وزير الصحة الأسبق عادل العدوي لـ«الوطن»: قضاء مصر على فيروس سي تجربة ملهمة |حوار

كتب: مريم الخطري

وزير الصحة الأسبق عادل العدوي لـ«الوطن»: قضاء مصر على فيروس سي تجربة ملهمة |حوار

وزير الصحة الأسبق عادل العدوي لـ«الوطن»: قضاء مصر على فيروس سي تجربة ملهمة |حوار

استعرض عادل العدوي وزير الصحة الأسبق أحد رواد القضاء على فيروس سي في مصر، تجربة مصر الرائدة في القضاء علي فيروس سي، والتي استمرت لسنوات طويلة كما وصفها.

وقال وزير الصحة الأسبق خلال حواره لـ«الوطن» إنَّ رحلة مصر في القضاء على فيروس سي هي رحلة ملهمة استطاعت مصر تحويل الأرقام من الدول الأولى إصابة إلى الأقل معدلات إصابة، موضحًا أنَّ هناك عدد من التحديات الهامة التي واجهت مصر خلال رحلتها ومنها سعر الكورس العلاجي لفيروس سي، وتصنيع علاج فيروس سي في مصر ونجحنا في التصنيع وعلاج المواطنين دون تحملهم أي أعباء مالية بفضل حملة «100 مليون صحة» والتي استطاعت إجراء مسح سكاني لم يحدث على مستوى العالم. وإلى تفاصيل الحوار: 

** بداية.. كيف تري اليوم العالمي للكبد خاصة أن مصر ظلت سنوات تحارب «فيروس سي» ؟

العام الماضي احتفلنا بالحصول علي مصر خالية من فيروس سي بشهادة معتمدة من منظمة الصحة العالمية، وهي قصة نجاح ملهمة وأصبحت حديث العالم، خاصة مع قدرتها على إجراء مسح شامل وكبير بهذا الشكل علي المواطنين من خلال مبادرة طوق النجاة التي وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي بها وهي مبادرة 100 مليون صحة، واليوم نحتفل باليوم العالمي للكبد وهو يوم مهم لعرض تجربة مصر وتذكيرنا جميعا بأهمية الحفاظ علي خلو مصر من فيروس سي والإجراءات الصحيحة التي يجب القيام بها لعدم العودة مرة أخرى إلى أعلى معدلات الإصابة والحفاظ على هذا النجاح.

** متي بدأ علاج أول مريض من فيروس سي؟

في عام 2014 كانت الرحلة الحقيقية مع علاج أول مريض من الالتهاب الكبدي سي، بعد ذلك تمّ إجراء مسح صحي سكاني ظهرت نتائجه في يناير 2015 واتضح من خلال عدد من الأمور من بينها علي سبيل المثال أنَّ الفئة العمرية من 15 إلى 59 عامًا يتفشى بينهم المرض بنسبة تخطت الـ9%، ومعنى ذلك «أن هناك حوالي من 6 إلى 7 مصابين بالفيروس وهذا رقم كبير جدًا».

** ما تحديات رحلة مصر في القضاء على فيروس «سي»؟ وكيف تمّ مواجهتها؟

رحلة مصر للقضاء علي فيروس سي كانت طويلة جدًا ومرت بعدد من التحديات الصعبة، أهمها سعر علاج فيروس سي والذي وصل الكورس العلاجي له إلى نحو مليون جنيه، وكانت هناك توجيهات مشددة لتوفير العلاج وتمّ التواصل مع الشركات العالمية لتخفيض سعر العلاج، وتحملت تكلفته الدولة المصرية حتى وصل إلى 10 آلاف جنيه، وكانت هناك رغبة ملحة لضرورة تصنيع مصر لعلاج فيروس سي، وكان هذا تحدي أكبر، وتمّ التواصل مع الشركات الدوائية والتركيز على ضرورة تصنيع علاج لفيروس سي وقد تمّ بالفعل.

** وماذا عن مبادرة «100 مليون صحة»؟

مبادرة 100 مليون صحة هي المبادرة الأولى من نوعها على مستوى العالم التي استهدفت القضاء على فيروس التهاب الكبد الوبائي باعتباره تهديدًا للصحة العامة، وشملت الفحص الطوعي المجاني لفيروس التهاب الكبد الوبائي لجميع المقيمين في مصر الذين تبلغ أعمارهم 18 عامًا فما فوق، ووصل عدد الذين تمّ فحصهم إلى 62 مليون شخص، وقدمت العلاج المجاني للحالات المؤكّدة، إذ عالجت أكثر من 4 ملايين مواطن من فيروس التهاب الكبد الوبائي وجميعها أرقام وأزمنة قياسية بجميع المعايير الدولية، وأصبحت التجربة المصرية نموذجًا تتحدث عنه الجهات الصحية في العالم، وتقتدي به البلدان التي تعاني من انتشار ذلك المرض بها ووطأة تبعاته على الصحة العامة لمواطنيها.

** ماذا عن الفرق الطبية التي شاركت في حملة بهذا الحجم؟

كانت ملحمة من قبل الفرق الطبية إذ أن التدريب كان يتمّ ليلًا ونهارً، وشارك في الحملة أكثر من 60 ألف من العاملين بقطاع الرعاية الصحية، واعتمدت مصر في برنامجها للقضاء على فيروس التهاب الكبد الوبائي استراتيجية علمية متطورة ومتكاملة ارتكزت على عناصر رئيسية بينها الالتزام السياسي بالصحة العامة من خلال زيادة الإنفاق على الرعاية الصحية، ووضع استراتيجية تضمن وصول رعاية صحية وطنية شاملة وطويلة الأجل إلى جميع قطاعات المجتمع.


مواضيع متعلقة