كواليس القمة الأفريقية: خلافات حول «بوروندى» تؤخر الجلسة الافتتاحية
افتتحت، أمس، أعمال القمة الأفريقية الـ 25، بعاصمة جنوب أفريقيا جوهانسبرج، بحضور عدد من رؤساء الدول ورؤساء الحكومات، أبرزهم الرئيس السودانى، عمر البشير، الذى يعد الرئيس العربى الوحيد من أفريقيا المشارك فى القمة، إضافة إلى رؤساء السنغال وزامبيا وزيمبابوى وسيراليون.
وفرضت جنوب أفريقيا، إجراءات أمنية مشددة، داخل قاعة المؤتمرات، أدى إلى استياء الإعلاميين، حيث منعتهم من استخدام الأسانسير، والتجول بين أدوار قاعة المؤتمرات، إلا فقط فى الدور الثانى تحت الأرضى، الذى خُصص لهم.
وحصلت «الوطن» على بعض كواليس الجلسة المغلقة، للقمة الأفريقية، والتى تسببت الخلافات بداخلها فى تأخير الجلسة الافتتاحية، التى كان مقرراً أن تبدأ فى الحادية عشرة صباحاً، إلا أن الخلافات بين الدول الأفريقية حول الوضع فى بوروندى وجنوب السودان داخل الجلسة التشاورية أجّلت الجلسة الافتتاحية، فضلاً عن مناقشة الرد الأفريقى على طلب المحكمة الجنائية الدولية من جنوب أفريقيا بتوقيف الرئيس السودانى عمر البشير.
وقالت المصادر إن هناك مطالبات من بعض الدول الأفريقية بتعليق عضوية بوروندى وجنوب السودان فى الاتحاد الأفريقى، على خلفية العنف الدائر فى بوروندى بعد إعلان الرئيس بيار نكورونزيزا ترشحه لولاية ثالثة، إضافة إلى العنف الدائر فى جنوب السودان، وهو ما يلاقى رفضاً من بعض الدول.
وقال سامح شكرى، وزير الخارجية، إن الجلسة التشاورية المغلقة للقمة الأفريقية، شهدت تقديم تقرير من ديلامينى زوما رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقى حول عمل القمم الأفريقية وترشيد الوقت وتداول الموضوعات الاستراتيجية وإحالة بعض الاختصاصات إلى المجلس الوزارى حتى لا يضيّع الزعماء الوقت فى تناول الموضوعات الإجرائية وانما بالتركيز على الموضوعات الاستراتيجية والمهمة.
وأوضح «شكرى» فى تصريحات للوفد الإعلامى، أمس، أن الحديث انتقل بالجلسة التشاورية إلى تقديم التقرير الخاص بالهجرة غير الشرعية، حيث كان هناك العديد من المداخلات من ضمنها مداخلة لرئيس أوغندا، يورى موسيفينى، تحدث خلالها عن المشاكل التى نتجت من تدخل الناتو والفراغ السياسى الذى حدث فى ليبيا وأهمية أن يقوم الاتحاد الأفريقى بدعم الحل السياسى فى ليبيا ودعوة الأطراف السياسية النابذة للعنف فى الإطار الأفريقى للتوصل إلى إقامة حكومة وحدة وطنية. ورداً على سؤال حول موقف القمة الأفريقية من طلب المحكمة الجنائية الدولية توقيف الرئيس السودانى عمر البشير، قال سامح شكرى إن هذا الموضوع طرح فى الاجتماع الوزارى أمس فيما يتعلق بدعوة المجموعة الأفريقية والاتحاد الأفريقى لرفع المطالبة سواء المتعلقة بالبشير أو نائب الرئيس الكينى من المحكمة الجنائية الدولية.
وقال «شكرى» إن «محلب» التقى على هامش الاجتماع التشاورى كلاً من رئيسة ليبيريا والرئيس السودانى عمر البشير ورئيس الوزراء الجزائرى ورئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما مرة أخرى ورئيس مالى ورئيس البرلمان الليبى.
وأجرى المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، مداخلة حول البند الخاص بالهجرة، وذلك بالجلسة المغلقة التى عقدت أمس، قال فيها: تمثل حركة الهجرة الدولية إحدى أقدم الظواهر التى أسهمت فى تشكيل التاريخ الإنسانى، ومن أهم العوامل المؤثرة فى التاريخ الاقتصادى للعالم.
على جانب آخر، قال المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، خلال تصريحات للوفد الإعلامى، أمس: «إن قانون الخدمة المدنية الجديد سينسف الواسطة والمحسوبية، وسيعطى لكل شخص وظيفة طبقاً لمعايير من ضمنها أنك لو من الأوائل فلك درجة تمييز لكن ليس بنسبة 100%»، موضحاً أنه بدون هذا القانون ستعود مرة أخرى الواسطة والمحسوبية. وأضاف: «الرئيس عبدالفتاح السيسى، وجه بدراسة تأجيل إصدار البطاقات التموينية للبنزين، على أساس أن تتضمن التوك توك، وسنسرع فى الدراسة». وعندما سأله أحد الصحفيين عن حكم محكمة بجنوب أفريقيا، بمنع سفر الرئيس السودانى، عمر البشير، ضحك «محلب» قائلا: «يعنى هيمنعونا»، وأضاف: «لا يمكن أن يؤثر ذلك على عمل القمة، وقبلها كان هناك تأكيد على احترام الضيوف».