من الوراق إلى صعيد مصر.. حكايات كوارث تغزو نهرالنيل

كتب: ميسر ياسين

من الوراق إلى صعيد مصر.. حكايات كوارث تغزو نهرالنيل

من الوراق إلى صعيد مصر.. حكايات كوارث تغزو نهرالنيل

الضجيج والموسيقى العالية والأضواء الصاخبة تملأ المكان على ضفاف نهر النيل في مدينة الوراق، رحلة نيلية على متن مركب تضج بالأضواء والأغاني هو المتنزه المفضل لدى المواطنين هناك، لكن الكارثة ولدت من رحم السعادة التي تنتشيهم أثناء هذه الرحلة، لتضاف لقائمة كوارث مراكب النيل حادثة جديدة بغرق مركب في الوراق، وعلى متنه 25 مواطنًا بينهم أطفال ونساء. الحادث الأخير الذي وقع على ضفاف نهر النيل في الوراق، نتيجة اصطدام مركب النيل بصندل نهري، وتم انتشال 15 جثة وإنقاذ 6 آخرين، وهي حصيلة قد ترتفع مع الوقت، كما أنه يعيد إلى الذاكرة عددًا من الحوادث المماثلة التي وقعت في نهر النيل وراح ضحيتها عدد من المواطنين. - غرق 500 طن فوسفات: كان يوم الثلاثاء الموافق 21 أبريل من العام الحالي، على موعد مع كارثة جديدة ستحدث في نهر النيل، عندما يصطدم صندل محملًا بـ500 طن من الفوسفات، بجسر دندرة في محافظة قنا، لتستقر أطنان من الفوسفات في قاع النهر، وتثار مخاوف واسعة من تلوث مياه النيل، على إثر تلك الحادثة. - غرق باخرة نيلية على متنها 112 مواطنًا: في ظهر يوم الثلاثاء نهاية شهر يناير من عام 2013، كانت الباخرة التي تحمل اسم "ملك النيل" بمنطقة الأعقاب قرب مدينة أسوان، تسير ببطء نحو أحد الصخور المستقرة في نهر النيل، وبالرغم من أن قوات الإنقاذ النهري تمكنت من سحب الباخرة، وإنقاذ جميع من كان على متنها، إلا أن التحريات أكدت أن قائد الباخرة النيلية لم يتبع المسار الملاحي المفترض أن يبحر فيه، ما أدى إلى اصطدامه بصخور نيلية وإحداث ثقب في المركب الذي امتلأ بالمياه ومن ثم غرقت. - غرق مركب أمام ماسبيرو: حادث مؤلم شهدته منطقة كورنيش النيل بالقرب من مبنى ماسبيرو عندما غرق أحد المراكب النيلية الموجودة على كورنيش النيلة، أثناء عودته من رحلة نيلية، حيث اصطدم المركب بجسم كوبري اكتوبر، كانت الرحلة تحمل اسم "المعلم"، وأسفرت عن مقتل 6 أشخاص، وذلك في 7 يونيو 2012. - غرق مركب في الأقصر: أثناء عبور مركب يحمل على متنه 17 مواطنًا بالقرب من مدينة إدفو في جنوب أسوان، تعرض إلى الغرق وأدى لمصرع 10 أشخاص، فيما أنقذ رجال الإغاثة 7 من الركاب، وقعت تلك الحادثة في 5 أكتوبر من عام 2011، ولم يعلن عن أسباب وقوع الكارثة. - غرق مركب في المنيا: في منتصف أكتوبر من عام 2007، تعرض مركب في نهر النيل في المنيا شمال الصعيد إلى الغرق، ما أدى إلى مصرع عدد كبير من المواطنين الذين كانوا على متنه، فيما تضاربت الرواية الرسمية مع روايات شهود العيان، ففي الوقت الذي أكد فيه الشهود وفاة 35 شخصًا، تحدثت "الصحة" وقتها عن انتشال 6 وإصابة 15 آخرين. وهناك كوارث غير غرق المراكب أصابت نهر النيل أيضًا، تتعلق بتلوث المياه وظهور بقع