فرحة بين المواطنين: أنقذنا من السوق السوداء
لم يُكتَب له الخروج إلى النور، فمرة يجرى تأجيله لأسباب فنية، وأخرى بقرار رئاسى، ليظل كارت البنزين الذكى محتجزاً، لكن قرار التأجيل هذه المرة أثار فرحة قطاعات واسعة ممن وصفوه بأنه «قرار صائب»، لمنع انتشار السوق السوداء التى كانت على وشك الظهور مجدداً حال تطبيقه، بحسبهم. محمود على، صاحب سيارة ملاكى، كان من أوائل المبادرين للحصول على الكارت الذكى، لكنه أشاد بقرار التأجيل: «فى الأيام الأخيرة الشائعات كترت، وناس كتير كانت محرومة، وتوقعت تحصل كوارث فى محطات البنزين، لكن الرئيس الحمد لله حسمها».
«محمود» سارع للحصول على الكارت قبل اليوم المحدد لتطبيقه بعد أن قضى يومين يتردد على وحدة المرور التابع لها بحى الأميرية، موضحاً أنه دفع 25 جنيهاً كرسوم إصدار الكارت، لكنه أصبح معطلاً لا قيمة له: «الحمد لله خسارة قريبة، ولا مكسب بعيد». يرى الرجل الأربعينى أنه على الحكومة أن تراجع نفسها لوضع منظومة متكاملة، لأن هناك قطاعات كبيرة ستحرم من البنزين بشكل أو بآخر وفق الكارت الجديد، متابعاً: «الناس دى هتوجد منافذ بديلة فى شكل أسواق سوداء، ومش عايزين نعيش أزمة بنزين زى ما حصل قبل كده فى رمضان».
حالة مختلفة عايشها مصطفى زيدان، سائق سيارة تاكسى، الذى خاض محاولات عديدة لاستخراج الكارت لكن دون جدوى: «قدمت على الموقع من شهرين واتصلت بالخط الساخن وأخدوا كل البيانات واستنيت الكارت ومجاش»، موضحاً أنه إذا لم يصدر قرار التأجيل «حاله كان هيقف وبيته هيتخرب»، حسب وصفه. الرجل الثلاثينى طالب الدولة بإعداد منظومة متكاملة بدراسة جميع الحالات، حتى لا يتم حرمان فئة معينة، وبالتالى دفعها لطريق غير مشروع: «التأجيل أبطل مفعول قنبلة موقوتة، كنا هندخل فى متاهة كبيرة لولا تدخل الرئيس»، متمنياً أن يراجع المسئولون جميع الشرائح، وأن تكون الأولوية لمحدودى الدخل والسائقين، مع تحديد سعر ثابت للبنزين فى جميع الأماكن.
الدكتور قاسم منصور، مدير المركز الاقتصادى المصرى، قال إن قرار الرئيس عبدالفتاح السيسى بتأجيل منظومة الوقود قرار صائب وجاء فى وقته المناسب، وفق قوله: «قبل التطبيق لازم تضمن الدولة السيطرة والإحكام وإلا ستخلق المشاكل بين المواطنين»، مشيراً إلى أن معظم المواطنين تهافتوا على إصدار الكارت الذكى، والذى لم يحصل عليه قام بتسجيل البيانات: «فى الفترة الأخيرة كان فيه كلام عن زيادة أسعار الوقود وممكن ده يكون سبب من أسباب التأجيل».