الخيال.. بين مصر والسعودية!
العلاقات المصرية - السعودية مستهدفة باستمرار.. البعض يريد تدميرها لإدراكه أهميتها لأطرافها ومحيطهم... والبعض يشدها للخلف مستغرقاً فى تاريخ لا يصح أن يحدد المستقبل أو يحكمه.. لذلك تنشط اللجان الإلكترونية ضد البلدين فى لحظات التعاون الكبير.. وهو ما يتطلب انتباهاً ويقظة من الجميع.. خاصة عند الضغط العاطفى على الناس... وبذلك وبعيداً عن العاطفة أو الخطب أو الإنشاء أو التاريخ دعونا نرى العلاقات المصرية السعودية بالأرقام، وعلينا تخيل شكلها لو تضاعفت.. حيث التجربة تقول إذا أردت أن ترى شيئاً على حقيقته انظر إلى أرقامه وإحصائياته.. فدعونا نرى العلاقات بين البلدين الشقيقين على هذا النحو..
آخر الإحصائيات التى تتناول عدد المصريين فى السعودية تقدرهم بحوالى 2.5 مليون حوالى 20% من إجمالى العمالة الوافدة إلى المملكة وبمعدل واحد من كل خمسة، وهذا الرقم يزيد بنسبة 3% مقارنة بالعام السابق له، يتركز ثلثهم تقريباً بالعاصمة والباقى فى أهم مدينتين عند المصريين مكة والمدينة!
وطبقاً لأرقام الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء فقد بلغت تحويلات هؤلاء من البلد الشقيق العام الماضى 8.3 مليار دولار وهو ما يشكل أكثر من 58% من إجمالى تحويلات المصريين العاملين فى الدول العربية الشقيقة تليها الإمارات الشقيقة بـ 2.1 مليار دولار بنسبة 14.6% من الإجمالى تليها الكويت الشقيقة فى المركز الثالث بقيمة 2 مليار دولار مستحوذة على نحو 14% من تحويلات المصريين العاملين فى الدول العربية. تلتها قطر فى المركز الرابع بقيمة تحويلات بلغت نحو 940.6 مليون دولار بنسبة 6.5% من إجمالى التحويلات!
«الإحصاء» يشير إلى أن الاستثمارات السعودية فى مصر بلغت 408.5 مليون دولار خلال النصف الأول من العام المالى 2023/ 2024، وبالتالى من المنتظر أن يتضاعف الرقم فى نهاية العام، خاصة أن التبادل التجارى بين البلدين ارتفع ليبلغ 6.5 مليار دولار خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2024 بزيادة قدرها 32.7% عن الفترة نفسها من العام الماضى.. بزيادة فى الصادرات المصرية بقيمة مليارين و200 مليون دولار فى ذات الفترة بينما تزيد الاستثمارات المصرية فى البلد الشقيق على مليار دولار و3 آلاف شركة مصرية!
بينما يسجل السياح السعوديون 20% من إجمالى عدد السياح العرب الذين يبلغ عددهم ما يقارب 2.7 مليون سائح، وبذلك يبلغ عدد السعوديين من 1.3 إلى 1.5 مليون سائح!
على الجانب الآخر يوجد فى مصر بشكل دائم فى المتوسط نصف مليون سعودى، حيث تشير التقديرات إلى اختيار من 400 إلى 600 ألف سعودى الإقامة بشكل دائم أو شبه دائم فى مصر، سواء يمتلكون عقارات أو شركات.. ورغم تجاوز الاستثمارات السعودية فى مصر الـ26 مليار دولار، لكنها سجلت خلال العشر سنوات الماضية فقط نحو 6.378 مليار دولار بدأت بـ649.1 مليون دولار عام 2014/2015 تعمل من خلال ما يقرب من 8 آلاف شركة سعودية فى جميع المجالات من الصناعة إلى السياحة والصحة، بينما تتجاوز الاستثمارات المصرية بالسعودية الـ4 مليارات دولار من خلال 3 آلاف شركة وبلغت تحويلات السعوديين فى مصر العام الماضى ما يقترب من الـ26 مليون دولار!
السؤال الآن: ماذا سيحدث لو ضربت هذه الأرقام فى أضعافها؟ الأثر على الشعبين؟ على البلدين؟! على المنطقة؟ علماً أننا لم نذكر أفق المشروعات المشتركة لا فى التبادل الكهربائى ولا فى الصناعة.. تخيلوها فقط!