما تستخدم الآلات الموسيقية المتنوعة للتعبير عن ثقافة البيئة التى تنطلق منها، حيث يزخر التراث المصرى بالعديد من المفردات المتنوعة والغنية فى مختلف الأقاليم.
وابتدعت الشعوب فنون الرقص الشعبى بأشكاله وألوانه المختلفة، ومن أشهر الرقصات التراثية المصرية: البمبوطية، التحطيب، التنورة، الحجالة، التربلة، الأراجيد وغيرها.
بدورها، تُولى الهيئة العامة لقصور الثقافة اهتماماً خاصاً بالفنون الشعبية، باعتبارها فناً أصيلاً يعبر عن الهوية المصرية ولا بد من الحفاظ عليه، وتعريف الشباب عليه وعلى تقاليده، وتتبع الهيئة 24 فرقة للفنون الشعبية، بدأ تأسيس هذه الفرق فى الستينات.
وقال محمد حجاج، مدير عام الإدارة العامة للفنون الشعبية بالهيئة، إن الهيئة لديها 24 فرقة للفنون الشعبية، 19 فرقة آلات شعبية، وأغلب المحافظات بها فرقة على الأقل للفنون الشعبية، والإسكندرية بها فرقتان والثالثة يجرى تقييمها من جديد، فى حين لا توجد فرقة فى جنوب سيناء.
وأوضح «حجاج» أن الهدف من إنشاء الفرق بالمحافظات هو الحفاظ على العادات والتقاليد الموروثة فى هذه المحافظة التى تنشأ بها من خلال توظيف الموروث الشعبى فى التابلوهات الفنية، مثلاً فرقة النيل للموسيقى والغناء الشعبى، وهذه الفرقة أنشأها العظيم زكريا الحجاوى عاشق التراث الشعبى وأخرجت لنا عمالقة الغناء الشعبى مثل متقال قناوى ومحمد طه وجمالات شيحة وخضرة محمد خضر، مضيفاً: الفنان الشعبى يستلهم شغله من العادات والتقاليد فى بيئته ويضع اللمسة الخاصة بالفنان، ولا ينقل الواقع كما هو، ويكون ذلك من خلال الحفاظ على الفكرة الأساسية فى شكل فنى جمالى، بحيث لا تكون فقط من الماضى.
وعن هياكل وعمل الفرق، قال «حجاج»: فرق الفنون الشعبية تتكون من 40 عضواً، ما بين عازفين ومطربين وراقصين، بجانب المدرب، وعادة المدرب هو مصمم الحركة أو الرقصات، ويعمل الفنان فى الفرقة من سن 16 إلى 45 عاماً، وبنسبة 90% يكون أعضاء الفرق من أبناء هذه المحافظة التى يمثلونها، وهم ليسوا موظفين ولكنهم متعاقدون مع قصور الثقافة من الخارج، ولا يشترط أن يكون الفنان خريج معهد الفنون الشعبية بل عليه التركيز على الموهبة، وعلى درجة من اللياقة ولديه استعداد للتدريب المستمر.
وتابع: «أى فرقة فنون شعبية معتمدة تُجرى 8 بروفات أساسية فى الشهر، وأحياناً أكثر، وعرضين أساسيين للجمهور، ولدينا 12 مهرجاناً محلياً ودولياً تشارك فيه الفرق سنوياً، لافتاً إلى أن رقص كل منها يعتمد على تراث مستلهم من المحافظة التابعة لها، وبالتالى فهو مختلف عن رقصات أى فرقة أخرى، وبالتالى لدينا عدة فنون شعبية متنوعة فى الرقص والملابس والحركات، وهو ما لا يوجد إلا فى مصر.
وتوفر وزارة الثقافة الإمكانيات اللازمة للفرق على قدر ما تستطيع فى هيئة قصور الثقافة، سواء ملابس، وأجر معقول، بحسب «حجاج»، ومؤخراً تم عمل لائحة جديدة، تتضمن تعديل الأجور المادية للفنانين من أعضاء الفرق الفنية، وتجديد الملابس والتوسع فى المشاركة فى المهرجانات الدولية.
بدورها، قالت د.سمر سعيد، عميد المعهد العالى للفنون الشعبية بأكاديمية الفنون، إن الهدف الأساسى لإنشاء فرقة فنية هو التعبير عن المجتمع الذى تنتمى إليه وهويته، ومن المهم إدراك أن الشعب المصرى يرقص فى الاحتفالات والمناسبات الاجتماعية مثل السبوع والزواج، على عكس بعض المجتمعات الأخرى التى قد نراها بمجرد أن تسمع موسيقى تقف وتتمايل دون تفكير، مثل الشعب اليونانى الذى يرقص للرقص ومن أشهر الرقصات رقصة «زوربا»، فى حين أن الرقص الشعبى لدينا يرتبط بمناسبة أو طقس اجتماعى معين.
وعن سبب عدم وجود رقصة قومية واحدة لدينا؛ أوضحت «سمر» أن التراث المصرى يتميز بالزخم والتنوع الفطرى، والموروث من الرقص الشعبى شديد التنوع، فالرقص النوبى غير الرقص السواحلى غير الرقص فى سيناء وهكذا، فإذا أقمنا مثلاً احتفالية شعبية بها عدد من الرقصات التى تعبر عن ثقافتنا ورقصاتنا سنجد هناك عدداً كبيراً جداً من الرقصات تعبر عن المجتمع البيئى، وكذلك عن علاقة هذا المجتمع بالجغرافيا والمكان؛ فكيف لنا بعد كل هذا الزخم أن يكون لنا رقصة قومية واحدة؟
وتابعت: «مصمم الرقصات يستلهم رقصاته من التراث ومن بيئته الشعبية لكى يخرج هذا المفهوم والإحساس على خشبة المسرح من خلال فرقته الشعبية، لذلك فمن المهم ألا يكتفى المصمم أو المخرج أو المدرب برقصة واحدة، وإنما عليه الاستعانة بأكثر من رقصة لكى تعبر عن البيئة الثقافية سواء كانت صحراوية أو ساحلية أو زراعية».
وقال الدكتور مسعود شومان، رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية بهيئة قصور الثقافة، إن المبدع الشعبى يستلهم مصادره سواء كانت موسيقية أو حركية أو تشكيلية وملابس وإكسسوارات من التراث، وهناك فرق بين العادات والتقاليد والمعتقدات المرتبطة بكل محافظة من محافظات مصر، وعلى مصمم الفنون الشعبية عند استلهام وتوظيف العادات الخاصة والمتعلقة بـ «الميلاد، الزواج، الموت، الصباحية، أو الزار» أن يستخدم رمزاً من الرموز المستخدمة فى تلك الطقوس والممارسات الاجتماعية.
وأضاف «شومان»، أنه من الضرورى أن يكون مصمم الرقصات على علم ووعى بأعلام الرقص الشعبى فى مصر وأنواع الرقصات، مؤكداً أهمية تعيين باحث لكل فرقة يلجأ إليه مصمم الفنون الشعبية قبل أن يبدأ تصميم استعراض جديد حتى يعبر الاستعراض بصدق عن البيئة والمجتمع الذى ينتمى إليه، حتى لا تكون الفرق نسخاً تكرارية من بعضها، منوهاً بأهمية إثراء وتشكيل عقل راقص الفنون الشعبية بتعلم تاريخ الفن الشعبى، والموسيقى، والرقص الذى له أشكال متعددة، وأكد أن مصمم الفرق عليه أن يدرك أوجه الاختلاف بين الرقصات.