بخلاف تعزيز التواصل.. تأثير مذهل لتعلم لغة ثانية على الدماغ

02:19 ص | الاثنين 14 أكتوبر 2024

فوائد تعلم لغة ثانية لا تقتصر فقط على تسهيل التواصل مع الآخرين من بلاد مختلفة، أو الحصول على فرص عمل بشكل أفضل، بل أنها تحقق فوائد مذهلة أخرى للدماغ، من خلال التمتع بوصلات عصبية أقوى وأكثر كفاءة، وفقًا لدراسة حديثة.

فوائد تعلم لغة ثانية

وكشفت الدراسة التي أجريت على مجموعة كبيرة من المتحدثين بلغات مختلفة، عن تأثير مذهل لتعلم اللغات على بنية الدماغ ووظائفه، موضحة أن الأشخاص الذين يتحدثون أكثر من لغة واحدة يتمتعون بوصلات عصبية أقوى وأكثر كفاءة بين مناطق مختلفة من الدماغ، مقارنة بمن يتحدثون لغة واحدة.

وصلات عصبية أقوى

وأكدت الدراسة، التي أجريت بالتعاون بين جامعة ماكغيل وجامعة أوتاوا وجامعة سرقسطة، على أهمية سن البدء في تعلم لغة جديدة؛ إذ أظهرت نتائج التصوير بالرنين المغناطيسي أن الأشخاص الذين تعلموا لغة ثانية في سن مبكرة يتمتعون بوصلات عصبية أقوى بشكل خاص بين المخيخ والقشرة الجبهية اليسرى، وهما منطقتان تلعبان دورًا حاسمًا في التعلم والتفكير واللغة، حسب موقع «سبوتنيك».

وأكد زيوس غراسيا تابوينكا، المؤلف الرئيسي للدراسة، في تصريحات صحفية، أن تعلم لغة ثانية في مرحلة الطفولة يساعد في بناء بنية دماغية أكثر كفاءة من حيث الاتصال الوظيفي، مما يساهم في تحسين الأداء الإدراكي بشكل عام.

تحسين الذاكرة والانتباه

وتضيف هذه النتائج إلى الأدلة المتزايدة على الفوائد العديدة لتعلم اللغات، والتي تتجاوز القدرة على التواصل مع الآخرين؛ فقد أظهرت دراسات سابقة أن تعلم لغة جديدة يمكن أن يحسن الذاكرة والانتباه والقدرة على حل المشكلات، ويؤخر ظهور أعراض الشيخوخة ويقلل من خطر الإصابة ببعض الأمراض العصبية.

وحسب القائمين على الدراسة، تفتح هذه النتائج آفاقًا جديدة لفهم كيفية عمل الدماغ وتطوره، وتؤكد على أهمية تعليم اللغات في سن مبكرة، كما يمكن أن تساهم في تطوير برامج تعليمية أكثر فعالية لتعلم اللغات، وتساعد في تصميم تدخلات مبكرة للأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم.