دكتور أيمن الرقب يكتب: مستقبل غزة بعد الحرب.. رؤية سياسية جديدة وتحديات تنفيذية

دكتور أيمن الرقب يكتب: مستقبل غزة بعد الحرب.. رؤية سياسية جديدة وتحديات تنفيذية
لقد طرحت إسرائيل عدة سيناريوهات لمستقبل غزة، بما في ذلك بقاء الاحتلال الإسرائيلي في القطاع لفترة طويلة، والترتيبات الأمنية التي تهدف إلى ميلاد قوة فلسطينية غير معادية للاحتلال الإسرائيلي. ولكن حتى الآن، لم تنجح أي من هذه السيناريوهات في تحقيق الهدف المطلوب، حيث باءت معظم المحاولات بالفشل، خاصة تلك المتعلقة بتعزيز دور العشائر.
في هذا السياق، طرح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت خطة جديدة تسمى "الجزر الإنسانية والفقاعات الأمنية"، والتي تقوم على تقسيم غزة إلى أربعة وعشرين منطقة، بحيث يكون هناك في البداية إشراف إسرائيلي على هذه المناطق، ومن ثم يتم تسليمها إلى قوات دولية تدريجياً.
وقد جرى مناقشة هذه الفكرة خلال جولات بين الإسرائيليين والأمريكيين، مع طرح وجود قوات دولية تضم جزءًا من القوات العربية، ولكن بوجود إشراف إسرائيلي.
ومع ذلك، لم تلق هذه الخطة قبولاً عربياً أو دولياً حتى الآن، إذ يعتبر الفلسطينيون والمقاومة الفلسطينية هذه الخطوة بمثابة احتلال جديد متعدد الجنسيات.
وأعلنت الدول العربية بشكل واضح خلال قمة المنامة رفضها لهذا الطرح، مؤكدةً على ضرورة وجود قوات دولية للفصل بين الفلسطينيين والإسرائيليين على غرار قوات اليونيفيل في لبنان، بهدف حماية الشعب الفلسطيني من الاحتلال الإسرائيلي، وليس للسيطرة الأمنية على قطاع غزة.
يحاول الاحتلال الإسرائيلي، حتى اللحظة، إيجاد ترتيبات لليوم التالي للحرب دون تحقيق تقدم ملموس.
ولذلك، تم طرح فكرة نشر قوات دولية كإحدى البدائل الممكنة.
هذا الموضوع كان جزءًا من النقاشات التي تمت في القاهرة والدوحة، ولم يحظ بقبول فلسطيني أو عربي.
ووسط هذا التخبط، يظهر أن هناك بدائل متعددة تُطرح، مثل بقاء الاحتلال في قطاع غزة أو إعادة بناء بعض المناطق وفقًا لوجهات نظر المتطرفين داخل إسرائيل.
ولكن يبدو أن هذه البدائل لن تنجح في التنفيذ، لذلك، يبقى الحل الوحيد المتاح هو انسحاب إسرائيل من قطاع غزة وتسليم الإشراف إلى قوات دولية، مع ترتيبات أمنية تتيح وجود قوات فلسطينية، سواء من السلطة أو بتنسيق آخر.