بريكس والعوائد على أعضائها

رفعت رشاد

رفعت رشاد

كاتب صحفي

منذ أيام اجتمع في مدينة قازان التتارية الروسية قادة 45% من سكان الكرة الأرضية ممن يملكون 35% من اقتصاد.

هؤلاء هم زعماء دول مجموعة بريكس , الصين , روسيا , الهند , البرازيل , جنوب أفريقيا , مصر , إيران , السعودية , الإمارات العربية , وإثيوبيا . أسست المجوعة عام 2006 من أربعة دول وانضمت إليها جنوب أفريقيا عام 2011 ومؤخرا انضمت الدول الخمس الأخرى .

 جاء المؤتمر في خضم تغييرات جيوسياسية واقتصادية عميقة تؤثر على النظام العالمي ، ما يجعل من النقاشات التي دارت هناك محط اهتمام واسع. تناول المؤتمر قضايا متعددة، منها تعزيز التعاون الاقتصادي، وتطوير استراتيجيات تجارية جديدة، وكذلك إرساء قواعد جديدة لنظام مالي يتجاوز الهيمنة الغربية , ومن ذلك إصدار عملة موحدة لدول المجموعة لتأسيس بديل للدولار لتقليل التأثير الأمريكي على الاقتصاد العالمي والمنافسة مع الاقتصاد الغربي .  

كانت الدعوة لتوسيع المجموعة محل نقاش بالمؤتمر ، حيث تم التأكيد على أهمية ضم دول جديدة لتحقيق توازن أكبر في العلاقات الدولية خاصة ان حوالي 35 دولة طلبت الانضمام . هذا التوجه يعكس رغبة الأعضاء في تعزيز قوتهم الاقتصادية والسياسية على الساحة العالمية. كما تمت مناقشة أهمية إنشاء شبكة من التعاون بين الدول الأعضاء لبدء تنفيذ مشاريع تنموية مشتركة، وهو ما يعكس سعي المجموعة لتعزيز التنسيق على جميع الأصعدة، سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية.

راقبت الدول الغربية المؤتمر باهتمام كبير وما حدث من تحركات لدول المجموعة في سعيها لتعزيز نفوذها الجيوسياسي والاقتصادي.

وتبنت بعض مراكز التفكير الغربية تحذيرات من أن تزايد قوة بريكس يمكن أن تغير موازين القوى العالمية .

شاركت مصر في المؤتمر بصفتها عضوا في المجموعة وحضر الرئيس عبد الفتاح السيسي جلسات المؤتمر وعقد اجتماعات مع قادة الدول الأعضاء . وكان للوجود المصري أثر مهم في تبني المؤتمر قرارات بشأن وقف الحب في غزة ولبنان حيث أعرب قادة المجموعة عن قلقهم البالغ إزاء حروب الشرق الأوسط وأدانوا بشدة قتل المدنيين وتدمير البني التحتية بسبب الاعتداءات الإسرائيلية على فلسطين ولبنان . كما أدانوا الهجمات ضد كوظفي الأمم المتحدة . ورحب المؤتمر بجهود مصر وقطر والجهود الدولية الأخرى الرامية إلى وقف الحرب وتسريع المساعدات الإنسانية لشكان غزة ولبنان . كما جددت المجموعة دعمها لقبول دولة فلسطين عضوا كامل العضوية بالأمم المتحدة والالتزام بحل الدولتين على أساس القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن المتتالية .

وتبنى المؤتمر مجددا التزام المجموعة بتعزيز التعددية الدولية والحفاظ على الدور المركزي للأمم

 المتحدة في النظام الدولي . ودعا قادة المؤتمر إلى ضمان التمثيل الجغرافي العادل والشامل في الأمانة العامة للأمم المتحدة .

وبالنسبة لمصر، يشير مؤتمر بريكس إلى فرص كبيرة حيث تعتبر مصر واحدة من الدول التي تسعى لتوسيع شبكة تعاونها الاقتصادي وانضمامها للمجموعة يعزز من قدرتها الاقتصادية، ويسمح لها بالاستفادة من الاستثمارات المشتركة مع الدول الأعضاء ، مما يساعد في تحسين بنيتها التحتية وتعزيز النمو. وعلى المستوى الاقتصادي، قد تؤدي الشراكات الجديدة إلى زيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة وفتح أسواق جديدة أمام الصادرات المصرية. في سياق استراتيجيتها الاقتصادية، قد يساعد ذلك مصر في تحقيق أهدافها بشأن الإصلاحات التنموية المستدامة.

أما على الصعيد الجيوسياسي، فإن التقارب مع مجموعة تتسم بالقوة يعزز من مكانة مصر الإقليمية والدولية، مما يمنحها دوراً أكبر في السياسات الإقليمية. قد يساهم ذلك في تعزيز علاقاتها مع دول الجنوب، خاصةً في إفريقيا وآسيا الوسطى في مجالات متعددة ، مثل الأمن الغذائي والطاقة والتكنولوجيا.