رسميا اتساع دائرة الصراع في الشرق الأوسط
كتبنا -كثيراً- وحذرنا، أكدنا -مراراً وتكراراً- وقُلنا: لا تُعطوا الفرصة -لإسرائيل والقوى الدولية والميليشيات المسلحة- لاتساع دائرة الصراع فى الشرق الأوسط، كشفنا مآلات كثيرة ومُحددات أكثر تساعد على زيادة حدة الصراع.. لكن لا أحد استجاب، ويبدو أنه لن يستجيب أحد مهما كتبنا ومهما حذرنا ومهما قُلنا.
موقف «مصر» الرسمى -شريف وصادق وأمين- واضح وضوح الشمس من بداية المواجهات بين إسرائيل وحركة حماس فى (٧ أكتوبر الماضى)، «مصر» قالت كلمتها بصوت عالٍ: أوقفوا الاعتداءات الإسرائيلية وأعطوا حقوق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولة فلسطينية مُستقلة على حدود ما قبل (٥ يونيو ١٩٦٧) وعاصمتها القدس الشرقية، ولا تزيدوا من اتساع دائرة الصراع، بل أوقفوا الصراع ولا تسمحوا بزيادة حدته وانتشاره.
لكن تبدلت المواقف الدولية بعد المساندة العلنية والمساعدات المستمرة من الولايات المتحدة الأمريكية للاحتلال الإسرائيلى، مساعدات فى كافة المناحى الدبلوماسية والخارجية وفى المنظمات الدولية، ومساعدات عسكرية ومساعدات مالية بالمليارات فى كل الأوقات وبلا ضابط ولا رابط.
دخل على خط المواجهات الإسرائيلية وحركة حماس أطراف عدة، أطراف لها أهدافها ومطامعها، أطراف لا تُقدِّر ما تفعله، أطراف متهورة لأن فى يد عناصرها المدرَّبين على القتال سلاح بلا حدود، وزُرعت فى عقولهم عقيدة قتالية فاسدة مُتقلبة مرجعها هوى فى نفس قادتها، هذه الأطراف تلعب بالنار دائماً وتهوى الشعارات الرنانة الخادعة للشباب الصغير.. مع سخونة الأحداث فى غزة دخلت -رسمياً على الخط- ميليشيات مُسلحة فى العراق وسوريا ولبنان واليمن فى مواجهات مع إسرائيل، فأصبحنا بين قوتين هما:
- إسرائيل (معها دعم صريح من أوروبا والغرب وأمريكا).
- حركة حماس (معها قوى دولية تمتلك ميليشيات مسلحة فى ٤ دول عربية)، ويقف مع هذه القوى الدولية قوى أخرى كبرى تهدف لإشغال الغرب عن المواجهات فى أوكرانيا.
(مؤتمرات دولية، تصريحات صحفية، اجتماعات دورية) كل هذا يتم على أصوات القنابل الفوسفورية والصواريخ الذكية التى تُطلقها إسرائيل على الأشقاء الفلسطينيين فى قطاع غزة.. هذا هو حال منطقة الشرق الأوسط فى ظل رائحة الدم المنتشرة فى أرجاء غزة، لكن ومع ذلك التحذيرات ما زالت مستمرة من اتساع دائرة الصراع، لكن هناك مِن القوتين مَن يدفع نحو اتساع دائرة الصراع عن عمد، هناك مَن يستفيد من ذلك ويريد استمرار هذا الوضع لتحقيق مصالحه وأهدافه، ومع مرور الوقت أدركنا بأن القوتين هدفهما استمرار الصراع واتساعه.
وبعد وصول عدد الشهداء الفلسطينيين إلى (٣٩) ألف شهيد، وما يقرب من (٣٠٠) يوم على عدوان غاشم على غزة، زادت حدة الصراع ودخلت الميليشيات على الخط، وزادت المساعدات الأمريكية، واشتعل مضيق باب المندب، وجنوب لبنان فيه صدامات، وهضبة الجولان اشتعلت بعد سقوط صاروخ على ملعب كرة قدم فى قرية «مجدل الشمس» مما أدى لمقتل (١٢) شخصاً صغار السن.. رد الفعل الإسرائيلى السريع جاء على لسان رئيس أركان الجيش الإسرائيلى «هيرتسى هاليفى» الذى قال إن قواته جاهزة للاستعداد للمرحلة التالية من الحرب فى الشمال، ونعرف بالضبط مَن أطلق الصاروخ بعد أن فحصنا بقاياه ونعرف نوعه.