قصة حزينة وراء أغنية «أنا وليلى» لـ كاظم الساهر.. كيف وصل القيصر لكلماتها؟

12:40 م | الاثنين 15 يوليو 2024

«ماتت بمحراب عينيك ابتهالاتي.. واستسلمت لرياح اليأس راياتي.. جفَّت على بابك الموصود أزمنتي.. ليلى.. وما أثمرت شيئًا نداءاتي»، هذه الكلمات التي غنّاها القيصر كاظم الساهر لحكاية حب ماتت في مهدها، على أعتاب الفقرِ القاسية، بعدما اختارت ليلى الثراءَ، وتركَت حبيبها وحيدًا، غارقًا في الأحزانِ الدامِسة لتتزوج من آخر.

كيف وصل كاظم الساهر إلى كلمات «أنا وليلى»؟

أغنية «أنا وليلى» أحد أشهر الأغنيات التي غنّاها ولحنّها القيصر كاظم الساهر، والمقرر أن تكون ضمن أغنياته التي يقدمها للجمهور ضمن الحفل الذي يُحييه على مسرح يو أرينا بمهرجان العلمين بمدينة العلمين الجديدة يوم الخميس 18 يوليو، لها قصة طويلة مع كاظم الساهر الذي ظل يبحث عن صاحبها سنوات طويلة حتى وجده في مدرسة بدولة ليبيا، إذ لم تكن قصة الأغنية من خيال المؤلف، وإنما كتبها صاحبها حسين المرواني لمحبوبته التي درست معه في نفس الجامعة، فـ كيف غنّاها كاظم الساهر؟

كواليس أغنية «أنا وليلى» وحصول كاظم الساهر على كلماتها، يرويها في لقاء تليفزيوني نادر، إذ يقول القيصر إنّه كان جنديًا قبل عام 1988، والتقى بأحد زملائه الذي احتفظ بـ4 أسطر من القصيدة، وحينما سأله عن الكاتب ادّعى أنّه من كتبها، إلا أنّ كاظم الساهر لم يصدقه، خاصة وأنّه التقى بالعديد من الأشخاص الذين ادعوا كتابة كلمات هذه الأغنية: «عجبتني 4 أسطر اتجنيت عليها، وبعد فترة قابلت واحد بالصدفة قالي الكلمات هذي أنا أعرف واحد كاتبها كاملة، وأنا أعرف ابن خالته، ومن سنة 1985 ما بعرف أي سنة بالـ90 جابولي حسن مرواني، يعني ضليت حوالي 5 أو 6 سنوات وأنا أدور على هذا الرجل، واتحصلت عليه يمكن سنة 1989 أو 1990 ما أتذكر بالضبط».

«أنا وليلى» مكونة من 355 بيت شهر

وفي لحظة استثنائية، التقى كاظم الساهر بكاتب القصيدة حسن المرواني الذي كان يعمل مُدرسًا لمادة اللغة العربية في إحدى المدارس بليبيا وعرض عليه القصيدة التي كتبها كاملة وهي مكونة من 355 بيت شعر، وعندما شرع «كاظم» بتلحين القصيدة داخل الاستوديو، أجهش «المرواني» بالبكاء عندما تذكّر القصيدة التي كتبها عندما كان طالبًا بالجامعة، يحكي كاظم الساهر: «أول ما حسن سمع صارت دموعه تنزل ويقولي كاظم ذكّرتني بالسبعينات أنت، أنا كتبتها لما كنت طالب بالجامعة ومسجّلة عندي بصوتي لما ألقيتها بالمسرح، ولما سألت شهود قالوا فعلًا القصيدة لحسن المرواني».

قصيدة «أنا وليلى» التي غنّاها كاظم الساهر وأطلق ألبومه عام 1988 بنفس الاسم، لم يكن أول من يغني هذه الكلمات، إذ سبقه العديد من المطربين في غنائها، كان أولهم أكرم دوزلو، عام 1974، أي قبل قرابة 24 عامًا من غناء القيصر لها، كما غناها الفنان رياض أحمد في شكل موال «أضعت في عرض الصحراء قافلتي» في آخر حفلة له قبل وفاته في مهرجان بابل الدولي عام 1996، لكنها لم تكتسب شهرة إلا بعد أن غناها «الساهر»، حتى أنّ كاتب القصيدة أكد أنّه لم يعطِ كلمات الأغنية لأي شخص ممن غنوها قبل كاظم الساهر، بل هي التقطت من يده بعد إلقائه لها مباشرة، عام 1971، وطُبعت في مطابع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

قصة حزينة وراء أغنية «أنا وليلى»

القصة الحزينة وراء كلمات قصيدة «أنا وليلى» يرويها حسن المرواني في تصريحات تليفزونية سابقة، إذ وقع الشاب العراقي الذي كان يقطن بمنطقة الزعفرانية في حب صديقته التي كانت تدرس معه بالجامعة، وعندما قرر أن يصارحها بمشاعره صدتّه، فـ عاد يكرر محاولاته بعد عامين إلا أنّ الفتاة أعلنت خطبتها على شاب آخر كان زميلًا لها في الجامعة أيضًا.

حسن المرواني عبّر عن حبه لزميلته التي كانت تُدعى «ليلى» بالعديد من القصائد، كانت هذه التي غنّاها كاظم الساهر هي أشهرها، وحينها صعد «المرواني» على مسرح قاعة الحصري بكلية الآداب يُفصح عن مشاعره لـ ليلى قائلًا: «يا ليلى كثيرًا ما يسألونني ما دامت قد رفضتك لماذا لا تبحث عن واحدة أخرى؟، أتدرين ما كنت أقول لهم؟ لا بأس أن أُشنق مرتين، لا بأس أن أموت مرتين، ولكني وبكل ما يجيده الأطفال من إصرار أرفض أن أحب مرتين» وانطلق في قصيدته التي ألقاها في حضورها.

يذكر أن حفل كاظم الساهر جاء بالتعاون بين الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية وهيئة الترفيه السعودية برئاسة المستشار تركي آل الشيخ.