رقابة ماسبيرو: دجل وشعوذة ومخدرات وبلطجة فى مسلسلات رمضان
تعرضت رقابة «ماسبيرو» لهجوم من منتجى ومخرجى المسلسلات المعروضة على شاشات التليفزيون المصرى، بعد قيام الرقابة بحذف عدد من مشاهد أعمالهم، مما اضطرهم لتوجيه نداء لجمهور الدراما الرمضانية لمقاطعة مشاهدة المسلسلات على شاشات التليفزيون المصرى.
وأكد المخرج مجدى لاشين، رئيس التليفزيون المصرى، لـ«الوطن»، أن الملاحظات التى تكتبها الإدارة المركزية للرقابة، فيما يخص الأعمال الدرامية التى تشاهدها، قبل العرض على قنوات التليفزيون المصرى، تُرفع بشكل مباشر إلى المخرج أحمد صقر، رئيس قطاع الإنتاج، حيث إن القطاع هو من يتولى عملية مونتاج المشاهد، أو الجمل التى تعترض عليها الرقابة، وبشكل لا يؤثر على السير الدرامى للأحداث. وأضاف «لاشين»: «عملية المونتاج لا تتم بعشوائية كما يحاول أن يدعى البعض، بل تتم من خلال مخرجين وفنيين على أعلى مستوى فى قطاع الإنتاج بماسبيرو، ولهم باع طويل فى الدراما التليفزيونية، ويقدرون قيمة أى عمل فنى».
وتابع: «أقدر الاعتراضات من جانب مخرجى بعض الأعمال، التى تعرضت لمقص الرقيب بماسبيرو، لأن هذا عملهم وأى مخرج يرفض المساس بعمله، ولكننا أيضاً داخل التليفزيون المصرى نعمل وفق ضوابط تحكم الشاشة، ولا نستطيع المساس بها، لأنه التليفزيون الرسمى للدولة، ومن المستحيل أن نسمح بعرض أى ألفاظ أو مشاهد أو إيحاءات غير لائقة على شاشاته».
ومع رفض الإدارة المركزية للرقابة بماسبيرو التعليق على الاتهامات التى ساقها صناع مسلسلات رمضان، المعروضة على شاشات التليفزيون المصرى، توصلت «الوطن» لمصدر مسئول من داخل رقابة التليفزيون، الذى قال: «نحن مستمرون فى تلقى ومشاهدة الأعمال بشكل يومى، دون النظر إلى هذا الهجوم، بسبب إصرار الرقابة على الالتزام بقواعد وشروط العرض على جميع شاشات ماسبيرو، سواء كان العرض فى شهر رمضان، أو فى أى من شهور العام، فالقواعد واحدة ولا تتغير، خاصة أن جميع الأعمال الدرامية المقدمة للرقابة هذا العام تحتوى على عدد كبير من المشاهد والألفاظ والإيحاءات الجنسية البذيئة، ومشاهد غير مناسبة داخل غرف النوم، وملابس بعض نجوم العمل غير اللائقة، «شبه العارية».
وأضاف المصدر: «هذه المشاهد لا تتناسب مع التليفزيون المصرى، ولا تتناسب مع شهر رمضان، هذا بالإضافة إلى المشاجرات الموجودة فى معظم المسلسلات، التى تصاحبها أيضاً ألفاظ خارجة وبذيئة جداً، وكثير من الأسلحة والدماء، مثل مشهد المشاجرة فى الحلقة «الثالثة» لمسلسل «بين السرايات»، حيث يتشاجر أحد المقيمين فى الحى وهو «عادل» مع بعض الشباب، لأنهم قاموا بمعاكسة بنت أخيه، وفجأة تظهر الأسلحة البيضاء وتسفك الدماء فى كل مكان وتكسر بعض المحلات التجارية، وهو مشهد ليس له أى داع فى أحداث المسلسل، لهذا طلبنا حذفه أو إعادة مونتاجه».
وتابع: «هناك أيضاً مشاهد فى مسلسل «حوارى بوخارست» فالعمل يعطى منذ بدايته جرعة تشجيع للشباب على تجارة المخدرات، لأنها تحقق مكاسب مالية وأرباحاً كبيرة فى وقت قصير، هذا بالإضافة إلى كثرة المطاردات والمشاجرات، وممارسة البلطجة فيه دون أى داعٍ، لهذا طلبنا التخفيف من مثل هذه المشاهد، خاصة أنها لا تؤثر بأى شكل من الأشكال على السياق الدرامى للمسلسل».
وعن مسلسل «تحت السيطرة» أكد أنه يحتوى على الكثير من المشاهد التى تحتوى على ألفاظ وإيحاءات جنسية بين الطلاب فى الجلسات الخاصة بمعالجة الإدمان، بالإضافة إلى التعمق فى شرح ووصف «النشوة» التى يشعر بها متعاطى المخدرات بعد الحصول على المواد المخدرة، وهذا أيضاً يعطى إيحاءات للشباب بالإقبال على تجربة التعاطى، كما تضمنت بعض الحلقات أيضاً الإيحاءات الخاصة بحدوث علاقة جنسية، بين أحد أبطال المسلسل وفتاة تتعاطى المخدرات، وإقباله على تجربة المخدرات مرة أخرى، لعدم قدرته على مقاومة صديقته التى تشجعه على التعاطى أثناء العلاقة.
وقال فيما يخص مسلسل «حارة اليهود» إن الرقابة طلبت حذف بعض المشاهد الخاصة بالصلاة فى المعبد اليهودى، التى تعددت فى الحلقات الأولى، وهذا الحذف لا يؤثر على السياق الدرامى للأحداث، ومسلسل «ظرف أسود» حذفت بعض مشاهده التى توضح وجود علاقة غير شرعية بين بطلة العمل وأحد ضابط الشرطة، واكتشاف زوجها للخيانة، وتدخل أحد رجال العصابات، لهذا قمنا بحذف بعض اللقطات والجمل غير اللائقة من هذه المشاهد.
مسلسل «الصعلوك» يعيد نشر مفهوم «الدجل والشعوذة» كما رأت الرقابة، بإظهار الشيوخ فى أى مكان، وبشكل مفاجئ، بصفتهم من أصحاب «المقامات» و«الكرامات»، مثل ظهور الشيخ «العدوى» لـ«محروس أبوخطوة» فى الزنزانة، ضمن أحداث الحلقة الرابعة للمسلسل، وطلب منه «محروس» إثبات أنه ولى وله كرامات، وبعدها مباشرة يظهر أحد مرشحى مجلس النواب بالمنطقة، ويتدخل لدى ضباط القسم الذين يوافقون على خروج «محروس» من الحبس، وتتحقق كرامات الشيخ العدوى، وهى مشاهد طُلب إعادة مونتاجها.