الكرة الآن في ملعب «الحزب الديمقراطي الأمريكي»
هيا بنا نبدأ «سؤال وجواب».. ماذا يدور داخل «الحزب الديمقراطى الأمريكى»؟ يدور صراع شرس بين الأعضاء.. ما أسباب هذا الصراع؟
الأداء السيئ لـ«الرئيس بايدن» خلال المناظرة مع «ترامب» والتى كانت سبباً فى تفجير الصراع الصامت بين كبار قيادات الحزب الذين أصبحوا يخشون من خسارة الحزب انتخابات الرئاسة وبالتالى خسارة الأغلبية فى الكونجرس والمحكمة العليا، وبالتالى ستكون هذه هى أكبر خسارة فى تاريخ الحزب وستُدخل الحزب فى أزمة داخلية طاحنة.. من هم قيادات الحزب الذين يتصارعون؟
يبدو أن هناك أجنحة كثيرة داخل الحزب تتصارع للحفاظ على وجودها ومصالحها ومناصبها، سواء فى البيت الأبيض أو فى الكونجرس بمجلسيه «النواب والشيوخ»، وصراع بين حُكام الولايات الذين يطمحون للبقاء فى مواقعهم.
وصراع جديد طفا على السطح مؤخراً -الصراع الأشرس- وهو عزم الرئيس الأمريكى السابق «باراك أوباما» على استغلال سيطرته على قواعد الحزب فى جميع الولايات للضغط على «بايدن» لعدم الترشح مرة أخرى، حتى يتم ترشيح زوجته «ميشيل أوباما» للرئاسة.
خاصة أنها لديها شعبية طاغية فى الأوساط السياسية ولدى قواعد الحزب، وهى محامية شهيرة ولديها كُتب وتولت منصب مديرة جامعية وقادرة على هزيمة «ترامب».
هل هناك دور لـ«نانسى بيلوتسى» رئيسة مجلس النواب السابقة فى إقناع «بايدن» بعدم الترشح مرة أخرى؟
نعم لأنها تحاول لعب دور مُزدوج لصالحها فقط، خاصة أنها من كبار قيادات الحزب الديمقراطى ولديها علاقات وطيدة مع كل من «أوباما» و«بايدن» وهى تريد إبعاد «بايدن» على أمل إمكانية ترشحها هى ضد «ترامب».
لكن النقاشات فى الحزب توافقت على عدم ترشحها لكبر سنها -(84) عاماً- وهى بذلك أكبر سناً من «بايدن»، وحينما أدركت ذلك عملت على التحالف مع «أوباما» وكسب ثقته ومجاملته ودعم زوجته وقامت بإبداء النُصح لـ«بايدن» لعدم الترشُح حتى يتم الدفع بـ«ميشيل أوباما» مُتحججة بأنها القادرة على لم شمل الحزب خلفها وما زال سنها (61) عاماً.
إذن (الكرة الآن فى ملعب «الحزب الديمقراطى»)، هكذا يقولون فى الأوساط السياسية الأمريكية، فقد زادت الاحتمالات التى تفترض عدداً من المرشحين للرئاسة داخل الحزب الديمقراطى، لكن -على ما يبدو- أن كل ذلك لن يتحقق إلا بعد خروج «بايدن» شخصياً ليُعلن للرأى العام الأمريكى عن عدم ترشحه.
من هنا سيبدأ تنفيذ هذه الاحتمالات، وحتى الآن لم يقتنع بايدن بنسبة (100%) بعدم ترشحه، وكل ما حدث عبارة عن نصائح وُجهت له من قيادات بالحزب الديمقراطى فقط.. دستورياً لا بد أن يخرج «بايدن» ويُعلن بنفسه عن عدم استكماله للسباق الرئاسى.
ومن الواضح أن الحزب الديمقراطى يمر بأكبر أزمة فى تاريخه، فحتى لو أعلن «بايدن» عدم ترشحه سيكون هناك ما يقرب من (100) يوم فقط على الانتخابات الأمريكية، وهى مدة قليلة جداً لكى يتم الترويج لمرشح الحزب الجديد.
لكن هناك مجموعة أسئلة تتبادر فى أذهان الديمقراطيين، ومنها: ما إمكانية ترشح «كامالا هاريس» خلفاً لـ«بايدن»؟ وهل سيتم التضحية بها ويخرج «بايدن» من السباق وهو يأخذ فى يده نائبته «هاريس»؟
بالتأكيد يعلم قادة الحزب الديمقراطى بأن «هاريس» لديها أنصار ومؤيدون، خاصة الأمريكان من أصول أفريقية وآسيوية، ولديها مؤيدون فى صفوف الشباب، وأيضاً هى قادرة على معرفة كواليس المتبرعين ورجال الأعمال الذين قرروا حجب تبرعات بلغت قيمتها (90) مليون دولار فى انتخابات الرئاسة القادمة، لكنها تفتقر للشعبية الجارفة وستدفع ثمن فشل «بايدن» ودورها المحدود طيلة الأربع سنوات الماضية.. ماذا عن المرشحين الآخرين؟
وهل هناك وجوه جديدة قادرة على العمل خلال الـ(100) يوم الباقية للفوز على «ترامب»؟ هناك حاكم ولاية كاليفورنيا «جافين نيوسوم» وهو (عمدة سان فرنسيسكو سابقاً) وخدم لفترتين كنائب حاكم ويُعتبر من كبار جامعى التبرعات للحزب الديمقراطى، لكنه أعلن منذ فترة عن نيته خوض الانتخابات الرئاسية عام (2028) وليس انتخابات (2024) ومن الممكن أن يُغير رأيه ويترشح أمام «ترامب»، لكنه أولاً لا بد أن يحظى بتأييد الحزب، فهل سيرشحه الحزب أم أن الترشح لن يخرج من بين اسمين اثنين هما (ميشيل وهاريس)؟.. دعونا ننتظر.