البترول وتأثيره

تابع المصريون أخبار زيادة أسعار البترول باستغراب فى البداية، ثم أخذت الدهشة تخف رويداً رويداً، حتى تلاشت بالتزامن مع شرح المسئولين لخطوات كانت غائبة، ومغيبة عنهم، وهو ما يستحق الإشادة، حيث يطمئن المواطن من جهة ويتحقق أمل الحكومة فى فهم الموقف ودعم المواطن لها.

وقد أعلنت أسعار البترول والبنزين بمختلف درجاته إضافة إلى بقية مشتقات النفط. بمنتهى الشفافية كشفت الدولة عن مساهمتها فى تخفيف العبء عن المواطنين بدعم البترول وتحمل مبالغ طائلة يفرضها هذا الدعم.

وقد شرح المسئولون الصعوبات التى تواجهها الدولة بسبب ارتفاع سعر النفط ارتفاعاً يفوق الخيال نتيجة الأزمات التى يمر بها العالم، والتي تنعكس على الأسعار وفى القلب منها أسعار البترول، فقد نجمت عن الحرب الروسية الأوكرانية أزمة طاحنة لتوقف إنتاج البترول الروسى، وهو ما انعكس سلباً على كافة الدول ومنها بالطبع مصر.

ومن جهة ثانية ساهم التوتر المستمر في البحر الأحمر فى توقف استخراج النفط، وكذلك تصديره للدول التى تحتاج إليه، إضافة بالطبع إلى اشتعال حرب الإبادة التى تشنها الدولة الصهيونية على أشقائنا الفلسطينيين فى قطاع غزة، وأحياناً فى الضفة الغربية.

فكانت وما زالت الآثار السلبية بتوقف استخراج النفط من المياه الإقليمية لمصر فى البحر الأبيض المتوسط، ناهيك عن توقف حركة الاستيراد نتيجة خطورة الوضع فى المنطقة، ورغم كل هذه المصاعب التى ليس لها مثيل فقد صمدت مصر وواصلت إنجازاتها فى مشروعات التنمية وحققت الكثير لمواطنيها.

وتجدر الإشارة إلى أن دعم الدولة للنفط ومشتقاته استمر رغم ارتفاع أسعاره فى كافة أنحاء العالم، وهى لا تقارن بأسعارنا التى لا تصل إلى ربع مثيلاتها، إضافة إلى ارتفاع سعر الدولار، العملة التى يتعامل بها الجميع.

وأتوقف هنا عند تعميم الدعم أياً كان الوضع الاقتصادي للمستفيد من الدعم، فقد لفت نظرى أن أصحاب المصانع، شديدى الثراء بالطبع، هم أكثر المستفيدين من دعم الطاقة ربما بأضعاف أضعاف ما يحظى به نحو ٨٠٪ من المواطنين.

وأتوقع أن تلتفت الدولة لهذه النقطة فتحدد أسعاراً للمصانع الكبيرة تقترب من أسعار الشراء أو التكاليف الحقيقية، مع استمرار الدعم لكل ما يفيد المواطن محدود الدخل ويخفف عن كاهله.. وما يحمل على التفاؤل النهج المحترم الذى تتخذه الدولة بإطلاع المواطن على أى مشكلة بشفافية تامة، فهنا فقط يقتنع بما يسمعه منها ويتفهم الظروف ومن ثم يساندها بكامل قوته وإمكانياته.

إن مساندة الدولة فى مساعيها للحصول على البترول وتزويد محطات الكهرباء بما تحتاجه منه لمنع انقطاع الكهرباء أو تخفيف الأحمال التى عانينا ونعانى منها خلال موجة الحر التى لم يسبق لها مثيل، التزام وطنى.. إن الشفافية التى تنتهجها الدولة فى هذه الظروف بالغة الصعوبة بالنسبة للعالم أجمع هى السبيل الأمثل لمواصلة طريق التقدم والبناء وتلبية احتياجات المواطن الذى يستحق، عن جدارة رعاية الدولة وتحقيق العدالة الاجتماعية التى رفع الرئيس السيسى رايتها منذ شاورت عليه قلوبنا جميعاً فى ثورة يونيو المجيدة.