«المقابر الجماعية».. هنا ترقد أغصان الزيتون
قوات الاحتلال حفرت ساحات مستشفيات غزة ودفنت الجثامين
![المقابر الجماعية](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/18955338041721064730.jpg)
المقابر الجماعية
لم تكتفِ قوات الاحتلال الإسرائيلى بجريمة الإبادة الجماعية فى حق الشعب الفلسطينى، ولكنها تمادت فى إجرامها الذى وصل إلى إعدام المرضى فى المستشفيات وتحويل ساحاتها إلى مقابر جماعية لإخفاء جريمتهم عن المجتمع الدولى. المقابر هى المكان الذى يرقد فيه جثمان الإنسان، مُشيعاً من أحبابه، لينتقل من عالم إلى آخر، ومن الحياة الدنيا إلى درجات الآخرة، لتوارى فيه سوءة الإنسان، لكن هذا التوصيف تحول على يد الاحتلال الإسرائيلى إلى أداة لإخفاء الجرائم والمجازر التى ارتكبها بحق المدنيين، فى تحدٍّ واضح للقانون الدولى ومؤسساته والبشرية بأكملها. قوات الاحتلال حفرت ساحات مستشفيات غزة، ودفعت بجثامين المرضى وأهالت عليهم التراب، فى غياب تام لأبسط المبادئ الإنسانية، والقانون الدولى، والعرف العالمى. وخلال الشهور الماضية اكتشفت طواقم الدفاع المدنى مقابر جماعية فى ساحات بعض مستشفيات القطاع، وحينما بدأت هذه الطواقم فى ممارسة عملها اكتشفت كوارث إنسانية جديدة، وظهرت أمام العالم صور لأشلاء الشهداء وبقايا جثامينهم المتحللة، وآثار تلقّى العلاج، مثل حقن المحاليل ممتدة فى عروقهم التى تيبست بسبب المعاناة التى عاشوها من وقت اقتحام قوات الاحتلال لهذه المستشفيات، وحتى أهالوا التراب على جثث الفلسطينيين الملقاة فى هذه المقابر.
وسببت جريمة «المقابر الجماعية» صدمة للمجتمع الدولى، وشاهد العالم كيف تعاملت قوات الاحتلال مع المرضى الضعفاء، الذين أعجزتهم الإصابة عن الهروب عند اقتحام الاحتلال للمستشفى ليكونوا هم ومن عالجوهم من طواقم طبية رفقة فى قبر واحد، وسط صمت مطبق من العالم الحر.