ماذا قال «الشعراوي» عن لغة تسبيح الشجر والحيوانات؟.. تفسير آيات من سورة الحشر

كتب: نرمين عزت

ماذا قال «الشعراوي» عن لغة تسبيح الشجر والحيوانات؟.. تفسير آيات من سورة الحشر

ماذا قال «الشعراوي» عن لغة تسبيح الشجر والحيوانات؟.. تفسير آيات من سورة الحشر

تحتوي سورة الحشر على العديد من القصص والحكايات عن مخلوقات الله وعبادتهم التي لا نعلم عنها شيئًا، كما تبدأ السورة بتأكيد الله- عز وجل- أن جميع المخلوقات تسبح بحمده، كما في الآية الكريمة: «سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ».

وفي تفسيره لهذه الآية، تطرق الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي إلى آيات مشابهة في سورة الجمعة، مثل قوله تعالى: «يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ»، إذ استدل بالآيات السابقة وآيات أخرى لتوضيح مفهوم لغة التسبيح لدى الشجر والحيوانات والطيور، كما سنوضح في السطور التالية.

تفسير آيات من سورة الحشر

وفي لقاء سابق، قال الشيخ الشعراوي عن تفسير سورة الحشر، إن هناك فرقًا بين أول آية في سورة الحشر وآية مشابهة في سورة الجمعة، حيث بدأتا كلتاهما بالتسبيح.

وأوضح قائلاً: الفرق بين الآيتين هو أن لله جنودًا في الأرض فقط، وجنودًا في السماء فقط، وجنودًا في السماء والأرض معًا، فلما يقول: «سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ»، يكون المقصود الجنود في السماء والأرض معًا، أما عندما يقول: «سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ»، فإن المقصود هنا جنود السماء وحدهم، وجنود الأرض وحدهم.

وتطرق «الشعراوي» إلى تفسير الآيات: « ۚوَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ۗ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا» موضحًا أن الله أنزل الآية وقال لا تفقهون تسبيحهم لأن مخلوقاته يتكلمون بلغة تناسبهم، لكن إذا علم الله بعض خلقه لغة هذه الأشياء يتكلمون بها، ولذلك لما قالوا إن الحصى سبح في يدي رسول، أقول لهم إنه سبح في يد أبي جهل، لكن سمع رسول الله تسبيح الحصى وهذا أدق، وأيضًا الآيات تعكس أن تسبيح المخلوقات من شجر وحيوانات وكائنات لا نعرفها يكون بلغة تناسبها، بدليل أن النملة قالت «يَاأَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ»، وفهم سيدنا سليمان أيضًا حديث الهدهد لما قال إني وجدت امرأة تملكهم».

الشجر والجبال يسبحون

وأكد الشيخ الشعراوي أن تسبيح باقي المخلوقات لا يعلمها إلا عدد قليل من عباده كما في سورة الأنبياء: «فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ ۚ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا ۚ وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ ۚ وَكُنَّا فَاعِلِينَ».

أما عن طريقة التسبيح فقال: «التسبيح في الايات معناه التنزيه المطلق في ذات الله وصفاته وأفعاله أنه ليس كمثلة شيء في أي شيء، والتسبيح نفسه جاء بصيغ مختلفة في أكثر من سورة».


مواضيع متعلقة