يمكن رؤيته من الأرض.. أسرار جديدة عن نشاط بركاني غامض على قمر المشترى

كتب: نرمين عزت

يمكن رؤيته من الأرض.. أسرار جديدة عن نشاط بركاني غامض على قمر المشترى

يمكن رؤيته من الأرض.. أسرار جديدة عن نشاط بركاني غامض على قمر المشترى

أحد الأجرام التي تشكل لغزًا غامضًا على مدار عقود استمرت إلى 44 عامًا منذ اكتشافه، هو قمر آيو الغامض الذي يدور حول كوكب المشتري العملاق، ومع استمرار الدراسات حوله، كشف علماء وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» في بحث جديد، أسرار أكثر الأجسام البركانية خطورة في نظامنا الشمسي، وكيفية تحول القمر العنيف إلى قمر نشط بركانيًا، وفق مجلة العلوم «livescience».

كيف تحول قمر المشترى لنشاط بركاني خطير؟

تعرف العلماء على النشاط البركاني الدرامي على قمر «آيو» الذي يدور حول المشترى لأول مرة في عام 1979 من قبل العالمة ليندا مورابيتو، التي كانت تعمل -آنذاك- في مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا، في صورة التقطتها مركبة الفضاء فوييجر 1 التابعة لوكالة ناسا، ويبلغ قطره حوالي 2237 ميلاً (3600 كيلومتر)، ويقدر عدد البراكين الموجودة فيه بنحو 400 بركان، وفقاً لوكالة الفضاء الأمريكية، إذ يمكن أن تمتد أعمدة الدخان المنبعثة من ثوران هذه البراكين لأميال في الفضاء، ويمكن رؤيتها حتى من الأرض عند مشاهدتها من خلال تلسكوبات كبيرة.

وفي بيان جديد صدر في الساعات الماضية، قال سكوت بولتون، الباحث الرئيسي في مركبة جونو التابعة لـ«ناسا»، من معهد أبحاث الجنوب الغربي في سان أنطونيو: «منذ اكتشاف القمر، تساءل العلماء عن كيفية تغذية البراكين النشطة، هل من الحمم البركانية الموجودة تحت السطح ينبع من محيط ضحل من الصهارة الساخنة البيضاء ما يغذي البراكين، أم كان مصدرها أكثر غموضًا؟».

وكانت مركبة الفضاء جونو، التي أطلقت في عام 2011 لدراسة كوكب المشتري والأقمار التي تدور حوله، قد حلقت مرتين بالقرب من آيو في عامي 2023 و2024، واقتربت لمسافة 930 ميلا (1500 كيلومتر) من سطحه المشتعل، وقال بولتون: «كنا نعلم أن البيانات المستمدة من تحليقات جونو القريبة للغاية، قد تعطينا بعض الأفكار حول كيفية عمل هذا القمر المعذب بالفعل»، وخلال هذه المحاولات، جمعت المركبة الفضائية بيانات سمحت للعلماء بقياس جاذبية آيو وبعض الأسرار التالية:

سر الحمم البركانية النشطة في الفضاء

يدور القمر آيو حول كوكب المشتري على مسافة متوسطة تبلغ 262 ألف ميل (422 ألف كيلومتر)، ويكمل دورته مرة كل 42.5 ساعة، وبسبب شكل مداره، تختلف مسافة القمر عن كوكبه الأم، كما تختلف قوة جاذبية المشترى، وهذا يعني أن القمر يتعرض للضغط والإفراج باستمرار، مثل كرة الضغط في عملية تُعرف باسم الانثناء المدّي، وقال بولتون: «إن هذا الانثناء المستمر يخلق طاقة هائلة على شكل حرارة، والتي تذيب حرفيًا أجزاء من الجزء الداخلي لآيو».

في الماضي، كان يُعتقد أنه بسبب هذا الانحناء، قد يكون الجزء الداخلي من آيو موطنًا لمحيط ضخم من الصهارة، يمتد تحت سطحه بالكامل مثل طبقة من حلوى التيراميسو، ومع ذلك تشير الأبحاث التي قادها بولتون، والتي نُشرت في مجلة «Nature»، إلى أن هذا ليس هو الحال، وقال بولتون: «إذا كان لدى آيو محيط عالمي من الصهارة، فإننا نعلم أن توقيع تشوه المد والجزر الخاص به سيكون أكبر بكثير من الجزء الداخلي الأكثر صلابة وصلابة في معظمه».


مواضيع متعلقة