بروفايل| ألكسيس تسيبراس من قال «لا»

كتب: عبدالعزيز الشرفى

بروفايل| ألكسيس تسيبراس من قال «لا»

بروفايل| ألكسيس تسيبراس من قال «لا»

سياسى يونانى شاب اتخذ خط اليسار منذ اللحظة الأولى لدخوله معترك السياسة، فخاض معارك داخلية وخارجية دفعته بقوة ليصبح أحد أهم رموز تيار اليسار فى أوروبا.. حمل لواء الثورة على قيود فرضها الأمر الواقع على بلاده بسبب الأزمة الاقتصادية العنيفة التى ضربتها عام 2010، ولا تزال تبعاتها تهدد بانهيار الاتحاد الأوروبى بأكمله، وبدلاً من أن تنصاع «أثينا» لضغوط دائنيها وتهديداتهم بوقف تمويلها وحمايتها من الانهيار، بات هو العقبة الرئيسية فى طريق وحدة منطقة اليورو بأكملها. رئيس الوزراء اليونانى ألكسيس تسيبراس الذى لم يتم نصف عام بعد على توليه السلطة هو التهديد الأكبر لمنطقة اليورو، فإصراره على رفض الإجراءات الصارمة التى فرضها الدائنون كشروط على اليونان للاستمرار فى منحها القروض، وإنقاذ نظامها المصرفى من الانهيار، أفضى إلى فشل المفاوضات التى جرت على مدار الأشهر الخمسة الأخيرة لمحاولة حل الأزمة، ولكنه استطاع النجاح فى مراوغته التى أجبر من خلالها الاتحاد الأوروبى على إعطاء بلاده فرصة جديدة لاستئناف المفاوضات بعد الاستفتاء الذى جرى أمس شعبياً، لتحديد ما إذا كان اليونانيون يرغبون فى تطبيق تلك الإصلاحات أم لا. «لا يمكن لأحد تجاهل رسالة إصرار شعب يتولى مصيره بيده».. هكذا يقولها اليسارى الذى ولد فى العاصمة «أثينا» عام 1974، وبدأ نشاطه السياسى فى اليسار بينما كان لا يزال فى مرحلة المدرسة الثانوية، ليصبح أحد أبرز نشطاء الحركة الطلابية فى الفترة ما بين عامى 1990 و1991. بعدها تدرج «تسيبراس» فى المناصب القيادية فى التيار اليسارى، ليس فى بلاده فقط، وإنما وصل إلى أن تقلد منصب نائب رئيس حزب اليسار الأوروبى لدورتين متتاليتين. منذ اللحظة الأولى لإعلان نيته الترشح للانتخابات التشريعية اليونانية التى جرت أوائل العام الجارى، أعلن السياسى اليسارى صراحة رفضه لإجراءات التقشف التى فرضتها الحكومة اليونانية السابقة بناءً على قيود الاتحاد الأوروبى وصندوق النقد الدولى، وفور إعلان فوز حزبه اليسارى بأغلبية 149 مقعداً من إجمالى 300، ضربت المخاوف قلب القارة العجوز بسبب مخاوف من التغير الأيديولوجى لـ«أثينا». خبراته القيادية أهَّلته إلى اجتذاب تأييد الجماهير، فهو السياسى الأصغر سناً فى تاريخ اليونان الذى يتولى دور الحكم بين الفرقاء السياسيين المتنازعين حول الأزمة الاقتصادية، من خلال دعوته إلى الانتخابات التشريعية العاجلة، بعد نجاحه فى الانتخابات البرلمانية لأول مرة عام 2009 فى فوز سهل أصبح من خلاله رئيس الكتلة البرلمانية لحزب «سيريزا» اليسارى الحاكم حالياً. الانطلاقة الفعلية لـ«تسيبراس» تعود إلى عام 1999، حينما انتخب أميناً للشباب فى حزب «سينازبيزموس»، وبعدها انتخب رئيساً للجنة السياسية المركزية وأميناً للسياسات فى عام 2004، ثم رئيساً للحزب فى 2008. ولم يتوقف طموحه عند هذا الحد، فقد نجح فى قيادة حزبه إلى رئاسة الوزراء للمرة الأولى.