للمرة الثانية أقول: لم يعُد لدى الجماعة الإرهابية إلا مجموعة من الشتامين والسبابين واللعانين الذين تُطلقهم على مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك وإكس» لترويج الأكاذيب يومياً ضد «مصر»، لم يعد فى جُعبتهم إلا نشر فيديوهات على «يوتيوب» للإساءة إلى «مصر»، أقول لـ«ترويج الأكاذيب والإساءة» ولا أقول لـ«المعارضة»، لأن الجماعة الإرهابية مجموعة من هادمى الأوطان وليسوا معارضين، بل خونة ومتطرفون من أكبرهم إلى أصغرهم، فالمعارضة تكون بالدليل والحُجة، لا بالإساءة والسب واللعن.. معظم عناصر الجماعة الإرهابية اتّجهت إلى السوشيال ميديا غير الهادفة وغير البناءة وغير الموضوعية، لأنهم مأجورون وأهدافهم خبيثة ومعروفة للطعن فى كل المشروعات القومية التى أنجزها الشعب المصرى وتَحَمَّل وصبر وعانى وبذل الجهد لتحقيقها.
الفِكر الهدام المدفوع بمبالغ مالية دولارية إخوانية يتساءل ويقول: كيف تُنفقون الأموال على العاصمة الإدارية الجديدة؟، لسنا فى حاجة إليها الآن؟، لماذا تم ضياع الأموال على رمال فى صحراء بين التجمع والعين السخنة؟، لماذا تم إنفاق الأموال على مدينة العلمين الجديدة؟ الإجابة بالنص موجودة فى صُحف المعارضة طوال فترة التسعينات والألفينات، نعم من كان يُتابع الصحف فى هذه الفترة سيعرف لماذا اتّجهت الحكومة لمثل هذه المشروعات القومية الكبرى، مثلاً: صحف المعارضة كانت تكتب وتتساءل (القاهرة أصبحت «علبة سردين»، متى يتم اللجوء إلى تعمير الصحراء وذهاب الشباب إلى هناك وفتح مجتمعات عمرانية جديدة؟)، مثلاً: جريدة العربى الناصرى -أقوى صحف المعارضة فى هذا الوقت- كتبت عنواناً كبيراً فى صدر صفحتها يقول (متى يتم نقل الوزارات خارج القاهرة؟)، مثلاً: جريدة الوفد -التى كانت رأس حربة الصحافة المصرية فى ذلك الوقت- كتبت عنواناً كبيراً فى صدر صفحتها يقول (تعمير الصحراء يحتاج إلى قرار سياسى، إلى متى ستصمت الحكومة على الزحام فى القاهرة؟)، حتى إن جريدة «آفاق عربية» المعروف بأنها جريدة الجماعة -التى كانت تصدر أسبوعياً- كتبت عنواناً كبيراً فى صدر صفحتها يقول (القاهرة.. زحمة يا دنيا زحمة) فى تعليقها على صورة كبيرة تم نشرها فى الصفحة الأولى لـ«أوتوبيس» -نقل عام- مُمتلئ عن آخره بالمواطنين وهُم يتزاحمون على الباب بأعداد كبيرة جداً، فى إشارة إلى الزحام الشديد فى القاهرة وعجز الحكومة عن بناء مجتمعات عمرانية جديدة تلتهم الزيادة السكانية، وفى إشارة أيضاً إلى تهالُك أوتوبيسات النقل العام.
العقل يقول: «العاصمة الإدارية» كانت مطلباً للجميع وحلماً بعيد المنال، تم دراسته، وكانت فكرة تنفيذها موجودة فى أدراج الحكومة وتحديداً فى أدراج (هيئة التخطيط العمرانى)، وقامت الحكومة بفتح هذه الأدراج والحصول على ملف نقل الوزارات خارج القاهرة، وتم تنفيذه بسرعة متناهية وبإرادة سياسية حديدية من «الرئيس السيسى» لأنه خلال الـ(٤٠) عاماً التى سبقت أحداث (٢٥ يناير ٢٠١١) كانت الإرادة السياسية غائبة.. وفى ما يتعلق بـ«مدينة العلمين الجديدة» كان ملف تطويرها موجوداً، وينتظر الإرادة السياسية، تم تنفيذه وتم تغيير خريطة العلمين، وبعد أن كانت مليئة بالألغام أصبحت مدينة للأحلام التى ينعم بها أهل مصر بعد أن أنشأها «شباب مصر» بسواعدهم القوية
«الكلام» سهل، «التحليل» أسهل، «التحايل» أسهل من الكلام والتحليل، أما «المعارضة» فهى فوق الرأس، «الرأى الآخر» نُحارِب من أجله ونسعى لترسيخه والاستماع إليه والاستفادة منه وفوق الرأس أيضاً، لكن «الموضوعية» هى الأساس، العمل على تحويل الإيجابيات إلى سلبيات لن يُفيد أحداً وسيضر قائله فقط، ولن يُؤتى ثماره ونتيجته (صفر كبير)، لأن الشعب المصرى واعٍ ويرى بعينه هذه الإيجابيات، وهذه المشروعات على أرض الواقع.. أعلم أننا نطلب المزيد، وهذا يتطلب منا جميعاً بذل الجهود والعمل الجاد طوال الليل والنهار لبناء مستقبل أفضل لأبنائنا.