تحذير من علامات تدل على وجود أفكار إلحادية لدى ابنك.. كيف يُمكن إرشاده؟

تحذير من علامات تدل على وجود أفكار إلحادية لدى ابنك.. كيف يُمكن إرشاده؟
يواجه العالم العربي والإسلامي مجموعة من الأفكار الإلحادية المغلوطة التي تستهدف تشكيك الأجيال الجديدة في دينهم وخرق القيم الأخلاقية والإيمانية، ما قد يؤثر بالسلب على سلامة المجتمع واستقراره، لذا أطلقت جريدة الوطن حملة تستهدف محاربة الإلحاد باسم «تعزيز قيم الهوية الدينية»، والتي تحمل شعار «الإيمان قوة.. واعبد ربك حتى يأتيك اليقين».
تصحيح شكوك الطفل
تبدأ التنشئة الدينية والأخلاقية منذ مرحلة الطفولة، التي تتطلب من الأباء والأمهات الانتباه جيدًا لأي أفكار مغلوطة قد يتبناها الطفل نتيجة التعرض لمقاطع فيديو تشكك في الدين على وسائل التواصل الاجتماعي، أو من خلال الاحتكاك ببعض الأفراد الذين يحملون أفكارا مشوهة عن الدين ويستهدفون بثها في عقول الأطفال والشباب، وفق ما أوضحه الدكتور محمد أبو السعود، أحد علماء الأزهر الشريف: «مهم جدًا للأباء والأمهات ينتبهوا لأبنائهم علشان يصححوا أي شكوك في الدين مبكرًا قبل الانسياق وراء تلك الأفكار الإلحادية المُضرة للعقل والنفس».
وقال أبو السعود خلال حديثه لـ«الوطن»، إن الإلحاد مراحل ودرجات، يبدأ أولها عندما يلاحظ الوالدين أن الابن يتكاسل عن الصلاة ويستهن بآيات القرآن الكريم من خلال عدم الاستماع إليه والانشغال بأي شئ آخر مثل اللعب على الموبايل أو التحدث بصوت عالي، متابعًا أن تلك المرحلة علاجها يسير من خلال مصادقة الابن والتحدث معه عن نعم وفضائل الله علينا التي تستوجب شكره واحترام أوامره.
ويمكن تشجيع الطفل على الصلاة بمكافأته عند الالتزام بأداء الفروض أو حفظ سورة من سور القرآن الكريم، وينبغي كذلك حكيّ القصص الدينية الخاصة بالسيرة النبوية وحكايات الأنبياء للطفل حتى يُدرك عظمة الله ومعجزاته في حياة الرسل والأنبياء: «القصص دي هتربطه نفسيًا بالدين الصحيح وهتخلي فكره الديني يتطور بشكل يمنعه من التأثر بأي أفكار مغلوطة».
علاج الأفكار الإلحادية
وهناك علامات تظهر على الابن المراهق، بصفة خاصة، تدل على دخوله في مرحلة صعبة من الإلحاد، إذ يُلاحظ عليه عيشه بلا هدف وينكر وجود الله، ويدعي عدم وجود جنة ونار، ولا يخاف من الوقوع في المحظورات الدينية كشرب الخمر، كما يظهر دائمًا شارد الذهن منعزل عن الأخرين.
وأوضح أبو السعود أن تلك المرحلة تحتاج العلاج بأمرين؛ الأمر الأول هو اصطحاب الابن إلى أحد مشايخ الأزهر الشريف أو دار الإفتاء للرد على أي شبهات دينية تنتاب فكره بالعقل والعلم: «الإنسان في المرحلة دي بيحتاج دلائل علمية وعقلية تبرهن على وجود الخالق والقرآن علشان كدة لازم اللجوء لشيخ أزهري مشهود له بالكفاءة»، أما الأمر الثاني يتمثل في ضرورة اصطحاب الابن إلى طبيب نفسي في حال قادته الأفكار الإلحادية إلى الاكتئاب والقلق.
من جانبها، أكدت الدكتورة إنشاد عز الدين، استاذة علم الاجتماع، أنه يمكن علاج أي أفكار مغلوطة عن الدين في مرحلة الطفولة، لأنها المرحلة التي تتكون فيها الشخصية ويصعب فيما بعد زعزعة عقيدته وأفكاره: «مهم جدًا اصطحاب الطفل للمسجد من طفولته وتعويده على حفظ القرآن وتشجيعه بشكل دائم».
وينبغي على الأباء والأمهات مراقبة سلوك الدوائر الاجتماعية والأفراد التي يحتك بها الطفل سواء في المدرسة أو النادي، لحمايته من الانسياق وراء أي أفكار مغلوطة عن الدين والقيم الأخلاقية، حسب ما أضافته أستاذة علم الإجتماع، كما ينبغي أن يستعد الأهل إلى تجهيز ردود مناسبة على تساؤلات الطفل المعتادة حول من هو الله؟ وأين يوجد؟.