إسلام الكتاتنى: خلايا الإخوان العنقودية وراء الاغتيالات والإرهاب

كتب: سعيد حجازى

إسلام الكتاتنى: خلايا الإخوان العنقودية وراء الاغتيالات والإرهاب

إسلام الكتاتنى: خلايا الإخوان العنقودية وراء الاغتيالات والإرهاب

قال إسلام الكتاتنى، القيادى الإخوانى المنشق، وابن عم سعد الكتاتنى رئيس حزب الحرية والعدالة الإخوانى المنحل، إنه ترك الجماعة تنظيمياً فى 2000، لكنه بقى فكرياً حتى 2009، ليعلن توبته عن فكر تنظيم الإخوان، متحدثاً عن تفاصيل حيرته مع التنظيم، مشيراً إلى أن هناك 4 أشياء رئيسية أسقطت فكر الجماعة، وهى استغلال الدين لمصالح شخصية، واعتمادها فكر سيد قطب، وسيطرة التنظيم الخاص على هياكل الجماعة، وأخيراً التحالف مع الولايات المتحدة، والتفكير فى السلطة. وأكد «الكتاتنى» أنه لا يقبل بعودة الإخوان سياسياً ودعوياً، لأن فكرهم ليس فكر أهل الإسلام، موضحاً أنه ابتعد عن الجماعة لرفضه السمع والطاعة المطلقة وتقديس القيادات، لافتاً إلى أن ميليشيات تابعة للتنظيم الخاص للجماعة يقومون بأعمال العنف خلال الفترة الماضية وهناك خلايا عنقودية من الشباب الآن تقوم بالعمليات النوعية الحالية، مشيراً إلى أن سنة حكم الإخوان كانت «سودة» على المصريين، وأنه تنبأ بسقوطهم فى بداية الحكم، وأن الإخوان انتحرت شعبياً وكتبت شهادة وفاتها، والتنظيم خان الإخوان والثورة والوطن، محذراً من استمرارها فى العنف، والدعوة إلى التصالح كوسيلة للضغط على الدولة المصرية وكذلك من الضغط الدولى. وإلى نص الحوار: ■ لماذا انشققت الجماعة؟ - أسباب عديدة جعلتنى أنشق، فأنا تركتها فى 2000 تنظيمياً، وفكرياً فى 2009، لأنى أرفض القيود التى تفرضها الجماعة، ومنها السمع والطاعة المطلقة، كذلك عدم اتساق العمل السياسى مع العمل الدعوى، وتقديس القيادات وليس احترامهم، وعدم وجود فكرة الوطن داخل الجماعة، ووجود نظام سرى خاص، وإقصاء كل التيارات الأخرى، وتقديم مصلحة الجماعة على مصلحة الوطن والدين. ■ هناك فرق 9 سنوات بين تركك الجماعة تنظيمياً وفكرياً.. لماذا كل هذا الوقت؟ - أى أيديولوجية تحتاج لوقت لتفنيد الفكر ونقده، فأنا اكتشفت أشياء كثيرة فى فكر الإخوان. ■ وكيف ترى فكر الإخوان؟ - فكر الجماعة ليس فكر أهل السنة والجماعة فى الإسلام، فهناك 4 أشياء رئيسية أسقطت فكر الإخوان، هى استغلال الدين لمصالح شخصية، وفكر سيد قطب، وسيطرة التنظيم الخاص على هياكل الجماعة والتحالف مع أمريكا والتفكير فى السلطة، فمنذ البداية وضع حسن البنا خطة لنشر دعوته عن طريق الدين، ثم خدع الناس بإنشاء التنظيم السرى للجماعة لمحاربة الإنجليز، وهنا مكمن الخطر، حيث قصد حماية الدعوة وتم وضع شروط قاسية لاختيار عناصر النظام الخاص ومنها القدرة الشديدة على السرية والكتمان، بالإضافة إلى البنية الجسمانية الجيدة وتحت ستار حماية الدعوة تم ارتكاب العديد من جرائم الاغتيال كان من أبرزها مقتل النقراشى باشا والقاضى أحمد الخازندار، وهذه هى الشرارة الأولى لانطلاق العنف تحت ستار الدين، ثم محاولة اغتيال جمال عبدالناصر بحادثة المنشية، التى انتهت بادخال أعداد كبيرة من الإخوان السجون، وداخلها كان هناك انطلاقة فكرية على يد سيد قطب وتحديداً فى كتابيه «معالم فى الطريق» و«فى ظلال القران الكريم»، والذى رسخ فيهما 5 أفكار رئيسية تؤسس للعنف والتكفير لمن يعتنقها وهى: فكرة الحاكمية والجاهلية، والاستعلاء بالإيمان والعزلة الشعورية، والطليعة المؤمنة، وتعتبر أفكاره من أهم العوامل لاعتناق الفكر التكفيرى والعنف لدى الكثيرين، وكان من آثار ذلك نشأة فكر التكفير على يد شكرى مصطفى الذى أسس جماعة المسلمين، والتى عرفت بجماعة التكفير، ثم نأتى للمحطة الرابعة، وهى فترة السبعينات وقد كانت فترة خصبة لتمدد الفكر التكفيرى والعنف، حيث شهدت مصر اغتيال الشيخ الذهبى على يد جماعة الفنية العسكرية وتواكب هذا مع خروج الإخوان من السجون، واستخدام الرئيس أنور السادات لهم كورقة ليواجه بها التيار اليسارى والشيوعى الذى كان يمثل صداعاً فى ذلك الوقت فبدأت الجماعة تعيد بناءها الثانى من جديد بمساعدة جيل جديد من الشباب فى ذلك الوقت، كان من أبرزهم عبدالمنعم أبوالفتوح وعصام العريان