وعاد نزيف القضبان

كتب: الوطن

وعاد نزيف القضبان

وعاد نزيف القضبان

بين عشية وضحاها، يصير الحديث عن جودة الخدمة داخل القطارات المتهالكة ذروة «الرفاهية»، فثمة أوقات تجىء يصبح من المستحيل الحصول على مقعد متهالك داخل عربة صدئة ذات نوافذ خلّفت الحجارة على زجاجها لوحة فنية شديدة التعقيد. الملايين تنفق فى كل عهد على تطوير تلك «الشبكة»، لكن لا شىء يوقف نزيف الدم عن السيلان، السائقون والعاملون بالهيئة دائمو الاعتراض والاعتصام، والمسئولون لا يكلون ولا يملون عن إطلاق الوعود بالإصلاح ما استطاعوا، والمصريون يدفعون أرواحهم وأطرافهم، ويحصدون فى الأخير بضعة آلاف لكل قتيل والربع أو الثمن لكل مصاب. عندما يسقط الضحايا تتقاذف التهم، وتتباين الأرقام، المهم هو البحث عن كبش فداء، ربما يكون السائق أو عامل السيمافور، أو مسئول الاتصال، أو حتى جرار القيادة، المهم أن التهم بعيدة كل البعد عن أصحاب الياقات البيضاء، ليصبح الوصول إلى المسئول عن وفاة شاب عشرينى حمل زاده وزواده من قريته إلى المدينة الجامعية فى انتظار امتحانات نصف العام، جريمة فاعلها مجهول، وتمسى العروس التى غيبها الموت قبل زفافها بعدة أشهر ضحية للقضاء والقدر، المهم أن تعد الجهات المسئولة بالتحقيق الفورى، وأن يحال بعض الموظفين إلى التحقيق، ويعاقب آخرون بالخصم، وينعى الوزير ومَن فوقه أسر الضحايا والمصابين، مع وعد لا يموت ولا يتحقق بأن تظل دماؤهم أمانة فى عنقه حتى الممات. أخبار متعلقة: «الوطن» تكشف: القطار السريع حصل على «إذن شغل» بأن الطريق خالٍ مصابو قطارى الفيوم يروون لـ«الوطن» لحظات الحادث سائقو القطارات ينتقدون هيئة الطرق ويكشفون تعطل أجهزة ATC والسيمافورات رحلة مع «عبدالبديع» سائق قطار: ننتظر السجن أو الموت رفع آثار كارثة الفيوم والاستعانة بونش «100 طن» لفك «تعشيقة» الجرارين الملتصقين تماماً على القضبان «شريهان»عروس القطار.. جهزت الفستان ولوازم الكعك ماتت قبل الزفاف بأيام