كرة القدم.. "اللعبة الحلوة" بين متعة الهواة وتسلية "البلاي ستيشن"

كرة القدم.. "اللعبة الحلوة" بين متعة الهواة وتسلية "البلاي ستيشن"
عقارب الساعة تشير إلى 9.30 صباحًا، الشارع يتحول إلى ما يُشبه الاستاد، شباب لم تتجاوز أعمارهم الـ20 ربيعًا، يخططون الشارع بالجير، ويحضرون بقوالب من الطوب لتحديد المرميين، وعمل "التقسيمة"، وينتظرون صاحب الصافرة البلاستكية ليعلن عن بداية المباراة، هذه هي معظم المظاهر التي تربى عليها العديد من الأجيال.
فالساحرة المستديرة سحر لكل الأجيال، جذبت العديد من عشاقها، وإن لم يكن لاعب فهو متفرج ومشجع، لكنها تحولت الآن إلى عالم آخر، تعيش بداخله الاحتراف، فأنت تلعب داخل المستطيل الأخضر، تختار الفريق واللاعبين المفضلين لتلعب معهم، وتضع التشكيل المناسب، وتحدد مدة اللعب، فالتكنولوجيا جعلتك تعيش مع "الساحرة المستديرة"، وتقضي أوقات اللعب في الشارع والساحات الشعبية والحارة داخل صالة "البلاي ستيشن".
محمود عبدالنبي، شاب في العقد الثاني من العمر، يرى أن المتعة الحقيقية بلمسة الكرة بالقدم، "أفضل لعب الكورة طبعًا، لأنني أحب أن ألعب بنفسي، وأطلع كل حاجه جوايا فيها، وأنا بلعب، بستمتع جدًا بيها لأنها بتبقى حاجة حقيقية، غير إني في الملعب بحس بمتعتها أكثر، كل ماتش بطلع فيه حاجة جديدة، والتشجيع من الناس في الملعب بيخلينا نلعب بحماس أكتر.
ويتابع عبدالنبي، حديثه لـ"الوطن"، "أنا بستنى يوم الماتش من الأسبوع للأسبوع، أنا وصحابي، لكن البلاي ستيشن مجرد حاجة كدة بحركها وخلاص، ممكن أعتمد عليها لو زهقان ومفيش حاجه متوفرة غيرها"، يشاركه الرأي محمد الجلف: "بحب الكورة أكتر، لأنها مفيدة جدًا على المستوى البدني والعقلاني، وبتعرفني مدى الاحتكاك والتعامل مع الخصم، وبتزود الشخص بقوة التحكم".
أما محمد عبدالعزيز، والذي يدمن لعب الكرة و"البلاي ستيشن" معا، فتحدث عن الأمر بلغة مختلفة، ويقول: "بحب ألعب الكرة أكثر من البلاي ستيشن؛ لأنها عاملة زي أكلة بتحبها جدًا، ممكن تشتريها جاهزة لكن لما أعملها بنفسي في البيت بتكون أحلى بكتير".
ويرى طه محمود، أن الكرة الواقعية أفضل، "بتنمي الموهبة، وبترفع اللياقة البدنية وبتفيد الجسم".
على النقيض، كان محمد حسين الأقرب لعالم التكنولوجيا من أقرانه بقوله: "بحب ألعاب الفيديو جيم أكتر، وخاصة (البلايستشن) والاختلاف إن اللعب الحقيقي بيكون عايز مجهود، وممكن أتعرض للإصابة، لكن الألعاب الإلكترونية مش بيحصل فيها كده، والأصعب هو اللعب الحقيقي، لأنه بيحتاج مجهود أكبر، ولياقة بدنية عالية، والتكنولوجيا أضرت بيا، لأني بدأت أعتمد عليها بدل كرة القدم الحقيقية، نظراً لأنها مسلية جداً، وبلعب من 3 - 4 ساعات يوميا"، وأيده محمد مجدى قائلاً: "أفضل اللعب على الإنترنت، لأني بلعب مع واحد في منطقة تانية وأحيانا في بلد تانية".
وبسؤال حسام حسن، إذا كان اللعب من خلال الوسائل التكنولوجية مضيعة للوقت، كان جوابه: "اللعب على النت و(البلاي استيشن) مش مضر، بس ساعات بيضيع وقت كبير جدًا من اليوم، لأن ممكن الواحد يقعد يلعب حوالي 3 أو 4 ساعات، وبدأت ألعبها من حوالي 5 سنوات".
أما عن محمد صقر وهو مصري مقيم في النمسا قال: "التكنولوجيا لم تضر بي، ولا اللعب على الأرض، ففي بعض الأوقات بتكون مصدر إلهام، واللعب في البيت مثلاً بيكون بديل، إذا كان الجو سيء، ومش هنقدر نخرج نلعب بره، وبدأت ألعب من إعدادي في مصر، و كنت بلعب كل يوم، لكن بعد ما سافرت النمسا بلعب (بلاي ستيشن) مرة كل شهرين مثلاً".