أسباب اضطرابات بنجلاديش.. من مظاهرات طلابية إلى انتفاضة ضد الحكومة

كتب: محمود هاني

أسباب اضطرابات بنجلاديش.. من مظاهرات طلابية إلى انتفاضة ضد الحكومة

أسباب اضطرابات بنجلاديش.. من مظاهرات طلابية إلى انتفاضة ضد الحكومة

تشهد بنجلاديش احتجاجات في جميع أنحاء الدولة، هي الأسوأ منذ عقود، وكانت شرارتها قبل شهر في الحرم الجامعي، حيث احتج الطلاب على إعادة تطبيق نظام الحصص الوظيفية في الخدمة المدنية الذي يقولون إنه تمييزي ويصب في مصلحة «حزب رابطة عوامي» بقيادة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة واجد، التي تحكم الدولة منذ أكثر من 20 عاماً.

سقوط 115 قتيلا

وقابلت الشرطة البنجالية الاحتجاجات بعنف شديد، حيث كشفت صحيفة الجارديان البريطانية أنها تلقت أوامر بإطلاق النيران مباشرة على المتظاهرين، ما أسفر عن سقوط 115 قتيلا، فيما وصلت أعداد المصابين إلى الآلاف.

بينما قال المتحدث باسم الشرطة البنجالية إن 150 شرطياً على الأقل نُقلوا إلى المستشفى، وتلقى 150 آخرون الإسعافات الأولية، مضيفاً أن المتظاهرين اعتدوا على بعض عناصر الشرطة ضرباً حتى الموت.

فرض حظر تجوال وقطع الاتصالات

وفرضت الشرطة حظر تجوال شامل من المتوقع أن يستمر حتى صباح الأحد، في حين تحاول قوات الأمن السيطرة على الوضع الأمني ​​المتدهور بسرعة، والمظاهرات المندلعة في كل مكان مع انتشار قوات الجيش، وقيامهم بدوريات في شوارع العاصمة.

وتم رفع حظر التجوال لفترة وجيزة بعد ظهر السبت للسماح للناس بأداء المهمات الأساسية، ولكن بخلاف ذلك أمرت الحكومة المواطنين، بالبقاء في منازلهم وتم حظر جميع التجمعات والمظاهرات، كما قطعت الحكومة الاتصالات، مع حظر الوصول إلى الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي منذ ليلة الخميس.

أسباب الاحتجاجات

ويكمن السبب وراء الأزمة والاحتجاجات العنيفة التي تشهدها بنجلاديش إعادة المحكمة العليا العمل بنظام التخصيص، الذي تم إلغاءه في عام 2018 من حكومة حسينة واجد، والذي يمنح 30% من الوظائف الحكومية إلى أبناء المحاربين القدامي في حرب التحرير ضد باكستان في عام 1971، ويندد المتظاهرون باستخدام هذه الحصص وسيلةً لمكافأة الموالين لحزب رابطة عوامي، وفقا لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

في هذا الأسبوع، انتشرت الاحتجاجات من الجامعات إلى ما هو أبعد من الحرم الجامعي وتحولت إلى حركة أكبر ضد حكومة حسينة واجد، التي يتم اتهامها بالاستبداد بالحكم وتقييد الديمقراطية وإساءة استخدام مؤسسات الدولة لتعزيز قبضتها على السلطة، بما في ذلك القتل خارج نطاق القضاء الذي يستهدف ناشطين في المعارضة.

تحول الاحتجاجات من ضد نظام التخصص إلى إسقاط الحكومة

وفي نفس السياق قال شفقت محمود، أحد الطلاب المحتجين من أوتارا، أحد أحياء دكا، إن هذا لم يعد مجرد احتجاج طلابي، بل اضطرابات مدنية على مستوى البلاد أشبه بـ«حرب أهلية».

وزعم محمود أنه بعد قطع الحكومة للإنترنت ليلة الخميس، تحولت الشرطة من استخدام الرصاص المطاطي إلى استخدام الذخيرة الحية، ووصف كيف تعرض هو وزملاؤه المحتجون للهجوم يوم الجمعة من قبل أنصار الحكومة الذين كانوا يحملون أسلحة بيضاء وبنادق وشاهدوا الحافلات التي تحمل القتلى في أعقاب ذلك.

وقال «منذ أن بدأت قوات الحكومة في مهاجمتنا بعنف، انضمت عائلاتنا إلينا في الاحتجاجات، كانت معركتنا في البداية من أجل الحصص، ولكن بعد أن شهدنا الوحشية والقسوة التي هاجمت بها الشرطة المتظاهرين، أصبح الأمر الآن من أجل التغيير، نحن نسير من أجل استقالة هذه الحكومة» وفقا لصحيفة «الجارديان» البريطانية.

وتعليقا على ذلك قال بياربراكاش، مدير مكتب آسيا في مجموعة الأزمات الدولية: «إن الوضع خطير جداًً ولكن المظاهرات المندلعة في بنجلاديش مهمة جداً، وقد تكون التحدي الأكبر لنظام رابطة عوامي «حزب الشيخة حسينة» منذ وصوله إلى السلطة

وعد «براكاش» أن الحكومة هي التي تسببت في الأزمة، وأوضح لوكالة الصحافة الفرنسية: «بدلاً من محاولة الاستجابة لمطالب المتظاهرين، أدت تصرفات الحكومة إلى تفاقم الوضع».

فيما اجتمع ممثلون من الحكومة والحركة الطلابية، في وقت متأخر من يوم الجمعة في محاولة للتوصل إلى حل، حيث طالب العديد من قادة الطلاب بإصلاح كامل لنظام الحصص وإعادة فتح الجامعات.

وقال وزير القانون والعدل أنيس الحق في وقت متأخر من يوم الجمعة إن الحكومة منفتحة على مناقشة مطالبهم.


مواضيع متعلقة