خالد صالح.. "الغائب" الحاضر في رمضان
شرير ومحتال ومسكين وعاشق وسلطان.. بوجوهه المتعددة المتميزة، يُطلّ علينا في الشهر الكريم منذ أن بزغ نجمه السينمائي والتليفزيوني، وكأنه عادة رمضانية، لا فرق بين "أحمد الريان" أو "فرعون" أو "سلطان"، طالما سيسكن "خالد صالح" بيوت معجبيه من شاشتهم الصغيرة.
لم يرد القدر أن يقطع عادة خالد محمود صالح، المولود في القاهرة عام 1964، الرمضانية بإطلالته التي ينتظرها محبي الفن الأصيل، فشاء أن يعرض مسلسل الرسوم المتحركة (أنيميشن) "الراوي"، آخر أعماله الفنية في رمضان 2015 رغم وفاة البطل في سبتمبر الماضي.
يدور المسلسل حول شخصية نور الدين الراوي، ذلك العالم الموسوعي الذي لا تنتهي معلوماته عن الفلك والكيمياء والفن والشعر والفلسفة، والمسلسل تأليف محمد كمال حسن ومصطفى زايد، وإخراج سامح مصطفى.
50 عامًا هي إجمالي السنوات التي عاشها، قضى منها 14 عامًا كممثل وفنان متفرغ، بدأ على مسرح الجامعة مثل رفقائه، وعلى مسرح "الهناجر" بالأوبرا وقف محاكيًا المسرحيات والروايات العالمية، شغلته أعماله التجارية الحرة عن التمثيل فترة كبيرة من حياته.
تفرغ للتمثيل عام 2000، ومنذ ذلك التاريخ صعد درجات سلم الفن بسرعة الصاروخ، ليبتكر أدوار البطل الثاني، وليس الممثل المساعد، فبزغ نجمه في "محامي خلع" عام 2002، وتألق خلال أدواره في "عمارة يعقوبيان" 2006، و"ابن القنصل" 2010، كما شارك في بطولة أفلام: "ملاكي إسكندرية" 2005، و"جمال عبدالناصر" 1998، و"فتح عينيك" 2005، و"أحلام عادية" 2005، و"عن العشق والهوى" 2006، و"ثمن دستة أشرار" 2006، و"أحلام حقيقية" 2006، و"كف القمر" 2011.
كان "بائع الأمل" و"طبيب التفاؤل" و"تاجر السعادة"، مثلما وصف نفسه في مسلسل "تاجر السعادة"، ورغم تفننه في بعث السعادة في قلوب محبيه ورسم البسمة على شفاه جمهوره، جاء اليوم الذي أبكى فيه عشاقه وأدمى قلوب، فنزل خبر وفاته مدميًا قلوب الجميع، بدءًا من أسرته ومرورًا بزملائه في الوسط الفني، وانتهاءً بجمهوره العريض.
طلّ في رمضان بإطلالات متميزة ومختلفة، فكان حيزه الرمضاني لا يشغله أحدًا، ففي 2007 كان بطل عمل "سلطان الغرام"، وفي رمضان 2008 طل بمسلسل "بعد الفراق"، و2009 كان بها "تاجر السعادة"، وكان على "موعد مع الوحوش" في 2010، و"الريان" في 2011، وعصفور بطل "9 جامعة الجول" في 2012، و"فرعون" في 2013.