محمود فوزي السيد يكتب: «العلمين».. فن إدارة مواهب «ولاد البلد»

محمود فوزي السيد يكتب: «العلمين».. فن إدارة مواهب «ولاد البلد»
تبقى دائماً قدرات المواطن المصرى هى الرهان الرابح فى كل تحدٍّ يجد المصريون أنفسهم أمامه، وهو ما يجعل من أصحاب الموهبة بيننا الأكثر طلباً فى كل الأحداث الفنية التى تقام من حولنا فى منطقتنا العربية، وهو ما يبرر تميز العازف المصرى -على سبيل المثال- فى حفلات كبار نجوم الأغنية العربية، المصريين منهم والعرب، فى كافة المهرجانات الغنائية التى تشهدها منطقتنا العربية، وكذلك استعانة العديد من صُناع المهرجانات والاحتفالات فى كل أنحاء العالم العربى بالعقول والشركات المصرية لتنفيذ معظم الأعمال لضمان وجود كافة عوامل الإبهار التى تضمن نجاح تلك الاحتفاليات أو المهرجانات.
هنا بالتحديد أتوقف قليلاً أمام نقطة أرى فيها أحد أهم عوامل القوة فى النسخة الجديدة من مهرجان العلمين؛ وهى الخاصة بموقف الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بالاعتماد على العقول والمواهب والأيادى العاملة المصرية الخالصة فى تنفيذ كافة نسخ المهرجان وفعالياته؛ وهو ما أطلق عليه «فن إدارة مواهب ولاد البلد» وإتاحة الفرصة للإبداع وصناعة الكفاءات والكوادر الشبابية.
فالمتابع لمهرجان العلمين الذى وُلد كبيراً ويشهد فى دورته الحالية تطوراً ملحوظاً على كافة المستويات يجد أن العقول المفكرة لكل فعاليات المهرجان، بداية من الفكرة إلى التخطيط ثم التنفيذ هم من المواهب المصرية المشهود لها بالكفاءة؛ وهو الأمر الذى آتى ثماره بحالة الرواج والنجاح التى نتابعها يومياً على أرض المهرجان، وكذلك فى حالة الاهتمام الإعلامى العربى غير المسبوق والمتمثل فى تصدُّر كل فعاليات المهرجان لعناوين كبريات الصحف العربية بشكل يومى.
ومنذ حفل الافتتاح الرسمى للمهرجان، والذى بدأ باستعراض عالمى قدمته المطربة دينا الوديدى على أنغام أغنية Viva Palestina ورقصة «أصحاب الأرض» الفلسطينية الشهيرة؛ ومن بعدها حفل الفنان الكبير محمد منير؛ وجدنا حالة من الإبهار، بداية من تصميم المسرح والاستعراضات والإضاءة والصوت والألعاب النارية والتصوير والإخراج؛ وكل ذلك تم بفكر وأيادٍ مصرية خالصة تنتمى جميعها للشركة المتحدة التى تختار الأنسب والأصلح لتنفيذ أفكارها على كافة المستويات.
كذلك تأتى فكرة تنوع فعاليات المهرجان ما بين الغنائى والثقافى والرياضى بأنشطة ممتدة طوال ساعات النهار وإلى الساعات الأولى من الصباح؛ سواء باستعراضات من الفلكلور مثل «التنورة» فى الأماكن العامة؛ وإقامة البطولات الرياضية مثل «البادل وسباقات السيارات؛ والتجديف؛ وكرة السلة والطائرة»، وصولاً إلى الحفلات الغنائية فى المساء؛ وغيرها من الأنشطة المختلفة.
لتؤكد من جديد على قدرة المواهب المصرية على إدارة مهرجان ضخم بهذا الحجم؛ فكل القائمين على تنظيم تلك الفعاليات والأنشطة من المواهب المصرية التى أثبتت نجاحها بجدارة فى تنظيم كل هذا الكم من الفعاليات بشكل يومى ولمدة 50 يوماً هى عمر المهرجان؛ دون الحاجة فى وقت من الأوقات أو تحت أى ظرف من الظروف إلى الاستعانة بخبرات أو شركات أجنبية يتم استيراد أفكارها أو معداتها؛ على العكس تماماً كل الشركات العاملة فى المهرجان -سواء فى الإضاءة أو تصميم المسارح أو الصوت أو الألعاب النارية- جميعها شركات مصرية خالصة.
وكذا فرق التصوير والإخراج والمونتاج وتنظيم المسرح، وهو الدور الوطنى الذى تحرص الشركة المتحدة على القيام به من خلق فرص عمل وفتح مجالات أوسع أمام المواهب والقدرات المصرية التى نجحت فى الاختبار واستطاعت كسب الرهان بإثبات قدرتها على تنفيذ المستحيل إذا ما أتيحت لها الفرصة؛ وهو ما نشاهده بشكل يومى، وعلى مدار الساعة بالفعل، على أرض الواقع فى مهرجان بلدنا «مهرجان العلمين».