«الوطن» تكشف: القطار السريع حصل على «إذن شغل» بأن الطريق خالٍ

«الوطن» تكشف: القطار السريع حصل على «إذن شغل» بأن الطريق خالٍ

«الوطن» تكشف: القطار السريع حصل على «إذن شغل» بأن الطريق خالٍ

الساعة تشير إلى السادسة، القطار يصل إلى «سيلا»، يتحرك ببطء، ثم يتوقف، ينتظر الإذن بالمرور، والتأكد أن السكة أمامه خالية، دقائق ثلاث فيصل «إذن التحرك» لسائق القطار فيتحرك، يزيد السرعة أكثر فأكثر، فجأة يرى قائدا القطار 153 قطاراً ثانياً فى الأفق، القطار الثانى حصل على «إذن بالانطلاق» إذ لا عائق، لحظات يقترب القطاران أكثر، لم يتوقفا، يصطدمان. وقع الحادث بين قريتى «سيلا» و«الناصرية» بعد السادسة بدقائق، فاستعان رجال الإسعاف والإنقاذ بشركات الكهرباء الأقرب، أرسلت بعض عمالها حاملين كشافات إضاءة قوية، أحد العمال يروى ما دار من أعمال إنقاذ وعدد القوة التى شاركت فى عملية الإنقاذ والإسعاف قائلاً: «فى ظرف ساعة واحدة كانت عربات الإسعاف قد أتمت مهمتها بنقل كل المصابين وجثث الضحايا إلى المستشفيات، أكثر من 15 سيارة إسعاف، وثلاث سيارات مطافئ».[Image_2] تسربت إلى موقع الحادث أمس صورة من «أمر شغل» صادر عن نقطة بلوك سيلا التابع للسكة الحديد، الأمر كان إشارة تليفونية لسائق القطار 1110 بالمرور على الشريط وأن الطريق أمان لا وجود لأى معوقات أمامه، فوجئ سائق القطار 1110 ومساعده بعد ذلك بقطار أمامهما فكان الخيار الوحيد لديهما «الفرملة» لتهدئة القطار قدر المستطاع. أما حسن أبوالنور (41 سنة) مزارع من عزبة دوار، يقول: رأيت القطارين قادمين بسرعة وأخذت ألوِّح لأحدهما إلا أنه لم يستجِب، فاصطدما!، وأكد «حسن» أنه ساعد المارة الذين تصادف وجودهم لحظة وقوع الحادث فى سرعة نقل الضحايا والمصابين إلى المستشفيات، وأضاف أنه استخرج من بين الحطام 3 جثث، بالإضافة لجثة سائق القطار. يقول أحمد سيد، من قرية سيلا: «سمعت أن سائقى القطار السريع القادم من الإسكندرية تمكنا من توزيع المهام، السائق قام بتوقيف القطار، والمساعد خرج إلى الركاب وطالبهم بالرجوع إلى العربات الخلفية أو القفز من القطار أيهما أيسر».[Image_3] «المكان هنا لا يخلو من الحوادث المتكررة، كل فترة يكنس القطار إحدى السيارات أو العربات عندما يعجز الأهالى فى إزاحتها عن القضبان، والسبب أنه لا يوجد (مزلقان) يسهل العبور من أحد جانبى القضبان إلى الجانب الآخر، والمشكلة فى إهمال عمال التحويلة وكسلهم، وها هو الأمر قد وصل إلى أن تصطدم القطارات ببعضها» يقول عبدالفتاح محمد، أحد العاملين بهيئة السكة الحديد الذى يسكن بقرية الناصرية. لحظات بعد الحادث كانت كفيلة بانتقال عشرات الموتوسيكلات إلى مكان الحادث «حاولنا أن نغيث كل من يحتاج لإغاثة، أخرجنا عشرات الجرحى ومددناهم على الطريق، وكثير منهم كان فى حالة خطيرة، ومنهم من أصيب بكسور، ومنهم من ساعدنا فى إخراج المصابين» يصف محمود فتحى، من قرية سيلا، لحظات الحادث وانتشال الضحايا وإخراج المصابين من القطارين.[Quote_1] أكد حسين أبوالقاسم، كمسرى بالقطار رقم 1110 المتجه إلى الفيوم، أن القطار كان متأخراً عن موعده بـ10 دقائق، وفوجئوا بصوت ارتطام كبير، بعد خروج القطار من محطة الناصرية، وأشار إلى أن عدد الركاب كان قليلاً يوم السبت قياساً على باقى أيام الأسبوع، الذى يعتبر إجازة رسمية، واختتم حديثه قائلاً «الحمد لله أنى خرجت من المعمعة سليماً». كثير من الحوادث الخاصة بشريط القطار وقعت فى المكان ذاته، نفس مكان التقاء القطارين «1110 و153» كانت قد وقعت حوادث كنس لسيارات محملة بالبشر، كان آخرها كما يقول أحمد جودة (48 سنة)، من قرية سيلا: «الحوادث مألوفة فى ذلك المكان، لقد بُحّ حسّنا فى المطالبة بعمل «مزلقان» على شريط القطار يسهل للسيارات والناس المرور من فوق القضبان، لأن السنين السابقة شهدت حوادث كثيرة مروعة لعل آخرها أن أحد القطارات السريعة قام بكنس سيارة ملاكى تعثرت أثناء عبورها شريط السكة الحديد، وراح ضحية هذا الحادث أسرة بأكملها من خمسة أفراد». يقول رجب عبدالله الخولى، مدير مدرسة الحرية الابتدائية بمِرعب، إن القطار يهدد حياة التلاميذ، فالمدرسة مجاورة للسكة الحديد، وغالباً ما يضطر أن يحتجز التلاميذ البالغ عددهم 850 فى المدرسة حتى يطمئن أن القطار قد اجتاز المنطقة، وأكد «الخولى» أن القطار يأتى دون إنارة أو حتى تنبيه. أخبار متعلقة: وعاد نزيف القضبان مصابو قطارى الفيوم يروون لـ«الوطن» لحظات الحادث سائقو القطارات ينتقدون هيئة الطرق ويكشفون تعطل أجهزة ATC والسيمافورات رحلة مع «عبدالبديع» سائق قطار: ننتظر السجن أو الموت رفع آثار كارثة الفيوم والاستعانة بونش «100 طن» لفك «تعشيقة» الجرارين الملتصقين تماماً على القضبان «شريهان»عروس القطار.. جهزت الفستان ولوازم الكعك ماتت قبل الزفاف بأيام