عظماء مصر.. «الشبراوى» رائد التنمية البشرية

صاحب الأقوال المأثورة «الإدارة صانعة الحضارة وعدم الاستفادة من الحضارة يحولها إلى حجارة، والاستثمار فى البشر أهم من الاستثمار فى الحجر، والإنسان قدرات وتوقعات أى إمكانيات وطموحات، فالشخص النابغ يجب أن يكون لديه طموح فى تولى المناصب، لا توجد دولة فقيرة وأخرى غنية ولكن هناك إدارة غنية وأخرى فقيرة، الغنى صناعة وإدارة، وبالعلم والعمل والقيم والأمل تتقدم الدول، المواطن المصرى رغم كل ظروفه يستطيع تحقيق المعجزات إذا أحسن إدارته واستغلاله، ويقول إن والدى الرجل البسيط هو مثلى الأعلى وكان دائماً يقول لى احلم بالقمر حتى تصل للنجوم ولهذا تربيت على الطموح الكبير والثقة فى النفس وكراهية الضعف والاستكانة».

هذا قليل من كثير لصاحب الفكر الحر الجرىء الراقى الأستاذ الدكتور صبرى الشبراوى، أستاذ الإدارة والتسويق بالجامعة الأمريكية، خبير التنمية البشرية، وأول مصرى يتحدث عن التنمية البشرية والاستثمار فى البشر، وكان ذلك فى ثمانينات القرن الماضى.

«الشبراوى» من مواليد قرية البرامون بالدقهلية وتعلم فى مدارس المنصورة الحكومية، ثم تخرج فى جامعة القاهرة وحصل على دكتوراه فى إدارة الأعمال من جامعة إلينوى بالولايات المتحدة الأمريكية، وعمل أستاذاً للإدارة الاستراتيجية والتسويق بكلية الدراسات العليا للإدارة الدولية بولاية أريزونا بالولايات المتحدة الأمريكية.

كما عمل رئيساً للعديد من المؤتمرات الدولية بالولايات المتحدة الأمريكية واليابان، ونظم برامج تدريبية للإدارة العليا والإدارة التنفيذية مع الشركات اليابانية فى الولايات المتحدة الأمريكية واليابان، وعمل مستشاراً للتنظيم والإدارة ووضع استراتيجيات التسويق لعدد من الشركات العالمية وشركات متعددة الجنسيات بالولايات المتحدة الأمريكية.

كما عمل مستشاراً للعديد من الشركات والمؤسسات الكبرى فى الدول العربية فى مصر والكويت والمملكة العربية السعودية وأستاذاً ورئيساً لمركز تدريب المديرين بالجامعة الأمريكية، وأدخل مفهوم التنمية البشرية فى مصر وكان رئيساً للجنة التنمية البشرية عام 1986 وعضو مجلس الشورى والمجلس الأعلى للثقافة ودار الأوبرا المصرية والمجلس الاستشارى الأعلى للطفولة والأمومة والمجلس المصرى للشئون الخارجية وحاصل على جائزة النيل 2017 أعلى وسام وتكريم مصرى.

«الشبراوى» له العديد من المؤلفات.. منها: الفكر الاستراتيجى والخروج من الصندوق، إدارة المستقبل بأشباح الماضى، ثورة ضد تخلف الإدارة فى المجتمع المصرى، التسويق الاستراتيجى لأعمال الخدمات، إدارة الجودة الشاملة، كما أسهم فى تطوير وتدريب وإعادة هيكلة العديد من الشركات والوزارات المصرية.

د. صبرى الشبراوى شرفت بمعرفته منذ ربع قرن وتعلمت منه الكثير، وهو واحد من المصريين الذين تألقوا فى الخارج، وتولى مناصب علمية وإدارية محترمة فى أمريكا واليابان، ثم تركها وعاد إلى مصر ومعه أحلام كبيرة حتى يفيد بلده بعلمه وخبرته، وله مواقف وطنية عظيمة.

د. صبرى الشبراوى كان يقول لى إنه يجب أن يفتخر الإنسان بنفسه إذا أدى أعمالاً جيدة وحقق نجاحات متميزة، وكان يكره الأمثال الشعبية التى تدعو للضعف والجُبن أو الانكماش والخوف والأنانية مثل «دارى على شمعتك تنور، إمشى جنب الحيط، ما يشكر فى نفسه إلا إبليس».

وهو نموذج للمواطن المصرى العصامى الذى حقق نجاحات عظيمة دولياً ومحلياً بعلمه واجتهاده وطموحه، شفاه الله وأطال عمره.