وناجح إبراهيم وكرم زهدى، الذين كانوا يعملون تحت مسمى الجماعة الإسلامية، والتى سرعان ما انقسمت إلى جماعتين إحداهما انضمت إلى الجماعة الأم، وهى الإخوان جناح أبوالفتوح والأخرى استقلت بنفسها جماعة ناجح إبراهيم، وانتشرت فى تلك الفترة الكثير من الجماعات الدينية المتطرفة لكن كان أبرزها التكفير والهجرة والجهاد والإخوان الجماعة الأم، بالإضافة إلى الجماعة الإسلامية، ومن أبرز الكتب التى ساعدت على تفشى العنف كتاب «الفريضة الغائبة»، لمحمد عبدالسلام فرج، الذى يعتبر مرجعاً أساسياً لجماعة الجهاد والذى على أثره تم اغتيال الرئيس السادات.[FirstQuote] ■ هل الإخوان كانت تنشر الدعوة إلى الله؟ - الجماعة كانت تعانى من نقص المربين، والقيادات، فلم يكن هناك اهتمام بنشر الدعوة إلى الله وكان كل التفكير هو التمكين رغم مخالفة ذلك لفكر الجماعة، فوضعت عدة مراحل للتغيير، وهى تكوين الفرد المسلم والمجتمع المسلم، والحكومة والدولة والخلافة، ثم أستاذية العالم، وذلك بالتدرج، إلا أن مكتب الإرشاد خالف ذلك ولجأ إلى تكوين الحكومة والدولة قبل تكوين المجتمع المسلم. ■ كيف تابعت حكم جماعة الإخوان؟ - كانت سنة «سودة» على المصريين وتنبأت بسقوطهم فى بداية الحكم، فهم أقصوا التيارات الأخرى، وأنشأوا إعلانات دستورية حسب الهوى، كذلك سعيهم للتمكين والسيطرة على الدولة واستخدام الكذب كوسيلة للوصول والارتماء فى حضن الغرب وأمريكا لتنفيذ مخطط الشرق الأوسط الكبير، فالجماعة لم تنتحر سياسياً فقط، بل إنها وقعت فى إشكالية أكبر وهى إشكالية التصارع مع الشعب أى إنها انتحرت شعبياً أيضاً، وأصبحت لا تمتلك ظهيراً شعبياً فى الشارع المصرى، فلا يوجد فى فكر جماعة الإخوان فكرة الثورة لذلك ينبغى عليهم التوقف عن الحديث عن ثورة 25 يناير التى انضموا إليها، فجماعة الإخوان انتحرت شعبياً وكتبت شهادة وفاتها، فالتنظيم خان الإخوان للثورة والوطن. ■ كيف ترى أحداث العنف بعد ثورة 30 يونيو؟ - فكرة استخدام التنظيم السلاح فى وجه الشعب المصرى، أدت إلى انتحار الإخوان سياسياً وشعبياً لفترات طويلة، لن ينساها الشعب، فالإخوان مسئولة عن أحداث العنف فى عهدهم وبعد 30 يونيو، فكانت مسئولة عن مذبحتى رفح الأولى والثانية ثم أحداث الاتحادية واغتيال المستشار هشام بركات وأحداث سيناء الأخيرة، كذلك كانوا الطرف الثالث قبل وصولهم السلطة. ■ وماذا عن التنظيم الخاص للإخوان؟ - هو المسئول عن إدارة الجماعة، فهناك ميليشيات تابعة للتنظيم يتم اختيار أفراده بعناية شديدة تحت ستار حماية الدعوة وكانوا مسئولين عن حماية المظاهرات فى 25 يناير، والآن يقومون بأعمال العنف خلال الفترة الماضية، وهناك خلايا عنقودية من الشباب الآن تقوم بالعمليات النوعية الحالية مثل حركة المقاومة الشعبية و«عقاب» و«عفاريت دمنهور»، و«كتائب حلوان»، وحركة عصيان تكون مسئوليتها عمليات نوعية كقنابل الصوت، وبعض اغتيالات ضباط الشرطة وتفجيرات أبراج الكهرباء، وتخريب المنشآت العامة، أما عملية تفجير مديرية أمن القاهرة والدقهلية، واغتيال المستشار هشام بركات يكون هناك تنسيق بين التنظيم الخاص والجماعات التكفيرية، حيث يتم تمويل تلك الجماعات، ودعم سياسى داخل قطاع غزة وخارجه، لتنفيذ تلك العمليات الإرهابية. ■ وماذا عن فتاوى القتل والتكفير كبيان «نداء الكنانة»؟ - إعلان جماعة الإخوان لعدد من الأسماء المطلوب اغتيالهم بواسطة السيارات المفخخة من بينهم رجال سياسة ووزراء وكتاب وإعلاميون ورجال قضاء وجيش، أمر يتم تنفيذه الآن، وتم بالفعل باغتيال النائب العام، وأعتقد أن أنصار الجماعة أعدوا لتنفيذ مخططهم عدداً من الخلايا النائمة، وهو تطور نوعى من جانب الجماعة الإرهابية فى تحدى الدولة المصرية. العنف والإرهابية هناك 3 أمور تسير عليها الجماعة الآن، الأول الاستمرار فى كافة أشكال العنف، والدعوة إلى التصالح كوسيلة للضغط على الدولة المصرية من خلال أطراف تابعة لهم يدعون بين الحين والآخر إلى المصالحة، كذلك تسعى الجماعة إلى الضغط الدولى، فجماعة الإخوان تهدف للوجود بالمشهد السياسى مع استمرار حربهم مع الشعب والدولة طويلة الأمد، فالإخوان يحاولون اللعب بورقة الضغط الدولى واستخدام كل أشكال العنف.