«الوثائقية» ضمير مصر

من أهم إنجازات الشركة المتحدة إنشاء قناة «الوثائقية» التى تسجل الحقائق وتفند الأكاذيب بوثائق لا تقبل التشكيك.. إن أهمية هذه القناة تأتى من كونها تبصر الأجيال المتتالية بالأحداث الكبرى والأشخاص المؤثرين فى حياتنا بدقة وأمانة تستحق مليون تحية.

فكلنا تابعنا أكاذيب جماعة الشر التى لم تكف عن تشويه الحقائق وادعاء الإسلام، الذى لم يسئ أحد إليه أكثر منها، ومن جهة ثانية قدمت القناة، بصدق وحيادية محترمة، السير الذاتية للعديد من هؤلاء الذين أثروا فى حياتنا وقدموا أعمالاً ساهمت فى ترسيخ القيم النبيلة، وعكست أهمية عمق الحضارة العريقة التى أهال عليها التراب أعداء الوطن باختلاق قصص وهمية بعد رحيل من كانوا لا يستطيعون ترويج أكاذيبهم فى حياتهم.

وكذلك تقوم «الوثائقية» بتوعية الأجيال الجديدة بحيث لا تقع فى شرك هؤلاء الأعداء، وتضىء سماء الوطن بالحقائق التى لا تقبل جدالاً، وأنا من متابعى هذه القناة بقدر المستطاع، خاصة ما يتعلق بالحقب التاريخية التى لم أعشها، أما الفترة الزمنية التى عاصرتها، فهى تُعرض بأمانة تستوجب الاحترام العميق، مثلما حدث بصدد سيرة الأديب العملاق الراحل صالح مرسى، الذى كان صديقاً حميماً لزوجى الأديب الراحل على الشوباشى، ولى بطبيعة الحال.

وقد عاصرت فترة إعداده لمسلسل «رأفت الهجان»، الذى نسف ادعاءات وأكاذيب إسرائيل، وجعل «رأفت الهجان» من أروع مسلسلات الجاسوسية، وأخرس كل محاولات التشويه أو التشكيك فى بطولات من تصدوا بأعمالهم للأعداء، استناداً إلى وقائع حقيقية، وهو ما اعترفت به الدولة الصهيونية، والتى اعترفت كذلك بتأثير فيلم «الصعود إلى الهاوية»، الذى كتبه صالح مرسى، وحكى لنا الكثير عن أبطاله الواقعيين خلال فترة إقامتنا فى باريس، حيث كانت تعيش هبة سليم، التى جسدت شخصيتها الفنانة الراحلة مديحة كامل.

إن الدور الذى تقوم به قناة «الوثائقية» يمثل إنجازاً لا مثيل له، بعد التطاول والادعاءات التى انتشرت بشدة فى العقود التى سبقت ثورة يونيو المجيدة.

إن تصحيح المفاهيم المغلوطة، التى استهدف معظمها تشويه أقوال وأعمال بل وبطولات نماذج مصرية رائعة، هو توعية واجبة لم يكن يوليها، للأسف، أحد الاهتمام الواجب، وكذلك توعية الرأى العام بأبطال المعارك الوطنية الحاسمة، مثل سيرة ضباط وجنود القوات المسلحة، وهو ما يوقظ الاعتزاز بهؤلاء الأبطال واعتبارهم مثلاً أعلى يحتذى، من أهم ما تقدمه «الوثائقية» الأحداث العالمية التى جرت وكانت لها انعكاسات ما زلنا نعيش بعضها، وتجاوزنا بعضها الآخر.

فقد دأب البعض على تشويه التاريخ مثلما نشاهد الآن مأساة قطاع غزة، التى امتدت إلى الضفة الغربية وجنوب لبنان، ورغم الاستنكار العالمى والإدانة، فإن إسرائيل تواصل عدوانها الوحشى، الذى تمده بالأسلحة الفتاكة الولايات المتحدة الأمريكية، بدعوى تمكين دولة الاحتلال من الدفاع عن نفسها!

وتتصدى مصر لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية وتهجير أهالى غزة، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، بحزم لا يقبل التهاون، وهو ما ساعد بشدة على سقوط الأقنعة الزائفة وغرس بذور التفاؤل بالنصر بإذن الله، وبالتأكيد تعمل «الوثائقية» على تسجيله.