دراسة جديدة تكشف مفاجأة: أزمة المناخ تجعل الأيام أطول

دراسة جديدة تكشف مفاجأة: أزمة المناخ تجعل الأيام أطول
كشفت صحيفة «الجارديان» البريطانية أن التحليلات الأخيرة تشير إلى أن أزمة المناخ تتسبب في زيادة طول كل يوم، حيث يؤدي ذوبان الجليد القطبي الشامل إلى إعادة تشكيل الكوكب؛ إذ أكد العلماء أن هذه الظاهرة هي دليل على كيفية تأثير أفعال البشر على تحويل الأرض، بما ينافس العمليات الطبيعية التي كانت موجودة منذ مليارات السنين.
تفاصيل ما كشفته الدراسة البحثية
ويحدث التغير في طول اليوم على نطاق جزء من الألف من الثانية، ولكن هذا كافٍ لتعطيل حركة الإنترنت والمعاملات المالية والملاحة عبر نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، والتي تعتمد جميعها على ضبط الوقت بدقة.
وبحسب الصحيفة البريطانية، إن طول يوم الأرض كان يتزايد بشكل مطرد على مدى الزمن الجيولوجي بسبب قوة الجاذبية التي يفرضها القمر على محيطات الكوكب ويابسته.
ومع ذلك، فإن ذوبان الصفائح الجليدية في جرينلاند والقطب الجنوبي بسبب الاحتباس الحراري العالمي الناجم عن أنشطة الإنسان كان بمثابة إعادة توزيع للمياه المخزنة في خطوط العرض العليا إلى محيطات العالم، مما أدى إلى زيادة المياه في البحار بالقرب من خط الاستواء، وهذا يجعل الأرض أكثر تسطيحًا - أو أكثر سمكًا - مما يؤدي إلى إبطاء دوران الكوكب وإطالة اليوم أكثر.
كما تم إثبات التأثير الكوكبي للبشرية مؤخرًا من خلال الأبحاث التي أظهرت أن إعادة توزيع المياه تسببت في تحرك محور دوران الأرض - القطبين الشمالي والجنوبي، فيما كشفت أعمال أخرى أن انبعاثات الكربون البشرية تؤدي إلى انكماش طبقة الستراتوسفير.
تأثير البشر على نظام الأرض
واستخدم البحث، المنشور في وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة الأمريكية، الملاحظات وإعادة البناء الحاسوبية لتقييم تأثير ذوبان الجليد على طول اليوم.
وتراوح معدل التباطؤ بين 0.3 و1.0 مللي ثانية لكل قرن (ms/cy) بين عامي 1900 و2000، ولكن منذ عام 2000، ومع تسارع الذوبان، تسارع معدل التغيير أيضًا إلى 1.3 مللي ثانية لكل قرن.
وقال الباحثون، إن من المرجح أن يكون هذا المعدل الحالي أعلى من أي وقت مضى خلال آلاف السنين الماضية، كما توقعوا أن يظل عند مستوى 1.0 مللي ثانية في السنة تقريبًا خلال العقود القليلة القادمة، حتى لو تم الحد بشدة من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
وقال البروفيسور بينيديكت سوجا من المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ: «يمكننا أن نرى تأثيرنا كبشر على نظام الأرض بأكمله، ليس فقط محليًا، مثل ارتفاع درجة الحرارة، ولكن بشكل أساسي، تغيير كيفية تحركها في الفضاء ودورانها».
ويعتمد قياس الوقت عند البشر على الساعات الذرية، وهي دقيقة ومع ذلك، فإن الوقت الدقيق لليوم ـ دورة واحدة للأرض ـ يختلف بسبب المد والجزر القمري، وتأثيرات المناخ، وبعض العوامل الأخرى، مثل التعافي البطيء لقشرة الأرض بعد تراجع الصفائح الجليدية التي تشكلت في العصر الجليدي الأخير.
وقال سوجا إن هذه الاختلافات يجب أن تؤخذ في الاعتبار: «إن جميع مراكز البيانات التي تدير الإنترنت والاتصالات والمعاملات المالية تعتمد على التوقيت الدقيق. ونحن بحاجة أيضًا إلى معرفة دقيقة بالوقت للملاحة، وخاصة بالنسبة للأقمار الصناعية والمركبات الفضائية».