رامي المتولي يكتب: أين السينما؟

رامي المتولي يكتب: أين السينما؟
لا يمكن إنكار التطور الملحوظ فى فعاليات الدورة الثانية من مهرجان «العلمين»، خاصة مع التوسّع فى الحفلات الغنائية وبرمجة حفلات تضم أسماءً جديدة لم تكن موجودة العام الماضى، واستمرار أسماء شاركت فى الدورة الأولى، هذا إلى جانب التعاون مع وزارة الثقافة بكل خبراتها فى تنظيم الفعاليات الثقافية والفنية، وكذلك التعاون مع الشركة «المتحدة» للخدمات الإعلامية التى تُعد شريكاً وداعماً رئيسياً للمهرجان، واستحداث مهرجان جديد للأطفال تحت عنوان «نبتة»، وزيادة عدد المسرحيات المقدّمة خلال الدورة الثانية، إلى جانب الاهتمام بالورش والتدريب للكبار والصغار، أيضاً هناك مهرجان للطعام ومهرجان رياضى، إلى جانب الأنشطة الخدمية، مثل الشاطئ العام وتبرّع بجزء كبير من إيرادات المهرجان لدعم قطاع غزة وغيرها من أنشطة الخدمة المجتمعية التى تتخطى الحدود المحلية.
كل هذا يسير مع الطفرة الإنشائية المستمرة من العام الماضى، حيث ظهرت آثار البناء والتطور على مبانى المدينة الجديدة وممشاها السياحى، ولكن رغم كل هذا التطور على عدد كبير من الأصعدة، فإن هناك مجالاً غير ممثل فى مهرجان العلمين، وهو السينما، التى تُعد واحدة من أهم القوى الناعمة فى مصر، حتى فى أضعف حالاتها كصناعة، فهى تحمل من التأثير الكثير على النطاقين المحلى والإقليمى.
تحتاج المدينة والمهرجان إلى أن يتم توثيق التجربتين المتصلتين عن طريق السينما، فالجهود الضخمة التى أسفرت عن إزالة الألغام الباقية منذ الحرب العالمية الثانية، تحتاج إلى فيلم وثائقى يكشف حجم الجهود المبذولة فى هذا المجال ومدى صعوبة الإنجاز وتحدى المشكلة التى حالت دون تطوير المنطقة لسنوات، يحتاج المهرجان أيضاً إلى فيلم يوضح إلى أى مدى أسهم فى دعم المدينة وأظهر صورتها فى أفضل حال.
ليست فقط الأفلام الوثائقية هى المجال المعبّر عن المدينة، ولكن هناك مجالات متعدّدة يمكن للسينما أيضاً أن تدعم المهرجان من خلالها، أولها وجود الأفلام المصرية فى عروض، سواء أفلام كبار النجوم الراحلين أو الأفلام الحديثة، مع تنظيم ندوات أو لقاءات مفتوحة مع المتخصّصين والنجوم للحديث عن هذه الأعمال ومدى تأثيرها، وأن تتحول هذه الندوات إلى حلقات تليفزيونية من البرامج الشهيرة، وهذه ربما تكون واحدة من المجالات التى يمكن من خلالها استخدام تأثير السينما لدعم السياحة والثقافة والتعبير عن مصر، خاصة مع وجود حركة سياحية كبيرة، سواء داخلية أو خارجية.
إضافة برنامج سينمائى للمهرجان سيكون بالتأكيد داعماً، ويمنحه منحى مختلفاً ويدفع بشكل مهم من أشكال الفنون المهمة وصناعتها إلى صدارة المشهد، وليس هناك أى شك أن التطور الكبير الذى يلحق بالمهرجان حتى فى أثناء انعقاده لهو مؤشر على أنه ربما فى المستقبل القريب ستكون السينما جزءاً لا يتجزّأ من برامجه المتنوعة