أسرار قمر كوكب المشترى.. هل تفك مغامرة ناسا غموض «أوروبا»؟

كتب: نرمين عزت

أسرار قمر كوكب المشترى.. هل تفك مغامرة ناسا غموض «أوروبا»؟

أسرار قمر كوكب المشترى.. هل تفك مغامرة ناسا غموض «أوروبا»؟

أسرار لا تنتهي يمتلئ بها هذا الكون الضخم، يحاول العلماء استكشافها، لا سيما الكواكب والنجوم من حولنا، وفي الساعات الماضية انطلقت مركبة فضائية تابعة لوكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» في مهمة قد تستمر 5 سنوات، لاستكشاف قمر كوكب المشترى المثير للاهتمام، والذي بدأت محاولات اكتشافه في سبعينيات القرن الماضي، وما تزال الأبحاث جارية بفضل محيطه الضخم، الذي قد يحمل مفاتيح الحياة، وهو ما يتوقع أن تظهره أبحاث علماء ناسا المسافرين في المركبة بعد إتمام مهمتهم، وفق موقع «science».

ناسا في رحلة اكتشاف قمر كوكب المشترى

في الساعات الماضية، انطلقت مركبة فضائية تابعة إلى وكالة ناسا في مهمة لاستكشاف قمر كوكب المشترى، ومنذ ذلك الوقت زاد الاهتمام لمعرفة حقائق عن هذا القمر الغامض، وفيما يلي أبرز المعلومات عنه:

في عام 1972، أجرى العلماء باستخدام تلسكوب في مرصد كيت بيك الوطني في توسان بولاية أريزونا الأمريكية، ملاحظات طيفية، أظهرت أن معظم تكوين سطح القمر «أوروبا» من جليد الماء، كما اقترحت النماذج الحرارية التي أجراها العلماء عام 1971، أن الجزء الداخلي من القمر قد يحتوي على طبقة من الماء السائل. 

بعد ذلك حلقت مركبتا بايونير 10 و11 التابعتان لوكالة ناسا بالقرب من كوكب المشترى في أوائل سبعينيات القرن العشرين، لكن أول مركبة فضائية تمكنت من تصوير أسطح أقمار المشتري بتفاصيل مهمة كانت مركبتا فوييجر 1 و2. 

وكان أقرب اقتراب للمركبة الفضائية فوييجر 1 من قمر كوكب المشترى في 4 مارس 1979، وقتها التقطت المركبة الفضائية صورة عالمية كاملة لـ«قمر أوروبا» من مسافة تبلغ حوالي 2 مليون كيلومتر.

وبعد بضعة أشهر، في التاسع من يوليو 1979، اقتربت المركبة فوييجر 2 من القمر أوروبا، وكشفت الصور التي التقطتها المركبتان عن أن قمر كوكب المشترى له سطح أكثر سطوعًا من سطح قمر الأرض، وتتقاطع فيه العديد من الخطوط والتلال، ويفتقر بشكل مفاجئ إلى الحفر الكبيرة الناجمة عن الاصطدام، أو المنحدرات الشاهقة، أو الجبال، ما يعني أن أوروبا يتمتع بسطح أملس، مقارنة بالأقمار الجليدية الأخرى.

تفاصيل مدهشة في قمر أوروبا اللامع

رغم أن المركبتين فوييجر1 و2، لم تمرا بالقرب من أوروبا، فإن الصور التي التقطتاها كانت عالية الجودة، بما يكفي لملاحظة الباحثين بأن السطح كان نشطًا في وقت ما في الماضي، بسبب الأشرطة الداكنة التي أظهرت أن هناك بعض الشقوق انفصلت، وهي عبارة عن عن مادة جليدية داكنة.

ويعتقد العلماء أن القشرة الجليدية لقمر كوكب المشترى أوروبا الذي تستكشفه ناسا في رحلتها، يبلغ سمكها من 15 إلى 25 كيلومترًا، وهي تطفو على محيط يبلغ عمقه من 60 إلى 150 كيلومترًا، وعلى الرغم من أن قطر قمر أوروبا لا يزيد عن ربع قطر الأرض، إلا أن محيطه قد يحتوي على ضعف كمية المياه الموجودة في محيط الأرض. 

ورغم أنه لم ترصد أي أعمدة من الماء أثناء وجود مركبة جاليليو في نظام المشترى في تسعينيات القرن العشرين، فإن الملاحظات الأحدث من التلسكوبات مثل تلسكوب هابل الفضائي، بالإضافة إلى إعادة تحليل بعض البيانات من مركبة جاليليو، تشير إلى أنه من الممكن أن يتم إخراج أعمدة رقيقة من الماء على ارتفاع 160 كيلومتر فوق سطح قمر أوروبا.

وفي نوفمبر 2019، أعلن فريق بحثي دولي بقيادة وكالة ناسا، أنه اكتشف بخار الماء مباشرة لأول مرة فوق سطح قمر كوكب المشترى «أوروبا»، وقام الفريق بقياس البخار باستخدام مطياف في مرصد كيك في هاواي يقيس التركيب الكيميائي للغلاف الجوي للكواكب من خلال الضوء تحت الأحمر الذي ينبعث منه أو يمتصه. 

وتوصل العلماء في دراسة أجريت عام 2018، إلى أن عينات من محيط أوروبا يمكن أن تتجمد في قاعدة القشرة الجليدية للقمر، حيث يلامس الجليد المحيط، ومع تشوه القشرة الجليدية وانثنائها، بسبب قوى المد والجزر، ويرتفع الجليد الأكثر دفئًا والأقل كثافة، حاملاً عينات المحيط إلى السطح، حيث يمكن للمركبة الفضائية تحليلها عن بُعد، باستخدام أدوات الأشعة تحت الحمراء والأشعة فوق البنفسجية، ويمكن بعد ذلك دراسة تركيبة المادة لتحديد ما إذا كان محيط أوروبا قد يكون مضيافًا لبعض أشكال الحياة.


مواضيع متعلقة