النائب عمرو فهمي يكتب: الحوار الوطني.. خطوة نحو مجتمع متماسك
النائب عمرو فهمي
في رمضان عام 2022، وخلال حفل إفطار الأسرة المصرية برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، انطلقت فكرة الحوار، ليدعو الرئيس إلى فتح حوار سياسي حول أولويات العمل الوطني، أُطلق عليه «الحوار الوطني» يعمل على طرح الملفات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لنقاش موسع بين الأطياف والفئات المختلفة، بهدف الوصول إلى إصلاح شامل من خلال الانفتاح بين الأفكار والثقافات والأيدولوجيات المختلفة.
خلق الحوار الوطني حالة فريدة ونموذجا مختلفا، أحدثت زخمًا سياسيًا كبيرًا في الشارع المصري، ووسع من عملية التوعية والتثقيف لدى فئات كثيرة في مختلف الموضوعات والمجالات، كونه لم يكن مهتمًا بملف واحد فقط، بل تطرق إلى جميع الملفات، وجميعها بلا شك تهم المواطن المصري.
ما يميز الحوار الوطني، أنّه كان فعالا وفاعلًا قوية في المناخ والحياة السياسية المصرية، وكانت خطواته جادة وذات جدوى، حيث إنجاز عدد من المشروعات والقوانين التي تخدم الوطن والمواطن، وتوحيد مسار القضايا السياسية والاقتصادية والمجتمعية في مسار واحد جنبا إلى جنب، والوصول إلى مخرجات وتوصيات كانت بمثابة سياسيات أو قرارات تنفيذية أو مشروعات قوانين، المهم أنّ جميعها كان يصب في الصالح العام للجميع دولة وشعبًا.
توحدت القوى والتيارات السياسية والفكرية، وعملت إلى جانب مؤسسات الدولة، وحتى المواطنين المستقلين، ومؤسسات المجتمع المدني والأحزاب، الجميع جلس على مائدة الحوار الوطني، يتساءل ويطرح المناهج اللازمة لتعزيز الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي لمصر، وتعزيز مسارات الديمقراطية وما يخدم مصالح المجتمع من خلال جسور التفاهم والثقة والتعاون من أجل التغيير.
ما ميز الحوار الوطني أيضًا، أنّ الجميع وضع مصلحة مصر العليا فوق كل الاعتبارات أيا كانت، وجعل الهدف الأساسي والرئيسي هو المشاركة في العمل من أجل الجمهورية الجديدة، حتى ندخل عصرًا جديدًا دون مشكلات أو تحديات، وخدمات تعزز التعاون بين مختلف الفئات الاجتماعية، وتعزيز سبل وآليات التنمية الاجتماعية المستدامة، وتشجيع الاستثمار والنمو الاجتماعي، وإقرار حقوق جميع الفئات دون استثناء.
بالتأكيد كان للحوار الوطني ثماره السياسية في المقام الأول، فلولاه ما كانت حالة الوعي التي ساهمت في تعزيز المشاركة الإيجابية في سباق الانتخابات الرئاسية، وحرص المواطنون على المشاركة في رسم مستقبل هذا الوطن، وإيمانهم الشديد بدورهم الإيجابي وما يقع عليهم من حقوق كما لهم من واجبات في حماية بلادهم والحفاظ على أمنها واستقرارها، في مناخ ديمقراطي شاهده العالم، اختار كل مواطن ما يناسب قناعاته الشخصية، المهم أنّه شارك واختار وأدرك جيدًا أهمية مشاركته ودوره في هذه الخطوة، لتعزيز الديمقراطية والاستقرار والمشاركة في البناء والتنمية.
كان للحوار ثمارًا أخرى، تمثلت في تعزيز الوحدة الوطنية وتعزيز الاستقرار السياسي والاجتماعي، من خلال تشجيع حالة النقاش البناء والمثمر بين الأطراف المختلفة وتوفير فرصة لسماع الآراء والمواقف المختلفة والعمل علي إيجاد حلول للتحديات التي تواجه البلاد إضافة إلى ذلك، يمكن للحوار الوطني أن يلعب دورا مهما في تعزيز الديمقراطية وتعزيز المشاركة السياسية للمواطنين.
عندما يشعر المواطنين بأنّ صوتهم يسمع ويؤثر في صنع القرار فإنّهم يصبحون أكثر عرضة وحماسا للمشاركة في العملية الديمقراطية بشكل عام.
ومن بين الثمار المهمة لهذا الحوار الوطني كان الخروج بتوصيات ومخرجات جادة، تسهم في العمل على تحقيق نتائج إيجابية وملموسة حرصت الجهات التنفيذية المعنية وعلى رأسها الحكومة أن تعمل على تنفيذها وتحقيقها على أرض الواقع، بما يعكس رغبة القيادة السياسية في بناء دولة ديمقراطية حقيقية تعتمد على حوار بناء ومشاركة الجميع في صنع القرارات، وهو ما يؤدي بالتأكيد إلى بناء مجتمع متماسك يعمل جميع أفراده علي تحقيق المصلحة العامة.