حكايات من سيناء.. الأتراك في أرض الفيروز بكلمات "طهبوج" و"بلكن"

حكايات من سيناء.. الأتراك في أرض الفيروز بكلمات "طهبوج" و"بلكن"
تختلف لهجة أبناء سيناء عن سائر ربوع مصر، مثلما هو الحال في كل محافظة، ويتوارث الأبناء لهجتهم من آبائهم وأجدادهم، وتعتبر اللهجة هي وسيلة التعبير السائدة بين أبناء المحافظة الواحدة، ويشار في تعريفها إلى أنها مجموعة من الصفات اللغوية المنتمية لبيئة خاصة، فبيئة سيناء ورمال صحرائها الشاسعة أفرزت لهجة جديدة بين أبنائها.
يقول المؤرخ السيناوي عزيز الغالي، إن هناك 3 لهجات يتحدث بها أبناء سيناء، وهما "أبناء البادية وأبناء الحضر أو كما تسمى اللهجة العرايشية، وأخيرًا اللهجة المصرية المتعارف عليها".
ويضيف في تصريحات خاصة لـ"الوطن"، أن اللهجة العرايشية تحديدًا تحتوي على العديد من المصطلحات التركية التي اكتسبها أهالي مدينة العريش أثناء فترة الحكم العثماني، ويدلل على ذلك بعدة كلمات مثل "بلكن" وتعني قد يكون، إضافة لكلمة "طهبوج" والتي تعني الإنسان الذي لا يهتم بمظهره، مشيرًا إلى أن أهالي سيناء كانوا يقولون في خمسينيات القرن الماضي كلمة "كانيس" على المراحيض وهي كلمة تركية أصيلة.
ولفت المؤرخ السيناوي إلى أن هناك العديد من الكلمات التركية التي تخللت اللهجة العرايشية وأصبحت متداولة بين الناس إلى يومنا هذا، مثل كلمة "أقشر" ومعناها "أرعن"، و"محيح" ومعناها ثقيل الظل، و"موتب" والتي تعني أن الشخص كسول، و"أمطلز" والتي تعني بروز الشيء للخارج.
وبخصوص اختلاف لهجات أبناء البادية، أكد المؤرخ السيناوي أن هناك فروقًا بين كل قبيلة وأخرى في عدد من الكلمات وطريقة نطقها، منوهًا بأن قبائل بئر العبد ينطقون بعض الكلمات بطريقة مغايرة لطريقة نطق قبائل الشيخ زويد ورفح وقبائل وسط سيناء.
الاحتلال الإسرائيلي وقرب المحافظة من الشريط الحدودي أثر بشكل كبير على اللهجات أيضًا، واشتقت بعض الكلمات من اللغة العبرية التي يتحدث بها الكيان الصهيوني مثل كلمة "خداش" والتي تعني جديد، وغيرها من الكلمات المتداولة في اللهجات بشمال سيناء.