رمضان الطبقات الراقية: ضحك ولعب وجد وحب
![رمضان الطبقات الراقية: ضحك ولعب وجد وحب](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/364641_Large_20150625105123_72.jpg)
فرحة رمضان لها طابع روحانى تمتاز به الأحياء الشعبية، لكن على الجانب الآخر هناك آخرون يعيشون الشهر الكريم بشكل مختلف، من خلال عادات خاصة بعالمهم المتميز الذى ينغلق عليهم دون سواهم، حيث يحتفل هؤلاء بالشهر الكريم بطقوس متباينة لا علاقة لها بما يحدث فى المناطق الشعبية.
تبدأ يومها مع دقات الثالثة عصراً، تستيقظ من نومها بعد سهرة طويلة جهّزت فيها مائدة رمضانية عامرة على السحور لأولئك القابعين داخل مناطق عرب المعادى وبولاق، «هند عبدالحميد» فتاة عشرينية لا يعنى رمضان لها سوى موائد الخير التى تقدمها للفقراء والمحرومين، وتحرص على أن تكون من نوع خاص: «بقدم لهم أكل أحسن من اللى فى بيتى، عشان ده رايح لربنا، بيكلفنى طول الشهر 200 ألف جنيه تكفى لـ450 وجبة».
«هند» التى تسكن حى المهندسين، تشعر بقسوة الحرمان، مثلما ينقلها لها حارس العقار وخادمة منزل عائلتها: «لما بلاقيهم بيقولوا لى إنهم مش بياكلوا اللحمة والفراخ غير فى رمضان قلبى بيتقطع»، الفتاة العشرينية تحرص على جلب أفضل الطباخين بأجور مرتفعة للقيام بهذا الواجب: «طول السنة بستنى رمضان علشان أقوم بالشغلانة دى، وبفكر إزاى الشهر السنة دى يكون أفضل من اللى فات».
هدايا من نوع مختلف، بخلاف الفوانيس، يختص بها الأحبة والأقارب من الطبقات ميسورة الحال، بحسب «علاء التابعى»، صاحب أشهر محلات الهدايا فى قلب مدينة نصر: «الزباين من الناس الأغنياء أو الطبقات المادية المرتفعة تفضل شراء علب مذهبة أو عرايس لعبة أو فصوص خواتم وإكسسوارات والبعض يهادى برباط عنق أو إكسسوار الموبايل».
«علاء» بدوره يستغل الموسم بطرح أسعار خاصة لهذه المنتجات: «طبعاً الهدايا أسعارها تتراوح بين 200 إلى 500 جنيه، حسب النوع والتصميمات، وأغلب المقبلين عليها من السيدات».
«الجندى» اعتبر أن المناسبات الإسلامية تجد اهتماماً من جانب ميسورى الحال يشبه ما يحدث فى بعض الدول العربية، حيث يقيم هؤلاء ساحات مغلقة لإطعام الفقراء داخل الفناء الملحق بفيلاتهم، وهؤلاء غالباً من سكان مصر الجديدة والمقطم والمريوطية».
تنشغل «آية» كل عام فى كيفية قضاء وقت سعيد فى شهر رمضان، فمع قدومه يتسع يومها بصورة لا تطيقها السيدة الثلاثينية، فيكون القرار إما بتنظيم ورش فنية أو قضاء بقية الوقت فى أحد الأندية الاجتماعية، ورشة لصناع الخيامية أحد الأنشطة التى قررت «آية» أن تتبناها، حيث أسست ورشة فى المعادى لاستغلال الفائض من احتياجات المنزل فى صناعة خيامية أو فوانيس كما تحب أى ربة منزل.
المشاركون فى الورش الفنية التى تنظمها«آية» ينتمون لطبقة اجتماعية معينة من السيدات اللاتى يشعرن بالملل فى رمضان، ويحاولن تسلية أوقاتهن بعيداً عن البيت.
أما «شاهندة على» فهى إحدى سيدات الأعمال، تقضى معظم يومها الرمضانى خارج المنزل: «بشترى وجبات سريعة من المطاعم الشهيرة علشان أولادى ياكلوا كل الأصناف بدون ما يومى يضيع»، السيدة الخمسينية تضع قائمة بالأصناف التى يفضلها الأبناء والزوج، وتكلف بها أشهر مطاعم مصر، «وجبات شهية مثل البيت تماماً».
«شاهندة» تكلف بيتها فى شهر رمضان ضعف ميزانية الأيام العادية: «طبعاً فيه حلويات ووجبات خاصة»، لكنها تبدى انزعاجها من ممارسة دورها كأم تقف داخل المطبخ لإعداد أنواع مختلفة من الطعام: «أى أم تانية لها ظروف مختلفة ممكن تكون ربة منزل ممتازة، أما أنا فأولادى بيحبوا أكل المطاعم، بشرط إنه يكون صحى ونظيف».