الزيت، ففي سبتمبر 2010 شهد النيل في صعيد مصر غرقت ناقلة نهرية في منطقة أسوان جنوب مصر، ما أدى إلى تسرب أكثر من مائة طن من زيت الغاز "الديزل أو السولار" وتهديد سلامة مياه الشرب في المنطقة. المسؤولون في محافظة أسوان اضطروا وقتها إلى إغلاق محطات مياه الشرب في المنطقة بشكل مؤقت لتطهيرها فورًا، وتم تحليل المياه للتأكد من سلامتها، وأظهرت النتائج بحسب المسؤولين أن مياه الشرب في أسوان لا تزال صالحة. - في أكتوبر 2012، اكتشف المواطنون والصيادون في مدينة إدفو بمحافظة أسوان، ظهور بقعة زيت بطول 6 كيلو، بسبب مخلفات المصانع في المنطقة، فيما أكد وزير الموارد المائية وقتها الدكتور محمد بهاء الدين، بعد أسبوع من ظهور البقعة أنه تم التخلص من بقعة الزيت، ولم يعثر على أي أثر للبقعة على امتداد مجرى النيل حتى مدينة إسنا، كما أن جميع محطات الشرب بمحافظة الأقصر تعمل بكامل طاقتها دون توقف. بعد هذا الحادث بشهر، ظهرت بقعة أخرى للزيت، بحسبما قال الدكتور عادل زايد، محافظ القليوبية، في مياه نهر النيل بالقرب من مدينتي بنها وطوخ، ما تسبب في قطع المياه عن الأهالي، وذلك للحفاظ على صحتهم، وفي الوقت نفسه ظهرت بقعة جديدة في محافظة الجيزة بمدينة الصف، فيما تمددت البقعة التي ظهرت في أسوان إلى مشارف القاهرة. كان بداية عام 2013 شاهدًا على تسرب بقعة زيتية بطول 2 كيلو متر بنهر النيل، من أمام مأخذ مرفق مياه قرية الحلفاية التابعة لمركز نجع حمادي شمال محافظة قنا، فيما استعدت شركة المياه والصرف الصحي في قنا، بإقامة الحواجز من الخيش لوضعها أمام مآخذ محطات المياه وإغلاقها لمدة ساعة لعبور البقعة من أمام المأخذ، وتفتيتها نهائيا، للتأكد من عدم تلوث مياه الشرب. كما شهدت مدينة إيتاي البارود بمحافظة البحيرة انقلاب سيارة محملة بالمياه البترولية في مياه النيل ما أدى إلى تسرب بقعة زيت، ورفع شركة مياه الشرب بالبحيرة لحالة الطوارئ، لتفتيت هذه البقعة. وفي ظهر يوم 18 أبريل عام 2013، شهدت مدينة الواسطى وناصر ببني سويف تسربًا لبقعة زيتية، بشكل مفاجئ، لم يعرف مصدرها، ما استدعى المهندس محمود طه، رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي ببني سويف، إلى رفع حالة الطوارئ، ومن ثم تفتيت البقعة، وتشغيل محطات التنقية بعد التأكد من سلبيات العينة والسيطرة على التسرب. بالقرب من بحيرة ناصر في محافظة أسوان، في ظهر يوم الأحد 7 أبريل عام 2013، ظهرت بقعة زيتية، من جهة السد العالي، فيما كشفت المعاينة الأولية أن المتسبب فيها أحد المراكب النيلية التي تعمل خلف السد العالي "إيزيس" وذلك أمام البانتون الخاص بخدمة قسم السد العالي. وفي عام 2014، وفي مدينة دشنا بمحافظة قنا، ظهرت بشكل مفاجئ بقعة زيتية كبيرة الحجم، دون معرفة أسباب ظهورها، ما ترتب عليه إيقاف تشغيل محطة المياه واتخاذ الإجراءات الاحترازية على المأخذ المائي واستدعاء موظفي مجلس المدينة والبيئة ومعامل الصحة لبيان صلاحية مياه الشرب.