عارض زيارة السيسي لـ"برلين".. تعرف على حزب الخضر الألماني
أعلنت كتلة ممثلي حزب الخضر في البرلمان الألماني، وهو من أكبر الأحزاب الألمانية، رفضها دعوة الحكومة الرئيس عبدالفتاح السيسي، لزيارة برلين.
وتأسس حزب الخضر منذ 35 عاما، وتحولت الجماعة التي تألفت قيادتها من فئة معتبرة من السياسيين والمثقفين الشباب إضافة إلى عدد من المتقدمين بالسن، وحملت في البداية شعارات تدافع عن البيئة وتدعو إلى وقف التسلح وتحقيق السلام في العالم.
وحسب التقارير الغربية عن حزب الخضر، فإنه بنظر المراقبين كان ظهوره نتيجة طبيعية للثورة الطلابية التي شهدتها ألمانيا الغربية في العام 1968 والتي سادتها مصادمات عنف بين الطلبة وقوى الأمن، ويجلس في الحكومة الألمانية وفي قيادة حزب الخضر مجموعة من الأشخاص الذين شاركوا في هذه الثورة.
كانت وسائل الإعلام الألمانية، كشفت قبل 17 عاما، كيف أن وزير الخارجية الألماني الأسبق يوشكا فيشر، كان ينتمي لجماعة يسارية متطرفة، ونشرت صورا له وهو ينهال بالضرب على شرطي وحاول إخفاء ملامحه مستخدما خوذة يستعملها سائقو الدراجات النارية.
واحتاج الخضر إلى بعض الوقت حتى تحولوا من جماعة يسارية، تدعو إلى حماية البيئة وخفض التسلح وتحقيق السلام في العالم إلى حزب عادي، بينما مبادئه ظلت على الورق، وفي العام 1983 استغل الخضر شعبيتهم الواسعة خاصة في صفوف الشباب وشاركوا بالانتخابات العامة، ودخلوا البرلمان الاتحادي لأول مرة في تاريخهم.
كان في هذا الوقت نشأ تياران داخل الحزب أحدهما تيار أصولي والثاني واقعي، ظل التيار الأول يصر على أن يستمر الحزب بنشاطه خارج إطار الحكم، بينما التيار الواقعي راح يقول إنه لا بد من تحمل مسؤولية الحكم ليجري تحقيق مبادئ الحزب، لأنه ليس من المنتظر أن تستجيب الأحزاب التقليدية لمطالبهم.
وصعد الخضر بعد وقت قصير فقط، ففي ولاية هيسن التي كان يحكمها الحزب الاشتراكي الديمقراطي في منتصف الثمانينات انهار الائتلاف الاشتراكي المسيحي فيها، فتفاوض رئيس الحكومة المحلية هولجر بورنر مع الخضر في هيسن، وكان يقودهم يوشكا فيشر سائق سيارة الأجرة، الذي كان يحضر بعد فصول الدراسة في الجامعة من دون أن يكون في حياته هدف معين.
وبعد أيام وافق الخضر على تشكيل حكومة ائتلافية بولاية هيسن، كانت أول تجربة للخضر في تحمل السلطة، كما كان فيشر أول عضو في حزبه حصل على منصب وزاري وكان منصب وزير البيئة في حكومة هيسن، ومازال ماثلا في أذهان الكثيرين كيف أن فيشر أدى القسم الدستوري حين تسلم شهادة تعيينه من بورنر، وهو يرتدي حذاء رياضة وسروال الجينز.
وسرعان ما حصل تحول في المواقف السياسية للخضر، فكان على شرودر أن يطمئن عددا من حكومات العالم خصوصا الولايات المتحدة وإسرائيل، أن السياسة الخارجية الألمانية لن تغير ثوابتها بتسلم فيشر منصب وزير الخارجية الذي تقلده قبله شخصيات ألمانية لامعة مثل فيلي برانت وفالتر شيل وهانز ديتريش جينشر وكلاوس كينكل، كانت الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية على علم بملف ماضي فيشر.
واتهمت ديتفورت وزير الخارجية فيشر بالانتهازية وبيع مبادئ الحزب لقاء الوصول إلى السلطة، وليسوا قلائل الذين يشاركون ريتا ديتفورت هذا الرأي، في الغضون يشار إلى فيشر بأنه زعيم الخضر على رغم وجود قيادة ثنائية، كما وافق الخضر على المشاركة بحرب كوسوفو.